كتبت - مروة العسيري:
قال مشاركون في ورشة «ماذا يريد الناخب من النائب؟» التي نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية، إن المراقبة الشعبية على أداء النائب وتشجيع المبادرين بالأفكار والمقترحات الإيجابية والمفيدة يخلق روح تنافس إيجابية لدى النواب، مما ينعكس بالإيجاب على العمل التشريعي.
وأشاروا إلى أن البحرين تفتقد للرقابة الشعبية بمعنى الرقابة الواعية، فمازال الشعب يرى النائب بأنه هو من يجب أن يوفر له المكيف وغيرها من الأمور المعيشية، ولا يعي بأن النائب هو من يمثله للتشريع وللرقابة على السلطة التنفيذية.
وقالـــوا إن العلاقة بين الناخب والنائب هـــي علاقة وطنية بالدرجة الأولى، وهي علاقة غالباً ما تكون متوترة بسبب أن المرشح يأتي بهدف أن يشار إليه ببنان الشهرة، وأن يحقق بعض الأهداف التي غالباً ما تكون أهدافاً تخص جماعته الفكرية المذهبية أو الطائفية وغيرها، والناخب تكون اهتماماته بسيطة.
مراقبة الأداء
وأكدت مديرة الورشة عضو مجلس الشورى المحامية دلال الزايد أن الهدف من وجود النواب وأعضاء مجلس الشورى مع المشاركين في الورشة هو تبادل الخبرات والآراء، خصوصاً لمن ينوي الترشح في الفصل التشريعي المقبل، وسلطت الزايد الضوء على أهمية مراقبة النائب من قبل الناخب وانتقاده من أجل الإصلاح والتوجيه، مبينة أن أكثر وغالبيه الانتقادات التي يتلقاها النواب اليوم برأيها الخاص غير عادلة، حيث إنها تعتبر تكريراً لبعض الآراء التي قد تكون سلبية وهجومية من غير أهداف واضحة. وأجابت الزايد على سؤال تقدمت به إحدى المشاركات حول جرأة أعضاء مجلس الشورى في بعض الأمور وخصوصاً ما يتعلق بالميزانية والحياة المعيشية للمواطنين، ووصفت الزايد مجلس الشورى بالطير الحر، حيث إن الأعضاء يقومون بدراسة المواضيع كلن بحسب اختصاصه ولا يعانون من ضغط شارع منتخب كما يعاني النواب فهم معينون من قبل جلالة الملك، وهنا تأتي المفارقات في مراقبة الشارع لأداء النائب وانعكاس ذلك على أدائه، وهذا ما جعل بعض النواب يشغلون أنفسهم وقت التصويت أو التعمد لإخلال النصاب في الجلسات إذا كان الرأي العام مترقباً لهذا الحدث، محاولة لإخفاء الرأي الخاص الذي غالباً ما يكون مخالفاً للرأي العام. ولفتت الزايد إلى أن المتابع للجلسات العامة للنواب يوم الثلاثاء فهو يلاحظ أن النائب الذي التزم الصمت وجاء الانتقاد عليه لاذعاً لذلك من قبل المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال الجرائد فنلاحظ تغيراً بعد أسبوع من الجلسة، بل ونلاحظ مشاركات وخطابات يسعى النائب من خلالها لاسترضاء الناخبين، وتغير الصورة التي أخذت عنه. وبينت الزايد أن المراقبة على أداء النائب وتشجيع المبادرين بالأفكار والمقترحات الإيجابية والمفيدة يخلق روح تنافس إيجابية لدى النواب، مما ينعكس بالإيجاب على العمل التشريعي.
من جهته، وجه النائب محمد العمادي بعض التساؤلات للمشاركات في الورشة الراغبات في الترشح للمجلس النيابي، وهي لماذا تريد المرشحة الدخول للمجلس؟ ما القيمة التي تريد إضافتها للمجلس الحالي؟ وهل الفوائد التي تريد تحقيقها من الدخول واجهة اجتماعية (برستيج) والحصول على امتيازات؟ مؤكداً أن إصلاح نية الترشح من البداية هي الأساس الصحيح، ولتحقيق الأجر في الدين من خلال النية الصالحة والصافية وهي تحقيق الفائدة لمن أعطاه الصوت وحمله الأمانة.
وطالب العمادي من المشاركين في الورشة تنبيه المحيط الاجتماعي بهم من خطورة الامتناع عن التصويت في العملية الانتخابية القادمة، خصوصاً وأن هناك الكثير ممن يرددون أن المجلس لم يحقق شيئاً، لافتاً إلى ضرورة نشر ثقافة العمل الديمقراطي والبرلماني، مبيناً أن الدوائر التي يمتنع فيها البعض عن التصويت هل ستغلق؟ هل ستظل بدون نائب بالعكس ربما يصل للمجلس من لا يستحق بالتزكية وذلك بسبب الامتناع، وما على الناخب سوى إيصال من يعتقد أنه يمثله في التفكير والتوجه وغيرها من الأمور التي يجب أن يستوعبها الرأي العام البعيدة كل البعد عن الأمور الخدماتية التي هي من واجبات المجالس البلدية. وأكد العمادي أن الرقابة الشعبية بمعنى الرقابة الواعية نفتقدها في البحرين، فمازال الشعب يرى النائب بأنه هو من يجب أن يوفر له المكيف وغيرها من الأمور المعيشية، ولا يعي بأن النائب هو من يمثله للتشريع وللرقابة على السلطة التنفيذية، معتقداً أن فقط 5% من الناس وأقل كذلك مهتمين بالشأن الرقابي والبرلماني والنسبة الأكبر اهتماماتهم مقتصرة على المصالح الخاصة. وأوضح العمادي أن «النائب إذا استطاع توفير ما يحسن معيشة الناس عن طريق اقتراح بقانون أو تشريع جديد أو تعديل على قانون حالي، هو الأفضل من التحقيق بفوائد وقتية كما يحصل في الاقتراحات برغبة التي توافق عليها الحكومة ولا تنفذ أو لا تنفذ كلها وتأخذ وقتاً طويلا»، مؤكداً «إن التشريع أو القوانين يضمن استمرارية الفائدة التي قدمها النائب لناخبيه».
ظاهرة «نواب التصريحات»
وقال عضو الشورى خليل الذوادي إن العلاقة بين الناخب والنائب هي علاقة وطنية بالدرجة الأولى، وهي علاقة غالباً ما تكون متوترة بسبب أن المرشح يأتي بهدف أن يشار إليه ببنان الشهرة، وأن يحقق بعض الأهداف التي غالباً ما تكون أهداف تخص جماعته الفكرية المذهبية أو الطائفية وغيرها، والناخب تكون اهتماماته بسيطة فالغالبية العظمى التي يتعامل معها النائب هي فئة متوسطي التعليم أو الأميين وهم المجموعات التي ترى الإنجازات الملموسة والفئة السهلة التفاهم هي الفئة المثقفة والمتعلمة وهي الفئة التي تطالب من النائب تشريعات وقوانين وأن تكون رقابته قوية بحيث يتم إصلاح الخلل في السلطات المنفذة. وحذر الذوادي النواب من أن تكون تصرفاتهم الشخصية مؤثرة على المجموعة وعلى اسم المجلس، مشيراً إلى أن أي تصرف يبدر من النواب يكون مرتبطاً ببقية النواب وباسم مجلس الشعب، محذراً من ظاهرة جديدة بدأت تتداول في الوسط البحريني وهي تسمية النواب بنواب التصريحات، وهناك نواب الخدمات، مؤكداً أن التصرف الشخصي ينعكس على البرلمان ككل.