في وسط القطب الجنوبي، حيث تنخفض الحرارة إلى دون الأربعين درجة تحت الصفر في الشتاء وتهب رياح قارسة متجمدة، يمارس سكان قرية فيا لاس استرياس الضائعة في صحراء الجليد، والبالغ عددهم 64 شخصاً، حياتهم بشكل عادي.
هذه القرية ملاصقة لقاعدة «ادواردو فريي» التشيلية في شبه جزيرة فيلديس، في جزر شتلاند الجنوبية. وهي عبارة عن حوالي عشرة منازل او أكثر بقليل، ومصرف، ومتجر، ونادٍ رياضي، ومدرسة صغيرة للأطفال الستة من سكان القرية.
ومعظم سكان القرية هم من عائلات العسكريين العاملين في القاعدة الجوية المجاورة، وشيئاً فشياً اعتادوا الحياة في هذا المكان القاسي إلى جوار الحيوانات القطبية على غرار البطريق.
ويقول خوسيه كاريلان روزاليس مدير المدرسة والمدرس فيها «الحياة هنا ممتعة جداً.. أصعب ما نواجهه هو حين نضطر إلى البقاء في المنزل أياماً عدة، ففي الشتاء الماضي مثلاً لم نخرج من بيوتنا على مدى ثمانية أيام بسبب الرياح والثلوج».
ويتطلب العيش في هذه القرية تنظيماً محكماً، فالمتجر لا يفتح أبوابه سوى مرتين في الأسبوع، ولا يعرض تشكيلة واسعة من البضاعة.
ولذلك، يتعين على السكان أن يحضروا المؤن من بلدهم وأن يخزنوها، وخصوصاً مــواد النظافــة الشخصيــة والأطعمــة المجلدة.