أسدل الستار الجمعة الماضية من على مسرح المجاز في الشارقة، على الملحمة التاريخية العالمية «عناقيد الضياء»، أعظم قصة رواها التاريخ، بعد 5 عروض حضرها أكثر من 15 ألف شخص.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي « فخورون بالنجاح الكبير الذي حققته الملحمة التاريخية «عناقيد الضياء» في إبراز القيم الإنسانية العظيمة التي ميزت سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في عمل فني مهيب نال إعجاب الجمهور بكل أطيافه واهتماماته، وسعداء بالأصداء الطيبة التي لاقتها من خلال تغطية وسائل الإعلام والجمهور الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف «كانت الشارقة على الدوام منارة مميزة في العمل الثقافي، كانت عناقيد الضياء مميزة في كل شيء، فالعمل الذي يمثل الشارقة هو ذلك الذي ينهل من قبس الإسلام ويعبر عن طبيعته السامية وآفاقه الكونية الرحبة، ونعد الجمهور الذي لم يتمكن من مشاهدة العمل في عروضه الخمسة الأولى بإعادة عرضه مرة أخرى خلال هذا العام، ونتمنى أن نكون قد أسهمنا في إثراء المنظومة الفكرية العالمية بعمل فني يخدم الثقافة الإسلامية ويبرزها، لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل».
وشكر الشيخ سلطان فرق العمل كافة والفنانين والممثلين الذين تمكنوا من تقديم هذا الإنجاز الكبير خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر من الإعداد والجهد المتواصل، وشكر كافة الوسائل الإعلامية التي غطت وتابعت الحدث، وكذلك اللجان التنظيمية وكافة الجهات الداعمة والراعية للعمل، والزوار والضيوف والجمهور الذين تابعوا العرض، وتفاعلوا معه بكل الوسائل الممكنة، لافتاً إلى أن الحدث سيظل ماثلاً إلى الأبد في نفوس كل من عمل فيه أو شاهده.
بدورهم أكد عدد من الزوار والضيوف أن «عناقيد الضياء» ليس عملاً تسجيلياً يستقصي سيرة الرسول عليه السلام ونشأة الإسلام فحسب، رغم أنه قدم صورة راقية وجلية في هذا الشأن، بل هو عمل ملحمي استقصى الاستفادة من جميع الفنون المتاحة، وتجييرها لمصلحة عمل فني شامل، يحشد بين ثناياه الإلقاء الشعري، والموسيقى، والغناء، والمشاهد التمثيلية الحية، والمقاطع السينمائية الاحترافية المعروضة في عمق المسرح، إضافة إلى الديكور المنفذ باحترافية كبيرة من خلال المجسمات، وتقاطعات الضوء التي شكلت لوحات مبتكرة على أرضية المسرح وخلفيته، وكذلك في فضاء المسرح الحر بسماء الشارقة، لافتين إلى أن كل مفردة في العرض كانت تؤدي قيمة مضافة، تتجلى للمشاهدين الذين غصت بهم مدرجات المسرح المبني على الطراز الروماني القديم وسط الماء، ما أضفى جواً أسطورياً على الحالة برمتها.
وعبر الجمهور عن إعجابه باللوحات الفنية الاستثنائية والإبداعية التي تضمنها العمل، وبدأت من الشارقة، عندما حلق بنا «عناقيد الضياء» من اللحظة الراهنة في تجوال مهيب، حيث الشارقة تحتفي بجوهر الإسلام في احتفاليتها الكبيرة، إلى الأراضي المقدسة، ثم بكل إبداع إلى اللوحة الثانية، حيث مكة ومولد الهدى، واللوحة الثالثة، حيث نزول الوحي، ثم اللوحة الرابعة صوب الإسراء والمعراج، ومن بعدها اللوحة الخامسة التي حكت عن الهجرة، فاللوحة السادسة حيث المدينة المنورة، إلى اللوحة السابعة لنشهد معركة بدر، بكل ما فيها من بطولة وفروسية وقيم نبيلة، إلى يوم الفتح حيث اللوحة الفنية الثامنة، فاللوحة التاسعة، التي جسدت وفاة الرسول، ومن ثم اللوحة العاشرة، وأنوار الشارقة، ليعود بنا «عناقيد الضياء» ويحط في رحاب الشارقة، حيث روح الإسلام مازالت تسري في فضاءاتها، وحيث احتفالية الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014، تعلن أن الإمارة لم تحد يوماً عن روح الإسلام وتعاليمه السامية، ولم تفترق عن لحظة الضياء الغامرة.