بغداد - (وكالات): ضربت العراق أمس سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وقذائف هاون قتل فيها 18 شخصاً وأصيب العشرات، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 11 لاحتلال القوات الأمريكية للبلاد وإطاحتها بنظام صدام حسين. ووقعت سلسلة التفجيرات التي لم تتبناها أي جهة قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية التي من المقرر أن تنظم في 30 أبريل الجاري رغم أعمال العنف المتواصلة التي قتل فيها أكثر من 2400 شخص منذ بداية 2014.
وبحسب مصادر أمنية وطبية، انفجرت 13 سيارة مفخخة معظمها في أوقات متزامنة، في مناطق متفرقة من مدينة بغداد ومحافظة واسط الجنوبية، أبرزها منطقة الكاظمية، ومدينة الصدر، ومنطقة الشعب، ومنطقة الكرادة.
وتتزامن هذه الهجمات التي تشكل امتداداً لموجة العنف الأكثر دموية منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. وبين أسباب تصاعد العنف زيادة نشاطات الجماعات المسلحة وبينها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش» الذي يفرض منذ نهاية العام الماضي سيطرته على بعض مناطق محافظة الأنبار التي تشترك بحدود تمتد لنحو 300 كيلومتر مع سوريا.
كما يمثل التوتر بين العرب السنة والحكومة التي يقودها الشيعة، والأزمة التي تعيشها سوريا المجاورة، أحد الأسباب الرئيسة لتردي الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقد دعا دبلوماسيون غربيون السلطات العراقية إلى التواصل مع العرب السنة بهدف تقويض نشاط الجماعات المسلحة، لكن القادة السياسيين رفضوا هذا الأمر مع اقتراب موعد الانتخابات.
في موازاة ذلك، تشهد البلاد توتراً سياسياً حاداً بين مختلف القوى السياسية وخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان حول تصدير النفط. واقتصرت ذكرى سقوط بغداد في عام 2003 على تظاهرة شهدتها مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين نظمها طلبة جامعة المحافظة حيث ارتدى البعض خلالها ملابس سوداء ووضع آخرون إشارات سوداء على ملابسهم وسط هتافات بينها «بغداد حرة حرة».
وحمل ائتلاف «متحدون»، الممثل الأبرز للاحزاب السنية، في بيان الولايات المتحدة مسؤولية تردي أوضاع البلاد وطالبها بـ «الوفاء بوعودها بالرخاء والحرية والأمن».