أهدت الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان، العضوية الفخرية إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد آل سعود تقديراً من أعضاء مجلس إدارة الجمعية للدور البارز والدعم الكبيرين اللذين يقدمهما سموه للأنشطة الخيرية ولمؤسسات المجتمع المدني.
وأعرب الأمير مشعل بن محمد لدى استقباله أمس وفد الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان، عن سعادته بتسلم العضوية الفخرية، مؤكداً أن ما تدعو إليه الجمعية من تسامح وتعايش ديني ومذهبي، يعد فضيلة أخلاقية من منظور إسلامي، وضرورة مجتمعية لضمان أمن الشعوب واستقرارها، موضحاً أن الإسلام دين عالمي يتجه برسالته إلى البشرية كلها، آمراً بالعدل وناهياً عن الظلم وداعياً إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعاً في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس، بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم.
وأشاد مشعل بن محمد بالعلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين السعودية والبحرين في مختلف المجالات، موضحاً أنها ترتكز على مبادئ وأسس صلبة متينة وتاريخية متميزة تستمد قوتها من الشريعة الإسلامية السمحة، وتنطلق من أسرة واحدة مترابطة يجمعها هدف واحد ومصير مشترك واحد تأكيداً للحمة الواحدة في الجسد الواحد، مؤكداً أن العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين تحظي بدعم واهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وحكومتيهما الرشيدتين فيما تصب هذه العلاقات لمصلحة الشعبين الشقيقين.
وأبدى مشعل بن محمد إعجابه بالأهداف التي ترسم استراتيجيات ومبادرات الجمعية، والمتمثلة في نشر ثقافة التسامح بين الناس، مبيناً أن التسامح يبدأ أولاً مع النفس ثم مع من حولنا من محيط الأسرة أو العمل أو الجيرة حتى إذا أخطأوا أو أذنبوا أرشدناهم برفق، ونصحناهم بلين، فما يقع منا يقع منهم، مبيناً أن التسامح يؤسس مجتمعات متحابة وعادلة ومتعاونة، كما أنه يتيح للعالم وللمجتمعات فرصة أكبر من التفاهم وسيادة القيم الإنسانية والثوابت الوطنية لدعم مسيرة التنمية والتقدم، وهو مبدأ فضيل دعت له كل الأديان السماوية والأعراف الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، ودأبت على المطالبة بتجسيد هذا المبدأ في التسامح مع الآخر وقبوله كما هو.
من جانبه قال رئيس الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون إن التسامح ليس مبدأ يعتز به فحسب، ولكنه أيضاً ضروري للسلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب، وتحقيقاً لهذا الغرض فإنه يدعو كل مكونات المجتمع المدني إلى تعزيز ثقافة التسامح وكل المبادئ الإنسانية النبيلة.
وأضاف بوزبون أن التسامح من القيم الجوهرية في العالم الحديث أكثر من أي وقت مضى، فهذا العصر يتميز بالعولمة وبالسرعة المتزايدة في الحركة والتنقل والاتصال، والتكامل والتكافل، وحركات الهجرة وانتقال السكان على نطاق واسع، والتوسع الحضري، وتغيير الأنماط الاجتماعية، ولما كان التنوع ماثلاً في كل بقعة من بقاع العالم، فإن تصاعد حدة عدم التسامح والنزاع بات خطراً يهدد العالم كلّه.
وتابع أن تعزيز ثقافة التسامح يكون بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية، مشيراً إلى أنه بإمكان وسائل الإعلام والاتصال أن تضطلع بدور بناء في تيسير التحاور والنقاش بصورة حرة ومفتوحة، وفي نشر قيم التسامح وإبراز مخاطر اللامبالاة تجاه ظهور الجماعات والأيديولوجيات غير المتسامحة.
وأكد بوزبون أن مبادئ الجمعية تأكيد المبادرات الإنسانية والحضارية التي يتبناها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وعلى المبادرات الأممية التي تدعو إلى التسامح والانفتاح على الآخر.
بدورها أعربت مستشارة مجلس إدارة الجمعية د.أمل الجودر عن إعجابها بعمق ثقافة وسعة اطلاع الأمير مشعل بن محمد، إذ يقدم نموذجاً فريداً للتسامح والتعايش يعبر عنه في مختلف مواقفه ومبادراته، مثمنة ما أشار إليه من أهمية العمل على إبراز منهج الإسلام المعتدل وتعاليمه السمحة، وحرصه على نشر قيم التسامح والألفة والاعتدال بين الناس التي تعتبر جوهر سمات التعايش.
وقالت الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان إن نبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب من الأهداف الرئيسة للجمعية، حيث إن هناك عدداً من المعوقات التي قد تحد من نشر ثقافة التسامح من أبرزها التطرف الديني والتعصب والجهل بالآخر، والتعصب والتمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين، والتمييز الطائفي، والتهميش والإقصاء وعدم المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص وغيرها.
وأضافت أن من أهداف الجمعية ترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، فمن المؤكد أنّ ترسيخ ثقافة الحوار بين الأفراد والجماعات وأصحاب الديانات المختلفة، له أهمية كبيرة في تحقيق التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بينهم.