غيرت السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات طريقة نمط حياتنا من حيث التسوق، وقضاء العطلات، والانتقال من مكان إلى آخر، وتخصيص روح وأسلوب مالكيها بطريقتها الخاصة.
وفي العام 1935، افتتحت الطرازات الرياضية متعددة الاستعمالات من شفروليه مساراً جديداً في مجال النقل. فقبل ذلك الوقت، كان عليك إما أن تنقل المجموعات الكبيرة من الناس بالعربة أو شحن الأمتعة، حيث لم تكن هناك أي سيارة تدمج بين هذه القدرات بشكل فعال. ولكن، شفروليه كاري أول سوبربان غيرت ذلك.
وكانت مهمة السوبربان الأولية هي نقل الأشخاص ومعداتهم وأمتعتهم إلى مواقع وعرة ومتنقلة للعمل، والترفيه، أو المغامرات. عملياً- بل وفعلياً- كونها وسيلة لنقل كل شيء، كانت معظم طرازات هذه الفئة في ذلك الوقت عبارة عن عربات ذات حجم أكبر وبهيكل خشبي.
وقد استخدمت شركات البناء السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات هذه كوسيلة لنقل العمال والمعدات إلى مواقع العمل. وبما أن ركاب القطارات وأمتعتهم كانوا بحاجة إلى الاستمرار برحلاتهم بطريقة مريحة إلى الضواحي مترامية الأطراف آنذاك، قام سائقو التاكسي والفنادق بشراء هذه السيارات واستخدامها كسيارات نقل. ونتيجة لذلك، أطلق الناس على السيارات التي استخدمتها شركات القطارات اسم «سوبربان».
وبشكل سريع، بدأت العائلات الكبيرة في مناطق وسط المدينة في أمريكا باكتشاف خيارات السفر المرنة التي تقدمها السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات أيضاً، وذلك من خلال مساحة تخزين الأمتعة الأكبر عند إزالة واحد أو اثنين من المقاعد- وهو مفهوم مقتبس من مصممي سيارات الـ «ميني فان».
وبمبلغ 657 دولار أمريكي، وفرّت شفروليه سوبربان كاري أول 1935 ثلاثة صفوف من المقاعد الطويلة، ونوافذ في جميع الجهات، ومحرك (Stove Bolt Six) بقوة تبلغ 60 حصاناً (45 كيلو واط)، في وقت كانت فيه المزايا الفخمة مثل التدفئة، والراديو، والصادم الخلفي، تجهيزات إضافية للسيارة.
ولطالما برزت طرازات عائلة السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات من شفروليه كسيارات تتميز بالقدرة، والعملانية، والاعتمادية، واحتلالها الريادة في تجهيزات السلامة والابتكارات التكنولوجية، حيث أطلقت العديد من الإبداعات الأولى من نوعها في القطاع، وضعت معايير عالم صناعة السيارات. وقد شهدت الطرازات المبكرة إدخال الفرامل الهيدروليكية، والزجاج الآمن، ونظام التعليق الأمامي المستقل في العام 1937. في حين أضافت الطرازات التي تلتها أعمدة التوجيه الممتصة للطاقة للمرة الأولى (1967)، والفرامل المانعة للانغلاق (1988).
ولتلبية المتطلبات المتزايدة لسائقي الرفاهية الذين يقودون سياراتهم في رحلات طويلة مع البيوت المتنقلة (كرفان)، والخيم، والقوارب، والمقطورات، زوّدت شفروليه سيارة سوبربان بالقوة الموثوقة في العام 1955، عندما قدّمت محركها الأسطوري V8 صغير الوحدة، وناقل الحركة الأوتوماتيكي Hydra-Matic. كما وقدمت نظام الدفع الرباعي الذي يتم تركيبه في المصنع، كتجهيز اختياري.
وفي ظل أسعار الوقود المتزايدة، انضمت إلى طراز السوبربان سيارة رياضية متعددة الاستعمالات ومدمجة أكثر رشاقة، هي شفروليه بليزر، وذلك في العام 1969. وقدمت بليزر على مدى أكثر من عقدين من الزمن، قدرات أكبر يمكنها أن تأخذ أصحابها إلى أي مكان، وأداء مطور على الطرقات، وتوفيراً في استهلاك الوقود، في الوقت الذي تميز تصميمها بتركيز أكبر على الراحة الداخلية والتجهيزات.
وقد رأت فئة العملاء من العائلات التي تتمتع بنمط حياة نشط في السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات المدمجة والجديدة كلياً بديلاً مجدياً لسيارات الميني فان. واستمرت ابتكارات شفروليه في فترة التسعينات مع الجيل الثاني من سيارة بليزر وإطلاق نظام الدفع الرباعي Smart-Trak القابل للتحويل والذي يتم التحكم به إلكترونياً. وفي الوقت الذي تستخدم فيه السيارة الدفع الخلفي خلال القيادة العادية، يقول نظام Smart-Trak بتفعيل الدفع الرباعي عند استشعاره انزلاقاً في أحد الإطارات.
وقد ازدادت شعبية سيارة شفروليه الرياضية متعددة الاستعمالات ومتوسطة الحجم بشكل كبير، ما مكّن بليزر من تحقيق أرقاماً متميزة في المبيعات على طرفي الأطلسي في فترة التسعينات. كما ونمت عائلة شفروليه بليزر مع تقديم طرازات بليزر S-10، وتريل بليزر، وتاهو.