بغداد - (وكالات): قتل 6 متطوعين في الجيش العراقي وأصيب 14 آخرون في هجوم انتحاري استهدف مركزاً للتطوع في العراق فيما حذر مبعوث الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف من أن الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية المقبلة تشكل عامل انقسام جديد. إلى ذلك، قتل 3 من عناصر الشرطة وأصيب آخرون في هجمات متفرقة. وكشفت أرقام أعلنتها الأمم المتحدة أن عدد القتلى بلغ 592 شخصاً في مارس الماضي. وهذه الأرقام لا تشمل الضحايا الذين سقطوا في محافظة الأنبار التي تخوض فيها القوات العراقية حرباً ضد عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الذين سيطروا على مدينة الفلوجة غرب بغداد بالكامل منذ ثلاثة أشهر .
وتتزامن الهجمات التي تشهد تصاعداً هو الأسوأ منذ موجة الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008 وسقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية الشهر. والتوتر بين العرب السنة والحكومة التي يقودها غالبية شيعية والأزمة التي تعيشها سوريا من الأسباب الرئيسة لتردي الأوضاع الأمنية في البلاد. ودعا محللون ودبلوماسيون السلطات العراقية إلى التواصل مع العرب السنة بهدف تقويض نشاط الجماعات المسلحة، لكن القادة السياسيين رفضوا الأمر مع اقتراب موعد الانتخابات. من جهته، حذر مبعوث الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف من أن الحملات الدعائية لانتخابات 30 أبريل الجاري تشكل عامل انقسام جديد بسبب توجه الأحزاب إلى قواعدها الطائفية والعشائرية. ودعا نيكولاي ملادينوف القادة السياسيين إلى تمرير الموازنة السنوية التي تعطل إقرارها طويلاً في غضون الأسبوعين القادمين، منبهاً إلى أن تأخير إقرار القانون سيؤثر سلباً على الكثير من الأعمال والاستثمارات في البلاد. وتزامنت تصريحات المسؤول الدولي مع انطلاق حملة الانتخابات التشريعية العراقية بصورة رسمية والتي يخوضها رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة. وقال ملادينوف إن «الحملات الدعائية ستكون عامل انقسام كبير». وأضاف أن «الجميع صعد في انتقاداته إلى درجة عالية، حتى قبل انطلاق الحملة الدعائية بصورة رسمية».
وأعرب ملادينوف عن أمله أن «يكون التنافس حول قضايا عامة وكيفية التعامل مع التحديات لكنها حتى اللحظة لا يتعدى الخصومات الشخصية». وأضاف أن «الجهود الرامية لتجاوز الانقسام الطائفي ضعيفة جداً».
ورفض اتهام جهة محددة بالوقوف وراء هذه الهجمات، لكنه اتهم «جميع الأحزاب السياسية باتباع النهج نفسه»، معبراً عن أسفه لعدم بذل جهود كافية للتقريب بين المجموعات المختلفة. ويواجه العراقيون قائمة طويلة من التحديات تتمثل في نقص الخدمات الأساسية والمياه ونظام الصرف الصحي وفساد مالي وارتفاع معدل البطالة، إلى جانب مسلسل من أعمال العنف لا ينتهي.
وارتفعت معدلات العنف بشكل حاد خلال العام الماضي مما أثار مخاوف من أن ينزلق العراق مرة أخرى إلى صراع طائفي شهدته البلاد في 2006 و2007 وخلف عشرات آلاف من القتلى.