قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب إن المنظمات الحقوقية الكبرى في العالم دعمت العنف والإرهاب من خلال تصدير مسرحيات الشارع التي قامت بها ما يسمى بـ»المعارضة» في البحرين، مشيرة إلى أن «المشروع الذي ينفذ في المنطقة كبير، والبحرين أول من قاوم المشروع الدولي للتغيير ونجحت».
ونقل موقع «إيلاف» الإلكتروني عن رجب قولها إنه «في الوقت الذي تمارس فيه المعارضة الإرهاب والكذب والتمثيل والفوضى وتظهر أنها الطرف الأضعف، رغم أنها معارضة لا تؤمن بالديمقراطية، وهي في أساسها كلها -كما نرى اليوم- لديها أيديولوجية الإسلام السياسي والإرهاب، ومع كل هذا تقف المنظمات الحقوقية الدولية خلفها».
وأضافت رجـــــب أن «المنظمات الثلاث الأقوى والأكثر شهرة في العالم البريطانية والفرنسية والأمريكية وما يتفرع عنها من منظمات هي التي تدعم جماعات العنف والإرهاب في منطقتنا وتعتبر أن رسائل الأنظمة والحكومات رسائل غير صادقة، وهذا جزء من مساندة مشروع التغيير بشكل كامل، ولذلك ليس من السهل أن توصل رسائلك إن لم تملك كل الوسائل الفكرية والسياسية والتقنية والمنظومة الإعلامية كاملة لمواجهتها».
ورأت أن «الإعلام العربي عموماً ومن ضمنه الإعلام البحريني لم يكن على مستوى الحدث، فلم يكن يملك بنية قوية يستطيع مواجهة هذا الوضع الذي دخلنا فيه فجأة، فالمشروع بدأ منذ الألفية الجديدة، منذ أحداث البرجين في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2011، فعملية تغيير النظام الدولي بدأت منذ ذلك الحين حينما تم خلق حالة تسمى الإرهاب الإسلامي».
وتابعت رجب: «المنطقة بمجملها مستهدفة بهذه الاتهامات، كل عملية التغيير التي حدثت منذ 2001 إلى هذا اليوم تأتي ضمن ذلك المفهوم الذي يقول بأن الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة هي التي كانت سبباً في ظهور الإرهاب والإرهابيين، وقيل هذا الكلام علناً، إذاً كانت الانطلاقة الأولى لاستهداف هذه الأنظمة وتغييرها وتصدير الديمقراطية إلى المنطقة منذ ذلك اليوم، ولكن المشكلة أننا نحن العرب عموماً والخليجيين خصوصاً ذاكرتنا قصيرة، وعملية ربط الأحداث ببعض لا تتفاعل مع أذهاننا بسهولة، فعندما نمر بحدث ما، ننسى ما هي أصوله ونظل نعيش الحدث نفسه فقط».
وأشارت إلى أنه «منذ ما قبل 2003 والعمل الإعلامي الذي يستهدف شيطنة الأنظمة بدأ في التسعينيات، وتم تصعيد هذه العملية منذ 2011 إلى اليوم، ولذلك نحن نحتاج لتغيير في منظومتنا الفكرية لنواجه هذا الوضع الجديد، فإعلامنا قديم جداً، وهو بحاجة للتطوير والتغيير أيضاً، نحتاج بنية تحتية إعلامية فكرية وتقنية وسياسية، في حين أن هناك أدوات عربية أيضاً تماهت مع هذا المشروع».
المنار مسيئة
وحول قناة المنار المملوكة لحزب الله اللبناني، قالت رجب إنها «مستمرة في الإساءة للبحرين كأي وسيلة إعلامية تابعة لإيران ولها الدور الأكبر في تشويه صورة البحرين الحقيقية»، إلا أنها تؤكد أن هذا الأمر متروك لدى اتحاد إذاعات الدول العربية بعد قرار الجمعية العمومية للاتحاد الذي توعد بمتابعة القناة ومن ثم اتخاذ قرارات لاحقة، غير قرار الاعتذار الذي تم الاتفاق عليه.
مشروع التغيير
وعن الحراك الشعبي والحزبي المضاد الذي التزم بالخط الوطني في التغيير وفق المؤسسات الرسمية والدستورية، ترى رجب أن «هناك أيضاً قوى أخرى تملك أحزاباً وتنظيمات، ولكنها لا تملك قوة سياسية ولا مشروعاً واضحاً يظهر الصورة الحقيقية لما يحدث في الشارع، وهي ضعيفة إعلامياً وغير قادرة على إنتاج صورة واقعية، لأنها تفتقد للقوة الفكرية، وأخطاؤها كبيرة، ولذلك عليها دور كبير في المراجعة والتطور لمواجهة العنف والإرهاب وتعمد شيطنة الدولة».
وأكدت رجب أن البحرين «بحاجة إلى أذرع كثيرة في مواجهة المشروع الذي يسري في المنطقة، مشروع نشر الفوضى عبر العنف والإرهاب، وبدا هذا المشروع واضحاً أمام العالم بينما دولنا تسير برتابة فيما يتفاعل الإعلام الدولي في تغيير هذه الصورة ليظهرنا كدول غير مستقرة وفاشلة ولا سيادة للقانون فيها».
ورأت رجب أنه «رغم كل ذلك فإن الإعلام البحريني يتقدم إلى الأمام، ورغم ما يقال عن البحرين، ورغم أن دولاً عربية لم تستطع أن تصمد، ولكن لأننا كنا نملك القدرة على إيصال صوت صادق استطعنا أن نتجاوز المرحلة الأمنية الصعبة في 2011 بجدارة، بأقل الأضرار، كل أحداث الأسابيع الأربعة مرت بأمان رغم تفعيل المسرحيات والتمثيل، لقد عملوا مسرحيات للدم والقتل، وقف أمامها الإعلام البحريني ليؤكد أنها لا تسندها أسانيد حقيقية».
وأكدت أن «البحرين تملك مجتمعاً فتياً وشاباً، ولذلك هناك تقدم للفكر الشاب، بمعنى الفكر الجديد، ولذلك نحن نعمل هنا على طريق تغيير وتحديث الإعلام ليواكب هذا الفكر رغم الصعوبات والعوائق المختلفة، وإنما ما يهم هنا هو المبدأ الرئيس وهو إيماننا بهذا الفكر التقدمي».
قناة اقتصادية
وعن الخطة الإعلامية الوطنية، قالت رجب: «نحن لدينا خطة استراتيجية خمسية بدأنا فيها منذ مطلع 2013 ونتقدم فيها بصورة جيدة، إذ نحاول إعادة البناء من خلال إصدار تشريع جديد للإعلام، هو الآن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ليتم إقراره، وكذلك نمضي في خطة لبناء منظومة الإعلام الجديد، هي الآن على الورق يتم تجهيزها ولكي يبدأ تنفيذها هي بحاجة لترسية مناقصات وعروض شركات، وكذلك طرح قنوات تلفزيونية جديدة إضافة إلى رفع مستوى الحالة، ومن ذلك قنوات تخصصية أهمها قناة اقتصادية لدينا كامل الطموح في إنشائها لتتواكب مع أهمية البحرين الاقتصادية باعتبارها مركزاً مالياً في الشرق الأوسط، وكذلك قنوات للأسرة والطفل والمرأة، وهناك هيئة عليا للإعلام والاتصال تم تشكيلها وستكون مسؤولة عن تنظيم سوق الإعلام وسيتم تفعيل دورها قريباً، وأسسنا مكتباً للمتحدث الرسمي باسم حكومة البحرين كأول مؤسسة من هذا النوع في منطقة الخليج ويقوم بدور فاعل في إيصال المعلومة الصحيحة والرسمية للإعلام الداخلي والخارجي، كلية للإعلام ستستقبل أول دفعة في سبتمبر من العام الحالي».
وقالت رجب إن «هيئة شؤون الإعلام وقعت اتفاقيات تعاون مع أذرع إعلامية في العالم في دول متقدمة في الإعلام شرقاً وغرباً تتضمن كذلك وكالات أنباء، ويقضي هذا التعاون الواسع أن يكون هناك تدريب وتطوير».