عواصم - (وكالات): قالت مصادر من المعارضة السورية إن «5 أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في هجوم لقوات الرئيس بشار الأسد بالغازات السامة على مدينة حرستا في ريف دمشق»، فيما أعلن مركز حماة الإعلامي أن «طفلاً قتل، وأصيب أكثر من 100 في هجوم مشابه بالغازات السامة على مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي». وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض سكان في ريف حماة لحالات من التسمم والاختناق إثر إلقاء طيران النظام «براميل متفجرة» على بلدة كفرزيتا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، فيما اتهم الإعلام الرسمي السوري «جبهة النصرة» بالهجوم. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الإدارة الأمريكية تراقب التقارير التي تحدثت عن استخدام نظام الأسد لغاز سام في ريف دمشق».
من جهة أخرى، تدور معارك عنيفة على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية غرب مدينة حلب، قال المرصد إنها «الأعنف» منذ بدء معركة حلب في 2012. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قصفت طائرات النظام كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي». وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف، مشيرة إلى إلقاء «الطيران الحربي صواريخ تحتوي غازات سامة» على كفرزيتا. وكانت «تنسيقية الثورة السورية» في حماة ذكرت على صفحتها على «فيسبوك»، أن النظام قصف البلدة بـ «غاز الكلور»، مشيرة إلى وجود «أكثر من 100 حالة اختناق» وإلى «نقص كبير في المواد الطبية». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالاً وشباناً بدا عليهم الإعياء، ويعانون من السعال والاختناق. في المقابل، اتهم التلفزيون السوري «تنظيم جبهة النصرة بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا»، قائلاً إن الهجوم أدى إلى «استشهاد اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق».
وقتل مئات الأشخاص في أغسطس الماضي إثر هجوم كيميائي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقاً إلى اتفاق على إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، على الرغم من نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي هذا الصدد، ذكر كارني أن الولايات المتحدة تعمل مع منظمة حظر الأسلحة النووية للتأكد من احترام سوريا لتعهداتها. وأعلنت القوة البحرية المشتركة المكلفة بنقل الترسانة الكيمياوية السورية عن استئناف عمليات النقل، وأكدت أنها نقلت حتى الآن قرابة 50% من ترسانة الأسد الكيمياوية. من جانبها، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إنه لايزال أمام نظام الأسد وقت لتنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي القاضي بنقل ترسانة نظام الأسد الكيمياوية كاملة إلى خارج سوريا، والالتزام بالموعد النهائي نهاية يونيو المقبل.
وفي مدينة حلب، تستمر المعارك في حي جمعية الزهراء، وقد وصفها المرصد بـ «أنها الأعنف منذ بدء أعمال العنف في حلب والأكثر قرباً من مركز المخابرات الجوية».
من جهة ثانية، يستمر القصف المتنقل بين أحياء حلب وريفها بالبراميل المتفجرة من الطائرات، وقد أوقع مزيداً من القتلى والجرحى. وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي السوري 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، بحسب المرصد.
وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله الشيعي اللبناني سيطرت على بلدة رنكوس. في دمشق، سقطت قذائف هاون عدة على منطقة باب توما وأحياء أخرى، متسببة بسقوط إصابات. ومصدر هذه القذائف إجمالاً مواقع مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة.
وذكر المرصد أن مناطق في أحياء مدينة حمص المحاصرة من القوات النظامية تشهد «قصفاً بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة».
من ناحية أخرى، أعلنت السلطات المغربية أنها فككت «خلية إرهابية» جديدة تقوم بتجنيد جهاديين ثم ترسلهم للقتال في سوريا، وذلك في بيان نشرته الإدارة العامة للأمن الوطني.
وأضاف المصدر أن الخلية كانت ترسل المقاتلين «بالتنسيق مع ممثلي تنظيمات إرهابية موالية للقاعدة». وأوضحت الإدارة العامة للأمن الوطني أن الخلية كانت تدرب مقاتلين في المغرب قبل أن ترسلهم للقتال في سوريا، لافتة إلى أنها كانت تمول سفر هؤلاء المتطوعين «عبر جمع تبرعات».