كشف سفير الصين لدى البحرين لي تشن عزم البلدين افتتاح معهد كونفوشيوس Confucius لتدريس اللغة الصينية في جامعة البحرين منتصف الشهر الحالي، موضحاً أن المعهد يحمل اسم فيلسوف صيني كبير في تاريخ الصين، ما يعد إنجازاً جديداً في مجال ودعم وتعزيز التعاون في الحقل التعليمي.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن السفير الصيني قوله إن «الصين تقدم عشر منح دراسية كل سنة للطلبة البحرينيين للدراسة في الصين، إلى جانب ذلك، فإن هناك حوالي 500 طالب بحريني يدرسون الآن في الجامعات الصينية على نفقتهم الخاصة في كليات الطب والهندسة والإدارة وتخصصات مختلفة».
وأضاف أن «التعاون التربوي بين البلدين يتطور بشكل سريع لأن هناك اهتماماً أكبر من قبل الطرفين في هذا المجال كما إن هناك طلباً لتعليم اللغة الصينية في البحرين»، معرباً عن تمنياته في أن «يستمر هذا التعاون في التطور السريع لكل ما فيه خير البلدين وصالح شعبيهما».
وبمناسبة مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والصين، قال السفير الصيني إن «هناك سلسلة من الفعاليات ستقام بهذه المناسبة تبدأ بحفل استقبال ستقيمه سفارة الصين، إضافة إلى أسبوع ثقافي صيني سيقام في 10 من أبريل في مركز الفنون التابع لوزارة الثقافة بالتعاون بين وزارتي الثقافة البحرينية والصينية والسفارة الصينية، حيث سيتضمن الأسبوع معرضاً للحرير الصيني ومعرضاً آخر للصور يتناول مسيرة العلاقات البحرينية الصينية وما تشهده من تطور وتقدم على الأصعدة كافة».
وأضاف أنه «سيقام كذلك ملتقى للعلاقات البحرينية الصينية بهذه المناسبة بمبادرة من مجلس الشورى البحريني حيث سيقوم وفد برلماني صيني بزيارة البحرين والمشاركة في هذا الملتقى، كذلك سيتم الافتتاح الرسمي لمعهد «كونفوشيوس» في جامعة البحرين، إضافة إلى إقامة فعالية احتفالية بين السفارة الصينية ووزارة الخارجية البحرينية بهذه المناسبة».
علاقات عريقة
وأكد السفير الصيني عمق ومتانة العلاقات البحرينية الصينية ووصفها بأنها علاقات عريقة تعود إلى آلاف السنين، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تطورت في الخمسينات في ميدان التجارة لتقام العلاقة الرسمية في 15 أبريل 1989بالتوقيع على بيان إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين.وقال إن «مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية ستحتفلان في الخامس عشر من شهر أبريل الجاري بمرور ربع قرن على العلاقات الثنائية القائمة بينهما».
وأشاد السفير الصيني بـ«الزيارة التاريخية الناجحة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية الصين الشعبية في شهر سبتمبر الماضي عام 2013»، مؤكداً أن «جلالته وضع أسساً جديدة أعطت دفعة قوية وأسهمت في دعم تعزيز العلاقات الثنائية البحرينية الصينية».وثمن الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للصين في عام 2002، وهي أول زيارة لسموه. وقال إن «سموه وضع أساساً قوياً لعلاقات البلدين الصديقين»، لافتاً إلى أن «هذه العلاقات شهدت تطوراً سلساً في كافة المجالات بفصل حرص قيادتي البلدين على تطويرها وتنميتها».
قوة سياسية
واعتبر سفير بكين أن «الفترة الحالية تعد أحسن وأفضل الفترات من تاريخ وحاضر العلاقات البحرينية الصينية والتي تتميز بالقوة سياسيا وتبادل الدعم والحفاظ على مصالح وأمن الدولتين من كلا الجانبين كما تتميز أيضا بثقة سياسية متبادلة وتعاون في مختلف المحافل الدولية».
وحول التعاون الثنائي، قال السفير لي تشن إن «مجالي الثقافة والتربية من المجالات المهمة في العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن «هناك اتفاقات وقعت بين الجانبين في مجال تعزيز التعاون الثقافي كما إن هناك زيارات متبادلة وإقامة الفعاليات الثقافية في كلا البلدين».
وأشار إلى «مشاركة مملكة البحرين في المهرجانات الفنية العربية التي أقيمت في الصين، إضافة إلى مشاركة فرق فنية صينية باستمرار في السنوات الأخيرة في الفعاليات الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة في مملكة البحرين مثل مهرجان ربيع الثقافة التي تقيمه الوزارة سنوياً».وعن موقف بلاده حيال الأوضاع في البحرين كدعوة جلالة الملك المفدى الأخيرة لتفعيل الحوار الوطني ومن أعمال العنف والشغب في البحرين، أكد السفير الصيني «تأييد ومساندة الصين لمملكة البحرين في الحفاظ على امنها واستقرارها ودعمها للإصلاحات والحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك»، مشدداً على «معارضة بلاده لأي شكل من أشكال العنف والإرهاب».
وقال إن «الصين تعاني أيضاً من الإرهاب، حيث أصبح العنف والإرهاب ظاهرة عالمية موجودة في كل مكان»، داعياً الجميع إلى التعاون في مواجهتها، منوهاً إلى أن البحرين والصين تتبادلان الدعم في القضايا التي تخص المصالح الأساسية.
وبشأن التدخلات الخارجية قال السفير الصيني «نحن دائماً نحترم بعضنا بعضاً ونعارض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية، حيث إن الصين أيضاً تعارض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية».
وتطرق السفير الصيني إلى الجالية الصينية المقيمة في البحرين، وقال إن عددها يقارب الألف شخص، مضيفاً أنه على الرغم من أن هذا العدد ليس كبيراً مقارنة بالصينيين الموجودين في المنطقة، إلا أن أفراد الجالية في البحرين يؤدون دورهم في تعزيز التواصل بين البلدين، مشيراً إلى أن أغلبهم يعملون في الشركات الصينية والشركات الأجنبية الأخرى التي تعمل في البحرين، وكذلك في محلات المنتجات الصينية وفي مجال المطاعم.