كتب ـ حسين التتان:
يرى أبو أحمد أن العمل التطوعي تحول اليوم إلى «شو» إعلامي، بينما يعلل حسن القصاب إحجام بعض الشباب عن العمل التطوعي بـ»غياب الدافع المادي»!
ويقول زهير . ن إن المؤسسات التطوعية يمكن أن تشهد طفرة نوعية «لو أغدقت شيئاً من المال على متطوعيها»، ويرجع علي قمبر انحسار ميادين العمل التطوعي إلى ضيق الوقت والحاجة لتوفير المال، فيما تنظر زينب علي للعمل التطوعي كنتاج لثقافة التضحية.
«شو» إعلامي
عمل أبو أحمد لفترات طويلة في ميادين العمل التطوعي في إحدى المؤسسات الرياضية، اليوم هو لا يحبذ هذه «الوظيفة المجانية».. لماذا؟ يجيب أبو أحمد «بالأمس كان العمل التطوعي مريحاً للغاية، كنا نعمل في النادي بروح الفريق الواحد، اليوم ومع تقدم العمر، أصبح العمل التطوعي جزءاً من البرستيج الاجتماعي».
ويرى أبو أحمد أن غالبية العاملين في الحقل التطوعي لا يخلصون فيه «يحبونه لمجرد التباهي، ويتسابقون للإدلاء بتصريحات للصحف وإبراز صورهم في المجلات».
متطوع بس مو ببلاش
ليس لدى حسن القصاب وقت كافٍ للعمل التطوعي، هو يعمل بطريقة النوبات في إحدى المؤسسات الخاصة، وإذا كان لديه بعض الوقت يخصصه لأسرته يقول «دعنا من المزايدات، الناس اليوم لن تعمل في المجالات التطوعية دون مقابل مادي».
ويرجع السبب الرئيس غير المعلن لرفض البحرينيين الالتحاق بحقول العمل التطوعي إلى غياب الحافز المادي «لو كانت الجهات المختصة في مجال العمل التطوعي تخصص من ميزانيتها للعاملين فيها جزءاً ولو يسيراً، لرأيت الناس كلهم يعملون في هذا المجال، لكن للأسف الشديد، لا يمكن إطلاق اسم متطوع على من يأخذ مقابلاً مادياً نظير عمله»!
الوصفة السحرية
ويقدم زهير (ن) وصفة سحرية للارتقاء بميادين العمل التطوعي، عبر تقديم المؤسسات التطوعية مبالغ مالية ولو يسيرة للعاملين لديها «لكن هذه المؤسسات سواء لديها المال الكافي أم لا، لا تفكر على الإطلاق بتكريم العاملين بالحقل التطوعي».
ويقول زهير إن «الحياة المادية صعبة اليوم، وتفرض على المعيل، إن كان يملك متسعاً من الوقت، أن يعمل في مؤسسة ربحية تجارية وبمقابل مادي لا مجاناً، لتغطية نفقات أسرته المتزايدة يوماً بعد يوم».
علي قمبر عمل في مجال العمل التطوعي بعضاً من الوقت، لكنه لم يستطع إكمال المهمـــــــة «اصطدمــــــت بعامـل الوقــت وبمصلحـــــة أسرتــــي، لا أستطيـع تقديـم تضحيـــات تطوعيـــة علـــى حســاب أفــراد عائلتي».
ويــــرى علــــي إن نمـــــط الحيـــــاة الحديثــة تجعـــــل الإنســــان يرفــــض العمــل التطوعي جملة وتفصيلاً «ضيق الوقت والحاجة إلى المال والالتزامات الشخصية والأسرية، كلها عوامل أدت إلى انحسار العمل التطوعي في البحرين».
ثقافة التضحية
وتنظر زينب علي إلى مسألة العمل التطوعي من زاوية واحدة فقط «ثقافة التضحية»، وتقول «العمل التطوعي يكون محبباً للنفس عندما يصبح جزءاً من ثقافة الإنسان، أما من يفكر بطريقة مادية بحتة، فإنه لن يستطيع استيعاب العمل التطوعي، أو حتى خوض غماره ولن يستمتع به على الإطلاق، لأن المادة تقرر مصيره في العمل التطوعي، وما دام العمل التطوعي نتاج ثقافة التضحية، فإنه يجب أن يعرف الجميع، أن لا مال وراء جميل الصنع والعمل الخيري».
ويشير أبو أشواق إلى تراجع العمل التطوعي في البحرين «الناس انشغلت بهموم الحياة والسياسة، وتركت أعمالاً لا تدر أربحاً كالأعمال الخيرية والتطوعية».
ويصف حال الناس «هم بين نارين، نار التضحية بأوقاتهم وأنفسهم وراحة عيالهم، وبين العمل في مؤسسات تعطيهم مقابلاً لجهودهم»، ومن هنا يرى أبو أشواق، ضرورة أن تتغير ثقافة العمل التطوعي بعض الشيء، وأن يُعطى العاملون بعضاً من المخصصات المالية البسيطة، أو أن تكرمهم تلك الجهات على الأقل!