عواصم - (وكالات): انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران والرئيس السابق آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني خطب الجمعة في إيران واصفاً إياها بـ”المتدنية”، معرباً عن “رفضه المشاركة فيها”، وفقاً لما ذكره موقع “ايلاف”.
وقال رفسنجاني في حوار صحافي نقله الموقع الإلكتروني الرسمي له إنه “لم يعد يجد دافعاً ليخطب في صلاة الجمعة بطهران، فإلقاء الخطبة يتطلب بذل الجهود وممارسة عمل جاد من أجل التحدث بشكل صحيح وناضج، ولا ينبغي أن نتحدث بشكل يؤدي إلى تدني مستوى صلاة الجمعة”.
وتناول رفسنجاني مسألة تلقيه الدعوة من القائمين على شؤون صلوات الجمعة للمشاركة فيها خطيباً ورفضه المتكرر، فقال: “نعم، صحيح، كانوا يوجهون الدعوة إلي لفترة لإلقاء الخطب في صلاة الجمعة، ولكنهم يئسوا مني بسبب رفضي المتواصل، فقد أصبحت لمشاركتي في صلاة الجمعة تداعيات سلبية، لأن الظروف القائمة توفر الأرضية لأي شخص كان كي يتوجه لحضور صلاة الجمعة، ويفعل ما يشاء، لذا يجب التنبه إلى هذا الأمر”.
ويعرف موقف المحافظين الإيرانيين عادة من أي مسألة من خلال خطب الجمعة في طهران، وهي اليوم تنتقد الاتفاق النووي بين طهران والغرب.
وبالرغم من مفاخرة الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأمريكي باراك أوباما بما أنجزاه مرحلياً نحو اتفاق دائم لتسوية أزمة الملف النووي، إلا أن هذا الاتفاق لا يلقى أصداءً إيجابية في الداخل الإيراني، خصوصاً في خطب الجمعة التي تتعرض منذ فترة لهذا الاتفاق ولغيره من الخطوات، والتي يسميها بعض الإيرانيين بالإصلاحية، بينما يسميها آخرون بالمتجهة نحو التخلي عن مبادئ الثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخميني في عام 1979.
وانتقد خطيب جمعة طهران الموقت آية الله محمد علي موحدي كرماني الاتفاق النووي، كما انتقد بشدة البيان الأوروبي الأخير الموجه ضد إيران، فطلب من الحكومة والمجلس والوفد الإيراني المفاوض أن ينقلوا رد الشعب الإيراني إلى الاتحاد الأوروبي، “وعلى الحكومة أن تدرك أن التكبر في بعض الأحيان يعتبر عبادة، فالتكبر أمام المتكبر والمتغطرس عبادة”.
وفي مشهد، هاجم خطيب الجمعة آية الله علم الهدى الأحزاب السياسية التي تروج لليبرالية في إيران، حيث “الليبرالية مرادفة من مرادفات الإلحاد، بالنسبة إلى الجناح المحافظ”.
وقال “ثمة نظام ديمقراطي ذو طابع ديني، ولكن ليس ثمة نظام ديمقراطي ليبرالي ذو طابع ديني، وما الهدف من الدعوة إلى إقامة مثل هذا النظام إلا الوصول إلى إقامة نظام ديمقراطي غير ديني”.
من جهة أخرى، وصفت طهران المحادثات الفنية التي تجري على مستوى الخبراء بينها وبين الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي بـ”المفيدة”، مشيرة إلى أن صياغة الاتفاق النهائي حول الملف المعقد قد تبدأ خلال أسابيع.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن رئيس الوفد الفني الإيراني حميد بعيدي نجاد إشادته بالمحادثات “المفيدة” التي جرت بين الطرفين في فيينا واستغرقت 3 أيام. وأضاف “إن المواقف من الناحية الفنية تساعد على فهم أفضل لمواقف الطرفين”.
ويضاف هذا اللقاء على مستوى الخبراء إلى لقاء جديد مرتقب بين الطرفين على مستوى المسؤولين السياسيين في فيينا ابتداءً من بعد غد.
وقالت دبلوماسية أمريكية مشاركة في المحادثات إن واشنطن تتوقع بدء صياغة الاتفاق خلال الاجتماع المقبل مطلع مايو المقبل.
في موازاة ذلك، رفضت الولايات المتحدة إيحاءات بأن إيران تصدر كميات من النفط أكبر بكثير مما هو مسموح ببيعه بموجب الاتفاق النووي، وتوقعت أن تتماشى إجمالي مبيعات النفط الإيرانية مع الأهداف المحددة لطهران.
في شأن متصل، أعلن ناطق باسم شركة “بوينغ” للطائرات أن السلطات الأمريكية سمحت للمجموعة ببيع إيران قطع غيار لطائرات تجارية للمرة الأولى منذ فرض الحظر على طهران في 1979.
وقال المتحدث إن الترخيص “محدد بفترة زمنية” ويسمح لبوينغ “بتسليم قطع غيار متعلقة بأغراض السلامة فقط”.
وأضاف المتحدث أنه مازال لا يسمح لبوينغ حتى الآن ببيع إيران طائرات جديدة.
وتابع أن الترخيص منحته وزارة الخزانة الأمريكية في إطار الاتفاق المرحلي الذي أبرم في نوفمبر الماضي بين إيران ومجموعة 5+1 بشأن البرنامج النووي.
970x90
970x90