قبل 55 عاماً بدأت حافلات حديدية ذات عجلات أربع تجتاز الغابات الواقعة على ضفاف البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، في أطول خط نقل يعمل بالكهرباء في العالم. كان الخط الذي يمتد بطول 85 كيلومتراً، ينطلق من مدينة سيمفيروبول عاصمة شبه جزيرة القرم، مروراً بقرية بيريفالن حيث كانت تقع قاعدة كبيرة للجيش الأوكراني -سيطرت عليها روسيا الأسبوع الماضي- ومن بعدها ماساندرا، وصولاً إلى يالطا المدينة السياحية على ضفاف البحر الأسود التي دخلت التاريخ بعدما استضافت لقاءً جمع تشرشل وروفلت وستالين أسفر عن تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ناتاليا يودنكوفا كانت ترشد السياح في هذه المنطقة، وذلك قبل 30 عاماً، وهي تحفظ معالمها عن ظهر قلب، «كنت آتي للعمل هنا يومياً وكلي حبور، لقد كان عملي يقوم على اصطحاب الزوار، والطبيعة هنا خلابة».
وطالما اجتذبت المنتجعات السياحية على ضفاف البحر الأسود والجبال الخلابة في شبه جزيرة القرم سياح الاتحاد السوفيتي، ولطالما كان «الخط 52» وسيلة النقل الوحيدة للعاملين في المنطقة، وكان ينقل في عصره الذهبي نصف مليون شخص يومياً، وكان يسير عربة كل دقيقتين. أما الكتاب الروس فوجدوا في هذا القطار مسرحاً لكثير من القصص التي تفتقت عنها عبقريتهم الأدبية.