كتب - جعفر الديري:
يرصــد هذا الفيلم «حافة الغد» Edge of Tomorrow، قصة جندي يدعى وليام كيدج (توم كروز)، لم يخض معركةً من قبل، لكنه يجد نفسه محاصراً في عملية انتحارية وفي دقائق معدودة يُقتل. وبطريقةٍ ما يجد نفسه يعيش المعركة من جديد حيث يحارب ويقتل ويعود من جديد مرةً أخرى يحارب ويقتل، وفي كل مرة يكتسب مهارات قتالية جديدة. لذلك يتحد كيدج مع امرأة من القوات الخاصة تدعى ريتا (إيميلي بلانت) من أجل محاربة هجومٍ شرسٍ من قبل الميمكس المقبلين من الفضاء.
هـــذا الفيلـــم -المعقــد الــذي يحتاج لتركيز شديـــد، ويصنف بأنه فيلم حرب، خيال علمي، ويجمع بين عدة عناصر مهمة؛ الخيال العلمي والفلسفة والرومانسية، ومحاربة الكائنات الفضائية- يناقش سؤالاً مهماً عن مدى مقدرة هوليود على خلق الأفكار العظيمة كما هو شأن المؤثرات السمعية والبصرية الفائقة، فهوليود التي تعتبر المثرات لعبة سهلة؛ تجد نفسها عاجزة عن طرح أفكار جديدة تجذب المشاهدين، خصوصاً الأمريكييـــن المشغوليـــن دومــاً بمـا سيجرى لهم، ولديهم هواجس عن اختفاء دولتهم، تارة يجدون في الروس عدواً مثالياً حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتارة أخرى يصنعون وحوشاً تهددهم!.
ويطرح الفيلم إشكالية عن مبادئنا وكيف نتعامل معها؛ هل يمكننا تجنيبها أحياناً من أجل مصالحنا أم علينا اتباع الحق مهما كانت العواقب؟!. ويبدو فيه البطل توم كروز متأثراً بثقافة المذهب الديني الذي يتبعه والذي يثير جدلاً واسعاً «السيانتولوجى» أو الفلسفة العلموية التي تهدف إلى مكننة الإنسان، ومن نواحي أخرى يريد أن يتخيل ما ستكون عليه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة والعالم عامة في المستقبل، أما بشأن الممثلة إيميلي بلانت، فإنه غالباً ما يحب السينمائيون أن تطل المرأة في دور الإغواء، فهي معاونة للشر وتسعى لإضفاء صورة جميلة على أهوال مقبلة، لكن بجانب هذا الوجه الغامض، يظهر وجه بلانت مبرزا للنقاء الحقيقي وتنجح في قيادة البطل للخير.
أنتج هذا الفيلم في كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، خلال الشهور الماضية، وهو للكاتب الكس كورتزمان، وسيناريو جوبي هارولد، ومن إخراج دوج ليمان، وبطولة توم كروز، إيميلي بلنت، وبيل باكستن.