أندر ما يساق حول قرية «باربار» في مفردات المعاجم والقواميس الأثرية، أنها علم من أعلام الحضارة القديمة التي تعود في تسميتها إلى الألف الثالث قبل الميلاد ووقوعها على تلّ قائم على شاطئ جزيرة البحرين الشمالي واحتواؤها على معابد تاريخية متوالية الحقب. أما في وقتها الحاضر، فيحدها من الجنوب أعرق المصارف المحلية والإقليمية، وفي شرقها تقع أشهر المحلات التجارية والتسوقية الكبرى، فيما المزارع والمساحات الخضراء تفيض بناحيتها الغربية.
فيما تبقى من الجهات، تظل الجهة الشمالية المتنفس البحري الوحيد لمحرومي قاطني القرية والمناطق المجاورة. فبالرغم مما تزخر به الجهات الثلاث السالفة إلا أن الطرح هو: ما الذي يمكننا الحديث بشأنه في هذه الناحية ذات الواجهة البحرية اليتيمة المحاذية للمجمع السكني526؟ ما يمكن أن نعوّل عليه في عين الموضوع وحلحلته هو «بضع» تصريحات للمعنيين بالأمر، ففي يوم الخميس 21 يونيو 2012 صرّح مدير عام بلدية المنطقة الشمالية بحضور رئيس المجلس البلدي ونواب المنطقة الشمالية أنه يجري العمل حالياً على تطوير ساحل باربار قريباً! وبالمثل ما كشف عنه بعدها وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني يوم الأحد 2 يونيو 2013 عن أن الوزارة ستنفذ مشروع تطوير ساحل باربار بكلفة تصل إلى نحو مليوني دينار!
ما يؤسف له أن القائمة تطول وتطول إذا ما ابتغينا سوق الوعود التي أقل ما توصف به أنها ليست أكثر من حبر على ورق ولا تتعدى منسوب الشفاهية في التصريح الإعلامي البعيد عن الواقع والحقيقة المتجلية على الأرض حتى تاريخ نشر هذا المكتوب! ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه على الدوام: ما ذنب فلذات الأكباد إذا ما حرموا العيش ببراءة طفولتهم بين حبات رمال الشاطئ ومداعبة موجاته الوادعة؟ ما ذنب كبار السن إذا ما حرموا من سرد ذكريات الصيد والغوص فيما بينهم على وقع نسمات عليل البحر؟ ما ذنب الأسر التي تبحث عن التغيير في روتين حياتها إذا ما حرمت الترويح -ولو ليوم واحد- تستجمع أركانها كباراً وصغاراً لتغصّ ببعضها يومي إجازة نهاية الأسبوع على جنبات البحر في لحظات ما قبل الغروب؟
هل هذا كثير يا معنيين بأمر البيئة والسواحل والمتنزهات على أبناء بلدكم؟ بطبيعة الحال بعد سنوات ترقب وانتظار ومماطلة وتسويف يتعلل برصد الميزانية والاعتماد المالي الذي سئمَ منه الجميع، الكل يأمل في تصريح عاجل منكم يا أيها المسؤولون مفادها: «بدأنا تنفيذ وتطوير ساحل باربار على غرار ساحل أبوصبح والبديع والمالكية و.. إلخ وليس سننفذ وسنطور!؟» حتى تردكم رسالة جوابية مفادها: « شكراً على تأدية واجبكم الوطني».
جاسم المحاري