أظهرت دراسة علمية حديثة أن المرأة الرفاعية ربة المنزل أو المتقاعدات كبيرات السن أكثر اهتماماً وتأثراً بالمضامين السياسية التي تتعارض مع تأييدها المطلق لبقاء المرأة في محيط القيم التقليدية مما يعد مثيراً لِعقلها الباطن الذي دفعها للتركيز على إفراط المرأة في الظهور السياسي والإختلاط في الجمعيات والندوات وأماكن العمل، وبينت أن فضائهن الاجتماعي يكتض بردود الفعل الاجتماعية اتجاه السياسة التي يرونها مصدر تغير اجتماعي غير مرغوب فيه من عدة إتجاهات ترتبط بقيمهن التقليدية.
وكشفت الدراسة التي دونها الباحث نوح خليفة فيل كتابه "المرأة الرفاعية.. بينة الكفاح التاريخي والتمكين المعاصر" الذي يدشن قريباً أن احتفاظ المجتمع الرفاعي بطاقات المقاومة للتغيرات الثقافية الحديثة، محور طاقات المرأة في إتجاهات تحد من بروزها وانفتاحها في اتجاهات عصرية متعددة، مبيناً أن الانفتاح الجغرافي واتساع مساحات العطاء وتنوع المكونات البنيوية أهم التحديات التي تواجه التغيير الثقافي وتمكين المرأة في الرفاع، وتعتبر النقاط المذكورة عناصر رئيسية تدفع بانتاج الانفتاح السياسي والثقافي بين الاجيال وعوامل تدفع بالمنظومة المجتمعية نحو المزيد من الاقتدار والجاهزية الفكرية والميدانية في مواجهة التحديات.
وأظهرت الدراسة أن التغيير الإجتماعي في الرفاع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمكونات المدينة خصوصاً تلك المتعلقة بحقوق المرأة ومقومات تعزيزها حيث يعد هذا الجانب ذا بعد إعلامي يبين أن المؤسسة الإعلامية استطاعت أن تقوم بدور محدود في إدارة محتوياتها البرامجية بما يضمن استضافة كل بيت بحريني للمكتسبات الوطنية التاريخية والمعاصرة للمرأة وتفعيل أطر الشراكة بين المرأة والمؤسسات الوطنية خارج نطاق مدينة الرفاع، وبينت أن ضعف الأداء الإعلامي متغير خطير ينعكس سلباً على قوة التأثير في وقت الأزمات أو بعد توارد أي منبهات تستدعي تنظيماً أهلياً عالي المستوى لإطلاق صوت المرأة كمؤثر سياسي أو شعبي لصالح الأمان الاجتماعي والسياسي أو لمصلحة وطنية عليا.
وأعلن الإعلامي نوح خليفة عزمه طرح إنتاجه العلمي، المرأة الرفاعية بين الكفاح التاريخي والتمكين المعاصر "تحليل سوسيولوجي للإسهامات والتحديات وآليات المواجهة" فور إنجاز المتطلبات المادية والإعلامية لتدشينه داعياً المؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات ومراكز البحوث والوجهاء والأعيان والتجار ورواد المجتمع إلى المبادرة لإسناد الكتاب بالرعاية المادية إستعداداً لتدشينه دعماً للجهود الوطنية الداعمة لهوية المجتمع، ومستقبل البلاد.
وأكد خليفة أن إنتاجه العلمي الحالي سوف يدعم المرأة البحرينية عموماً والرفاعية خصوصاً في إنتخابات 2014 معتبراً الإنتخابات المقبلة فرصة ثمينة لتحقيق مكاسب سياسية للمرأة البحرينية والحراك السياسي البحريني بشكل عام، وقال إن السياسة أضحت الشريان الرئيسي للإتصال بالعالم الخارجي وتشكيل قناعات القادة والجماعات حول حاضر ومستقبل البحرين مشدداً أن الإعلام بات يتتبع أنفاس السياسة ويتعطش لمضامينها بإعتبارها مؤشرات يسترشد بها ويقود عبرها حاضره ومستقبله، مسترسلا أما على صعيد الدول والزعماء فإن الحنكة السياسية ميزان يحدد أوزان التكتلات الإقتصادية والسياسية ويغير تصورات العالم تجاههم مشيراً إلى أن سلامة الجسد الديموقراطي تتحقق بمستوى فاعلية قادة الرأي السياسيين في قنوات القرار السياسي الوطني في موسساته الوطنية معتبراً المرأة عنصر رئيسي ضمن القرار السياسي البحريني.
وجدد عزمه توجيه دعمه الفكري لرؤى التمكين السياسي والإقتصادي والثقافي التي تنهجها البلاد مراوحاً أن الكتاب يقدم الدعم العلمي لتعزز بيئة المشاركة السياسية للمرأة البحريني وتمكينها من الخوض في تفاصيل الحياة السياسية بنجاح أكبر، إضافة إلى إحتوائه لتفاصيل الكفاح التاريخي للمرأة الرفاعية منذ قبل اكتشاف النفط، ومعلومات وصفها بالفريدة مبيناً أن محتويات انتاجه العلمي الراهن غير متوفره في أي مرجع آخر وأنها تظهر للمرة الأولى في تاريخ البحرين وتتسم بالندرة لهذا السبب، داعياً الإعلام البحريني إلى إسناد جهوده الفكرية والإعلامية وفتح القنوات أمامه لممارسة دور إعلامي يخدم الرؤى الوطنية للبلاد.
وصرح خليفة أن الكتاب يقود مضامينه العلمية بإتجاه إسناد قائد البلاد في مسيرته السياسية والإقتصادية والثقافية التي تضع مرتكزات تثبيت الأمن الإنساني للشعب وتمده بالنهضة الإقتصادية والثقافية والسياسية بإتخاذ المرأة مرتكزاً هاماً لديمومة الإستقرار السياسي والإنساني، مراوحاً أن التعمق في بحث تاريخ المرأة وواقعها وآليات تدعيم مستقبلها يجب أن يكون خطوة جوهرية ضمن إستعداداتنا للنهوض بواقعنا العربي ومحاولات تقوية كيان الامة السياسي والإقتصادي والثقافي في مختلف الإتجاهات التنموية مراوحاً أن المرأة عمق المجتمع العربي واجيال الغد انعكاس لواقعها الثقافي.
وقال إن البحث يقدم في أوراقه العلمية المقبلة تاريخاً فريداً عاصرته المرأة الرفاعية مبيناً أنه يثبت بالأدلة سواء تلك المتمثلة بإسناد سكان الرفاع للتاريخ المدون أو الوثائق التاريخية المتنوعة كفاحاً تاريخياً نسائياً أسهم في تشكيل ماضي وحاضر الرفاع وسط تنبؤات يطرحها ترتبط بمستقبل الرفاعية خلال العقود المقبلة، وأضاف أن البحث يتعمق في شخصية المجتمع والمرأة ليس تحيزاً بل تأكيداً لضرورة فهم المجتمعات الإنسانية والإسهام في توجيه سلوكها في ضوء تحديات العصر الحديث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية إذ أن المضامين العلمية التي يطرحها تبلور سلسلة ظروف تاريخية وتتجه بها نحو رؤية تنموية معاصرة تخدم البحرين في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة.
وأوضح أن التحديات القائمة بينت الحاجة حاضراً ومستقبلاً الى اسهامات نسائية اشد قوة وتاثيراً على مختلف المستويات ابرزها السياسية لما تشكله السياسة من مواد اعلامية دسمة تستقطب الوسائل الإعلامية والمنظمات والزعماء والجماعات في انحاء العالم وتسهم في تشكيل قناعاتهم تجاه العالم الجديد، معرباً عن اعتزازه بكل جهد مخلص ساند مساعي انجاح هذا الإنجاز العلمي المضني وجميع المساهمين في مقدمتهم سكان الرفاع مبيناً أن كل رفاعية بادرت في تقديم معلومات تدعم البحث تعد شريكة في نجاح هذا الجهد وبروزه وفي مقدمتهم قدامى معلمات وزارة التربية والتعليم اللاتي استقبلنني بحرص شديد على تقديم تاريخهن الغزير المشحون بالشجن والتضحيات، كما جدد عزمه مواصلة استكمال تاريخ المرأة البحرينية في كل بقاع البحرين على المستويين التاريخي والمعاصر.