كتبت- زهراء حبيب:
كشف وكيل الشؤون الإسلامية في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، د. فريد المفتاح عن «تنبيه وإنذار عدد من الخطباء ممن يدعون للقتال في سوريا»، دون أن يكشف هويتهم أو أي تفاصيل عن عددهم.
وقال المفتاح لـ «الوطن» إن «المتابعة مستمرة من قبل جهات عدة لرصد ومراقبة الخطباء المحرضين على القتال في سوريا تحت دعوى الجهاد»، مشيراً إلى أن «جمع أي أموال لدعم أعمال الجماعات المسلحة في سوريا غير قانوني، وقنوات التبرع في المملكة يجب أن تكون مقننة بالرجوع إلى جهاتها المعنية كوزارة التنمية الاجتماعية وغيرها».
وحول إعلان وزارة الداخلية عن «طرح برامج مناصحة للبحرينيين العائدين من القتال في سوريا، أوضح المفتاح أنها «ستكون بالتوافق بين جميع الجهات المعنية في الحكومة لمنع الاجتهادات الفردية غير محسوبة العواقب»، مؤكداً «استعداد وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لتقديم المناصحة للقادمين من سوريا، من أجل القضاء على هذه المظاهر التي تثير الإرهاب والتطرف».
واعتبر المفتاح من يغادر البحرين للقتال في سوريا ضمن «أعمال اجتهادية فردية مرفوضة تماماً»، مشيراً إلى أن «الجهاد لا يكون عن طريق الأفراد، بل يجب الرجوع فيه إلى ولاة الأمر».
وأضاف أن «العشوائية التي تحدث بأن يذهب الفرد للقتال أمر غير مقبول لا شرعاً ولا ديناً ولا عرفاً، هو مرفوض تماماً».
ورحب المفتاح بقرار وزارة الداخلية بمنع السفر إلى مناطق القتال، «لأن مثل هذه الأعمال غير القانونية تجر مفاسد وأضراراً وشروراً على المملكة»، مشيراً إلى أن «وزارة العدل معنية بالجانب التثقيفي والتوعوي وحث الخطباء على الالتزام بضوابط الخطاب الديني والالتزام بالوسطية والاعتدال في الطرح الديني(..) وإسلامنا دين السماحة ويدعو للتعايش السلمي، فلسنا دين عداء ولا كراهية أو طائفية».
وأكد أن «البحرين نموذجاً للتعايش بين جميع المذاهب والأديان والثقافات على اختلافها، وطن يعيش فيه الجميع باحترام لبعضهم البعض، ويجب الحفاظ على الصورة الحضارية المشرفة للبحرين، وأن نمنع الكراهية والعداء».
وتابع المفتاح أن «العالم يتجه إلى الانفتاح والتحضر والتعاون المتبادل، ونحن لسنا بحاجة لإقامة العداوات والكراهية ورفع السلاح على غيرنا، فكل دولة هي مختصة بأمورها، ولا نتدخل بشؤونها، ونحن كوزارة عدل نحث ونضع ضوابط للخطاب الديني، ومتابعة الأمر عن كثب مع الخطباء ورجال الدين ونوصيهم بذلك، ومن يتعدى ويتصرف تصرفات فردية غير لائقة ومرفوضة فهناك جهات معنية كالنيابة العامة والقضاء ووزارة الداخلية بمتابعة الموضوع، ومنعه والقضاء على الكراهية والتكفير والتطرف».
وقال: «تزعجني الكراهية التي باتت تنتشر بين المسلمين كأفراد وجماعات وهذا مرفوض تماماً، ويتنافى تماماً مع مقاصد وروح الشريعة الإسلامية الغراء التي جاءت لتجمع ولا تفرق وتنفتح على الآخر، علماؤنا السابقون انفتحوا على ثقافات الإغريق واليونان وأرسطو، وأفادوا منه واستفاد الآخرون منا أيضاً».
ودعا المفتاح إلى «إظهار قداسة الإسلام وسماحة مقاصده وغايته الغراء العليا في المحافظة على العيش السلمي والانفتاح على الآخر، وإظهار الإسلام كدين وحضارة تسامح وحب للآخرين جميعاً».
وكانت وزارة الداخلية طالبت في بيان لها في 27 مارس الماضي، المواطنين المخدوعين والمتورطين بالانضمام أو الشروع في الانضمام إلى جماعات إرهابية وبخاصة المتواجدين حالياً في مناطق النزاع، بضرورة العودة إلى رشدهم والمبادرة بالرجوع إلى أرض الوطن خلال مدة لا تجاوز أسبوعين، مؤكدة استعدادها لإعداد برامج خاصة للمناصحة من بينها الإحاطة بالأفكار والآراء الدينية الصحيحة والتوعية بمصلحة المملكة.