كتب - محمد لوري:
أطلقت جمعية أيادي الإغاثية؛ النسخة الرابعة من مشروع «بيتكم بيتنا» برعاية «زين البحرين»، كمسابقة استثنائية لترميم البيوت المتهالكة للأسر المحتاجة والمعوزة، يقوم بها شباب بحريني متطوع.
وتقسم المبادرة؛ الشباب إلى مجموعات عمل، تسند لكل منها مهمة إعادة تأهيل منزل متهالك خلال شهر واحد وبمبلغ لا يتجاوز 500 دينار، على أن يتولى الفريق تأمين باقي المبلغ عبر التبرعات، ثم يتم تحديد المجموعة الفائزة بناءً على أفضل تصميم.
وقالت رئيسة لجنة العلاقات العامة للمسابقة مريم المنصوري، إن الفكرة الرئيسة لمشروع «بيتكم بيتنا»، هي ترميم بيوت الأسر المحتاجة غير القادرة على تحمل تكاليف الصيانة، بتفاصيلها وأحلامها وتبني آمال أهاليها بإعادة ترميم بيوتهم بسواعدهم وسواعد أبنائهم بالتعاون مع الفرق المشاركة.
وأوضحت أن المشروع لا يشمل إعادة إعمار المنازل فقط، وإنما هناك أبعاد تربوية للمشروع، عبر مساعدة الفرق المشاركة أبناء الأسرة في دراستهم ورعاية أطفالهم وحل خلافاتهم العائلية، تمهيداً لبناء أسرة مثالية خالية من المشاكل والخلافات.
ناحية اجتماعية أيضاً
وعلقت المشرفة على فريق «أثر» المشارك في المسابقة أمينة الجودر: تميز الفريق بتشكيل جميل من صغار السن تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة، وتنوع الفريق بين طلاب الهندسة وطلاب علم اجتماع مما يشكل خليطاً متجانساً من ناحية هندسية لبناء البيت وإعماره، وناحية اجتماعية للتعامل مع أهل البيت من آباء وأبناء.
وذكرت الجودر أن البيت المعنى به يقع في المحرق «فريج بن هندي»، تسكنه أسرتان تتكون الأولى من الأم وابنها، والأخرى تتكون من ابن آخر للأم مع زوجته وابنيه.
وأشارت الجودر إلى أن الفريق قام بتقسيم البيت وأعاد تشكيله ليحوي غرفتين إضافيتين، بعد أن كانت أسرة الابن تقطن غرفة واحدة، وبنى الفريق مطبخاً بعد أن كانت العائلة تطبخ عند استراحة السلم، لافتة الجودر إلى لجوء الفريق لحملة إلكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، لجمع التبرعات، حازت ردود فعل إيجابية بين الناس.
تنظيف البيت وتأثيثه
بدورها ذكرت مشرفة فريق «بسمه» مروة الشريف أن الفريق يضم شابين 2، والبقية من الفتيات، والجميع خريجون جدد من الجامعة، دخلوا للتو ميادين العمل.
وبينت أن المنزل من بيوت الإسكان، يقع في مدينة حمد ويقطنه أب وابنتاه وابنه بعد أن فارقتهم أمهم جراء صراع طويل مع المرض، فتحول إلى شبه مهجور، وتعرضت الكهرباء للتلف جراء الأمطار.
وقالت الشريف: عمل الفريق على تنظيف البيت وإعادة تأثيثه، واستبدل المطبخ والحمامات بأخرى جديدة، وأنشئ جلسة خارجية للأب ليتمكن من الجلوس فيها خلال أوقات فراغه، بالإضافة إلى أن الفريق اختلط بالأسرة وصاروا مقربين منهم.
ما يناسب أصحاب البيت
من جانبها، أشادت مشرفة فريق «كفو» منيرة بوراشد بفريقها المنظم «الذي يعمل كخلية نحل مكونة من 13 عضواً، يتناوبون العمل بإتقان».
وقالت بوراشد إن البيت الكائن في مدينة عيسى ليس له معيل إلا ربة البيت، التي لا يكفي مدخولها لتغطية مصاريفها وأبنائها، إضافة إلى أن البيت غير صالح للسكن بتاتاً لدرجة أنه يغرق خلال سقوط الأمطار، إضافة إلى الحمامات غير الصحية، والأسلاك المكشوفة والأنابيب الخارجية التي تتسرب منها المياه، كذلك السلم غير آمن، ويعرض أهل البيت للخطر خلال صعودهم ونزولهم.
وأشارت بوراشد إلى تأمين سطح المنزل بعازل للمياه، وإنشاء حمامات جديدة ومطبخ جديد، وتأثيث غرف المنزل بأثاث جديد يناسب هوايات أصحاب البيت، إذ حرص أعضاء الفريق على التعرف على هوايات أهله، وتصميم غرفهم بناء على ما يناسب اهتماماتهم، فمثلاً الأم تحب الأعمال اليدوية لذلك عمل الفريق على صنع مشغل صغير تمارس فيه هذه الهواية، وجمع الفريق أموال الدعم عن طريق المشاركة في المهرجانات وبيع المأكولات، إضافة لتبرعات أصحاب الأيادي البيضاء.
بيت محترق
وأوضحت مشرفة فريق «سند» مريم باقر أن البيت الذي يعمل عليه أعضاء الفريق هو بيت محترق، اختفت كافة ملامحه خلال الحريق، وأدى ما حدث لوفاة رب البيت، ليتفرق أبناء البيت كل في مكان. وذكرت باقر أن فريق سند يتكون من 10 أشخاص يعشقون العمل التطوعي، عملوا على إعادة إنشاء المنزل من كافة النواحي، وتركيب الكهرباء والماء وصباغة المنزل، إضافة للحمامات والمطبخ، وقد تحول البيت بفضلهم في حلة جديدة، ولم يتبق سوى اللمسات الأخيرة لإتمامه. وأوضحت أن الفريق جمع التبرعات خلال مشاركته في «باب ماركت» و «بازار الجامعة الأهلية» وجاء ريع المشاركات لصالح المنزل، وساهم «كروس فت دلمون» بفعالية كان ريعها لأصحاب البيت أيضاً.