أنقرة - (وكالات): وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بـ «تصفية الدولة الموازية وبالانتهاء من عدوه فتح الله غولن»، معززاً بالفوز في الانتخابات البلدية، وسط مناخ سياسي، ما زال متوتراً خاصة بعد الاعتداء بالضرب على معارضه الرئيس، وزعيم حزب الشعب المعارض كمال كيليتشدار اوغلو.
وخلال استئناف الجلسة البرلمانية شن أردوغان أمام نواب حزبه هجوماً جديداً على جمعية الداعية الإسلامي غولن المنفي إلى الولايات المتحدة متوعداً بإخضاعها لسطوة القضاء. وقال إن «شعبنا جدد ثقته في حكومتنا شعبنا أمرنا بمكافحة البنية الموازية». وأعلن أردوغان الحرب على جمعية غولن، منذ الكشف منتصف ديسمبر الماضي عن فضيحة فساد واسعة النطاق تطال حكومته الإسلامية المحافظة الحاكمة منذ 2002. ويتهم أردوغان الجمعية الواسعة النفوذ في جهازي الشرطة والقضاء بالوقوف وراء الاتهامات وبالعمل منذ أسابيع على إغراق الإنترنت بتسجيلات أحاديث هاتفية محرجة. وقال «لقد تنصتوا بشكل غير قانوني على آلاف الأشخاص ستتم ملاحقة جميع المذنبين» مؤكداً أن «التاريخ السياسي لن ينسى أبداً هذا الجبن وهذه الهجمات اللاإنسانية وهذه الخيانات». وفي إطار حملة الملاحقة أوقف 8 شرطيين بينهم اثنان برتبة رفيعة خلال عمليات مداهمة في اضنة ووضعوا قيد الحبس الاحتياطي.
ويناقش البرلمان التركي مشروع قانون مثير للجدل يعزز بشكل كبير صلاحيات الاستخبارات التي يعتبر مديرها هاكان فيدان من أخلص داعمي أردوغان.
وتوقع مصدر برلماني أن «تتم مناقشة النص اليوم وأن يقر سريعاً».
والمشروع الذي أبدى الرئيس عبد الله غول تحفظات عليه يجيز لجهاز الاستخبارات إجراء عمليات تنصت في تركيا والخارج من دون إذن قاض وحيازة جميع الوثائق المتعلقة «بالأمن القومي».
كما ندد أردوغان الذي ما زال مستاء من شبكات التواصل الاجتماعي بقرار المحكمة الدستورية الذي ألزمه رفع الحجب عن موقع تويتر.
ووجهت أعلى سلطة قضائية في البلاد صفعة إلى الحكومة عبر إجبارها على رفع الحجب الذي فرضته قبل أسبوعين لمنع انتشار التسجيلات الهاتفية المقرصنة على الإنترنت.
وفي مؤشر على التوتر السياسي الحاد في البلاد تعرض رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي يعد الحزب الرئيس للمعارضة في تركيا كمال كيليتشدار اوغلو لهجوم في البرلمان من قبل مجهول وجه إليه لكمتين في الوجه وقدم على أنه مقرب من الأوساط القومية. وقال كمال كيليتشدار اوغلو «لن نتراجع بسبب لكمة» قبل أن يدعو أنصاره إلى «ضبط النفس».