ذكرنا في مقالات سابقة مجموعة من الأحاديث التي كان يذكرها النبي حول كيفية اختيار شريك العمر، وأوضحنا أن هذا الشيء أساس ولكنه لا يكفي هذه الأيام لأسباب كثيرة تحدثنا عنها سابقاً.
من المهم جداً إذا ما أراد شخص أن يختار شريك حياته أن يراعي كثيراً من الأمور وأهمها التوافق العقلي والفكري بمعنى أن يقوم الشخص بمحادثة من يرغب بالارتباط به ومناقشة أفكاره والنظر إلى أسلوب تعامله وطريقته في الرد، إن اختيار شريك الحياة المثالي ليس مهمة سهلة على الإطلاق، لأن الكثير يقع في خطأ الاستنتاج بأنه وجد شريك الحياة المثالي ويتسرع في الزواج والارتباط، وبعد فترة وجيزة يدرك أنه قد تسرع واتخذ قراراً خاطئاً، ويؤدي ذلك إلى الإصابة باليأس والاكتئاب، لاسيما عند الفتيات، وهذا ما يؤدي في كثير من الأحيان للخيانة الزوجية من كلا الطرفين وبالتالي في النهاية قد يؤدي ذلك إلى الطلاق والانفصال.
إن العثور على شريك حياة مثالي أيضاً ليس مهمة مستحيلة، وكل ما نحتاج إليه هو التفكير بعقلانية واتباع منهج عملي سليم لاختيار شريك الحياة، لكل واحد منا تصور واضح عن بعض المواصفات التي يرغب في أن تتواجد في شريك حياته المثالي، وإن أسهل شيء يمكن فعله هو كتابة هذه المواصفات على ورقة، نقول للجميع دون كل الصفات التي ترغب في أن تكون لدى شريك حياتك المثالي، ثم قم بمراجعة قائمة المواصفات التي كتبتها بعد فترة واستبعد الصفات التي تبدو مصطنعة وغير واقعية.
لا يوجد شخص كامل مهما كان ولا يمكن أبداً أن نجد شخصاً بلا عيوب، وفي حالة ما أراد شخص أن يجد شخصاً مطابقاً لتخيله تماماً فإن ذلك يعني ألا يتزوج لأنه لا يمكن أبداً أن يتطابق خيالك مع الواقع لذا كن واقعياً.
إن الجميل في وضع القائمة هو سهولة الحكم على الشخص الذي نراه أمامنا بحيث لا نحتار كثيراً في الموافقة عليه، علينا جميعاً أن نستفسر عن الأمور التي كنا نبحث عنها ولا حرج في ذلك مهما كانت هذه الأمور، أود التنبيه على ضرورة عدم الالتفات لرغبات الأهل لأنه في الأول والأخير أنت من سيعيش مع هذا الشخص لا أهلك، فالأهالي يقومون بتصوير ابن العم وابنة العمة على أنهما ملاك طاهر وللأسف فذلك لا يصيب في الغالب، لذا نحذر من الانصياع لرغبات الأهالي هنا.
عندما تجد أيها القارئ شخصاً انطبقت عليه نسبة كبيرة من الصفات التي كتبتها في القائمة لا تعتقد أنه سيكون كاملاً وكما تحب تماماً، انظر له بواقعية وتقبل منه الأمور التي لا تحبها لأننا في النهاية بشر والخطأ منا وارد، علينا أن نكون مستعدين لتقبل الاختلافات الطفيفة التي تكون بينك وبين شريك الحياة، إذا أردت أن تبني علاقة متينة مع شريكك فأوجد اهتمامات وقواسم مشتركة بينك وبينه.
أتمنى أن يكون مقال اليوم قد أضاف لك عزيزي القارئ شيئاً جديداً في حياتك يمكنك الاستفادة منه، نلقاكم في قادم الأيام.. انتظرونا.
عمر الحمر
استشاري في العلاقات الأسرية
@oalhamar