احتفلت وزارة الثقافة أمس الأول؛ باستكمال مركز زوار شجرة الحياة بمنطقة الصخير بدعم من شركة نفط البحرين (بابكو). ويتخذ مركز زوار شجرة الحياة شكل دائرة واسعة يصل قطرها إلى 125 متراً، تحيط بالشجرة، إضافة لمسرح حجري صغير ومدرج يسع لحوالي 500 زائر في الهواء الطلق لإقامة الفعاليات.
وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن هذا الاهتمام الذي يحظى به المشروع يجسد حرص شركة بابكو على مساندة الثقافة واهتمامها بالتخطيط العمراني في المناطق المتصلة بنطاق اشتغالها، ويأتي دليلاً على حرصها على الحفاظ على الهوية المكانية والبيئية، وإيمانها بالمتوازيات الثقافية والبيئية والعمرانية، لافتة إلى أهمية ذلك في تكامل المشاريع العمرانية والتنموية التي من شأنها تحقيق التطلعات الوطنية والمشاركة في المنجزات المحلية والعربية.
وحول فكرة التصميم قال المهندس المعماري د.مروان بصمه جي أن فكرة الدائرة المحيطة بالمركز تهدف إلى تشكيل منطقة حماية للشجرة والموقع الأثري الموجود بجانبها، مما يساعد على تطويق بيئتها الخاصة ومحيطها المباشر، وتركه كفاصل ما بين وسائل النقل والملوثات وموقع الشجرة، مردفاً: ليس ذلك فحسب، بل تجربة المكان والإنسان داخل هذه البقعة ستكون مختلفة، فالزائرون يتجهون سيراً ناحية الشجرة، ويتمتعون ببيئتها الخاصة وطبيعة صحرائها التي قد تحجبها عنهم وسائل المواصلات. إنها فرصة كي نعيش فكرة هذه الشجرة ومقاومتها لبيئتها الحارة من أجل الحياة فقط.
وأكد د.بصمه جي أن المسار المحيط بالشجرة ليس عادياً ولا مجرد حاجز، بل يشكل مساراً تعليمياً وثقافياً بألواح توضيحية تنقل معلومات الأشجار الشبيهة حول العالم، مشيراً إلى أن كل لوحة معلومات توضيحية تنقل فكرة (الشجرة الرمز) في مكان ما في العالم، وتقع كل لوحة على جدار المركز مشيرة إلى إحداثيات موقع الشجرة وجهة موطنها الحقيقي الذي ترمز له، على غرار شجرة الأرز في لبنان، الزيتون في اليونان، شجرة البلوط في الولايات المتحدة الأمريكية، شجرة التنين في جزر الكناري وغيرها.
وأوضح د. بصمه جي أن التصميم يحتضن الشجرة باعتبارها العنصر الأجمل والوحيد في المكان، وقد يبدو غريبا للوهلة الأولى أن شجرة الحياة لا تقع في مركز الدائرة للمشروع والتي يصل قطرها إلى 125 متراً، بل تتخذ ناحية معينة، مردفاً: إنها تجربة الزائر لاكتشاف الشجرة، وجودها في المنتصف سيجعل التجربة مكررة أثناء حركة الزائر الذي لن يشعر بالاختلاف، ولكن وجودها في نقطة بعيدة عن المركز سيترك التجربة أكثر غنى وسيتيح للمسافات أن تخلق معاينات مختلفة في كل مرة يلتف فيها الزائر حول شجرة الحياة.
وتابع: اعتبرنا الشجرة منحوتة طبيعية، يمكن الاقتراب والابتعاد عنها، يمكن رؤية هيئتها العامة ومن ثم ملامسة تفاصيلها في مسافات متفاوتة، يصل أقصاها إلى 200 متر، وأقربها لمسافة 10 أمتار من المسرح المفتوح على الفضاء)، مبيناً أن محيط الدائرة ومسارها يصل إلى 800 متر مع تنويع في أرضيتها وارتفاعها، وذلك ما يتوافق مع طوبوغرافيا المكان، مشيراً إلى أن التصميم ضمن التضاريس والطوبوغرافيا الموجودة، فالمشروع لم يغير أو يمس بيئة الشجرة، بل كان صديقاً مسانداً لها.
وتنقسم المعارض الموجودة في مركز زوار شجرة الحياة، إلى نوعين: الأول يختص بشجرة الحياة، تاريخها، نوعها، المكتشفات الأثرية الموجودة حولها وغيرها من التفاصيل والحقائق، فيما يتحدث النوع الثاني عن فكرة المشروع، الشجرة ومثيلاتها في العالم، تفاصيل المكان، الموجودات الأثرية وغيرها.