بقلم - الشيخ زياد السعدون:
هناك عادة مازال البعض يمارسها في مدارسنا، من رياض الأطفال والابتدائي وحتى الثانوي أحياناً، وهي العقوبة بالنظافة، لاشك أن هذه الممارسة الخاطئة لها آثارها السلبية والسيئة على مفهوم النظافة لدى أبنائنا وبناتنا، بل في بيوتنا يتعامل بعض الآباء والأمهات مع النظافة والتنظيف على أنه مفهوم عقابي يعاقب به الأبناء، حتى وصل الحال بأحد أبنائنا الصغار في إحدى الدول العربية يسأل أباه ماذا فعل عامل النظافة حتى يعاقبوه بأن ينظف الشارع كل يوم؟ مع علمنا أن للنظافة مفهوم مختلف تماماً في ثقافتنا الدينية والشرعية عن هذا المفهوم الخاطئ، فالنظافة في الإسلام عبادة يتقرب إلى الله بها، بل هي علامة إيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»، فمفهوم النظافة إيماني وليس عقابياً كما يفهمه البعض، وقد جعلها النبي عليه الصلاة والسلام باباً من أبواب الصدقة فقال: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، وقد تكون سبباً في دخول الجنة كما ورد في حديث الرجل الذي أزاح غصن شجرة يسد طريق الناس فغفر الله له وأدخله الجنة، فعلينا أن ننظر إلى عمل النظافة على أنه عمل طوعي مقرون بالتحفيز الإيماني، وأن نزرع في نفوس الأبناء أن من يرفع أوساخاً من الأرض ويجعلها في سلة المهملات سواءً أكان في البيت أم المدرسة أم الطريق هو أفضل عند الله وأحب إلى الله ممن يلقيها، وعلينا أن نمارس ثقافة النظافة حتى نكون قدوة عملية لهم.