قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أمس إن الزيارة لكازاخستان شهدت الحرص على جمع رجال الأعمال في البلدين، وتشجيع الاتفاقيات المالية والتجارية والزراعية، والاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين للاستثمار في قطاعات عدة منها المصارف الإسلامية والاستثمار فيها، فيما كشف كازخستان نور سلطان نزارباييف الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي»، مشيراً إلى أن «أهدافنا القادمة تحددت في الأمن الغذائي بالمجال الزراعي، وإنشاء صندوق استثمار مشترك، وإنشاء مجمع ألمنيوم في كازاخستان بالتعاون مع شركة ألبا».
وقال العاهل المفدى، خلال جلسة مباحثات مع رئيس كازخستان نور سلطان نزارباييف، إن «التوقيع على مذكرات التفاهم المشتركة في مختلف المجالات الدبلوماسية والصناعية والغذائية والزراعية والثقافية والتعليمية والمالية والاستثمارية والإعلامية مع كازخستان، يضاف إلى رصيد التكامل المنشود».
وأكد العاهل المفدى»دعم مشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص في معرض إكسبو 2017 في استانا، والسعي في المستقبل لتوقيع اتفاقية بين البلدين بشأن تشجيع الاستثمار وحمايته، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل»، مشيراً إلى أنه «نستطيع عبر تفعيل مجلس الأعمال البحريني الكازاخستاني المشترك الانتقال بالعلاقات التجارية والاقتصادية إلى مستويات أكبر وأكبر». وأشار العاهل المفدى إلى أن «البحرين ستسعى مع أشقائها في دول مجلس التعاون للدخول في مفاوضات التجارة الحرة بين كازاخستان ودول المجلس تحقيقاً للتكامل المنشود»، كاشفاً عزم البحرين «اتخاذ الإجراءات اللازمة للانضمام إلى المنظمة الإسلاميّة للأمن الغذائيّ». وأشاد بحرص الرئيس نزارباييف على «توطيد علاقات الأخوة والتعاون بين كازاخستان ودول مجلس التعاون، مؤكداً «عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا».
وفي الشق السياسي، أعرب العاهل المفدى عن التقدير لـ»مواقف كازاخستان المشرفة تجاه قضايانا العادلة، ودعمها لكل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها البحرين للمحافظة على أمنها واستقرارها، وحرصها على الأمن الإقليمي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتكريس الوحدة بين شعوب دولنا، والدعم المتبادل في المحافل الدولية».
وخلال مؤتمر صحافي جمعه ورئيس كازخستان، قال جلالة الملك إنه «يمكننا البناء على ما يجمعنا من روابط وعزائم صادقة لتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين كازاخستان ودول مجلس التعاون في مختلف المجالات».
وأكد جلالته «أننا مؤمنون بأن مصالحنا مشتركة وأهدافنا واحدة، وما يجمعنا في قارة آسيا العريقة من إرث حضاري وإمكانيات كبيرة ومصير مشترك، يشكل فرصة للانتقال من التعاون إلى بناء تحالف آسيوي قوي».
من جهته، قال رئيس كازاخستان، خلال المباحثات، إن زيارة جلالة الملك المفدى لكازاخستان تعطي دفعة جديدة لرفع مستوى التعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع من التعاون المشترك، مؤكداً أن زيارة جلالة الملك إلى كازاخستان هي الأولى وهي زيارة ناجحة وخطوة نحو المستقبل.
وقال إن «هذا الوفد الرسمي الكبير المرافق لجلالتكم يدل على أن قلبكم مفتوح ولدينا شعور جميعاً بأن البلدين الصديقين مقبلان على تعاون مشترك»، مشيراً إلى أنه «تم في الاجتماع الثنائي مع جلالة الملك المفدى مناقشة جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وأضاف أن «كازاخستان تعتبر مملكة البحرين شريكاً أساسياً ومهماً في الخليج وأنه من حسن الطالع أن جمهورية كازاخستان ومملكة البحرين تحتفلان بالعيد الوطني في نفس اليوم بتاريخ 16 ديسمبر».
وأعرب الرئيس نور سلطان نزار باييف عن أمله في أن يعمل البلدان سوياً على تعميق وتقوية التعاون بينهما خاصة وأن مملكة البحرين حققت نجاحات بفضل قيادة وسياسة جلالة الملك الحكيمة.
وقال إن اقتصاد مملكة البحرين والمستوى المعيشي وصل إلى مستويات عالية وتعتبر مملكة البحرين مركزاً مالياً أساسياً في المنطقة، كما أن جمهورية كازاخستان من جانبها أيضاً تتطور بصورة سريعة وأن الناتج المحلي وصل إلى 220 مليار دولار، وأن لدينا كذلك برنامجاً لتطوير كازاخستان 2050، وبرنامج تطوير التنمية الصناعية في كازاخستان أيضاً.
وأعرب عن «شكره الجزيل على الكلمة الطيبة لجلالة الملك المفدى التي تطرقت إلى جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالتكامل بين البلدين من خلال إنشاء مجلس رجال أعمال بحريني كازاخستاني مشترك يسهم في تفعيل التعاون والمشاريع المشتركة»، مؤكداً أن «منتدى رجال الأعمال الذي عقد اليوم (أمس) جمع رجال الأعمال في البلدين ويكتسب أهمية خاصة في التوصل إلى تفاهمات واتفاقيات في مجال التعاون التجاري والاستثماري». وشدد على «أهمية لقاء الوزراء في البلدين لتقوية ومتابعة تنفيذ هذه التفاهمات المشتركة والبحث عن فرص تعاون جديدة»، مؤكداً «أهمية إقامة مصارف إسلامية مشتركة بين البلدين والاستفادة من خبرات مملكة البحرين في هذا المجال». وأعرب رئيس كازخستان عن شكره وتقديره لجلالة الملك المفدى على مبادرات جلالته برعاية مؤتمر حوار الأديان ، منوهاً بدور كازاخستان في هذا المجال.
وقدم الرئيس نور سلطان نزار باييف دعوة إلى جلالة الملك المفدى لحضور مؤتمر حوار الأديان في جمهورية كازاخستان العام المقبل. وقال رئيس كازخستان، خلال المؤتمر الصحافي، إن «البحرين هي من الدول الأولى التي اعترفت باستقلال كازاخستان التي لا تنسى الدعم الذي قدمته البحرين لبلاده في بداية الاستقلال».
وأضاف: «نعتبر مملكة البحرين اليوم واحدة من أهم شركاء كازاخستان في العالم العربي»، مشيراً إلى أن «البلدين يحتفلان في نفس اليوم بالعيد الوطني ويوم الاستقلال».
ووصف مباحثاته مع جلالة الملك بأنها مثمرة وبناءة حيث تم بحث المسائل الهامة لدعم التعاون البحريني الكازاخستاني ، مشيراً إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ستفتح أعلى مستوى وصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وقال إنه تم «تبادل وجهات النظر في القضايا المهمة والاتفاق على توطيد التعاون السياسي بين البلدين في إطار المنظمات الدولية إضافة إلى تشكيل لجنة بين حكومتي البلدين للتعاون الاقتصادي والتجاري لنمو التعاون بين البلدين في مختلف المجالات».
وأضاف أن أهدافنا القادمة تحددت في الأمن الغذائي بين البلدين والتعاون بينهما في المجال الزراعي وإنشاء صندوق استثمار مشترك خاصة وأن مملكة البحرين تمتلك خبرة واسعة في تطوير صناعة الألمنيوم ، وبالتعاون مع شركة ألبا سنقوم بالعمل على إنشاء مجمع ألمنيوم في كازاخستان»، مشيراً إلى أن الوزارات المعنية وزعت مذكرات تفاهم في إطار صناعة الألمنيوم».
وقال رئيس كازخستان إن بلاده تنوي التعاون في تطوير نظام المصارف الإسلامية ويهمنا خبرة البحرين التي تعتبر واحدة من المراكز الضخمة في التمويل الإسلامي، مشيراً إلى أن «توثيق العلاقة بين رجال الاعمال سيشكل مجلس الأعمال بين البحرين وكازاخستان».
مباحثات ثنائية وموسعة
وبحث حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في اجتماع ثنائي مع رئيس كازاخستان في القصر الرئاسي بالعاصمة استانا «مجمل العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين والعمل على فتح مجالات جديدة من التعاون المشترك على الاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية اضافة الى تبادل وجهات النظر حول التطورات والمستجدات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي والقضايا موضع الاهتمام المشترك».
وعقدت جلسة مباحثات رسمية موسعة بين الجانبين بحضور وفدي البلدين، حيث القى الرئيس الكازاخستاني كلمة رحب فيها بجلالة الملك المفدى وأعضاء الوفد المرافق لجلالته بأرض كازاخستان.
وشهدت جلسة المباحثات الموسعة استعراض العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها وتنميتها.
واصطحب الرئيس الكازاخستاني جلالة الملك المفدى إلى الحديقة الشتوية، حيث شاهد جلالته من هناك المعالم الحديثة للعاصمة استانا والنهضة التنموية التي تشهدها المدينة، وقدم الرئيس الكازاخستاني لجلالة الملك المفدى إيجازاً عن الجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل تقدم وتطور كازاخستان في مختلف المجالات.
3 اتفاقات
وشهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى والرئيس نور سلطان نزار باييف، التوقيع على 3 مذكرات تفاهم بين البلدين الصديقين، وتضمنت التشاور الثنائي بين وزارتي خارجية مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان، والتفاهم في مجال تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة الصناعة والتقنيات الحديثة بجمهورية كازاخستان، والتفاهم في مجال الأمن الغذائي بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة الزراعة بجمهورية كازاخستان.
وحضر حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة الغداء التي أقامها رئيس جمهورية كازاخستان تكريماً لجلالته والوفد المرافق بمناسبة زيارة الدولة الرسمية التي يقوم بها جلالته لكازاخستان. وكان على رأس مستقبلي جلالة الملك المفدى لدى وصوله إلى القصر الرئاسي، الرئيس الكازاخستاني الذي رحب بجلالة الملك وبزيارته التاريخية المهمة لجمهورية كازاخستان.
وصافح جلالة الملك المفدى الوزراء وكبار المسؤولين في كازاخستان ، بينما صافح الرئيس الكازاخستاني أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك المفدى.
وجرت لجلالته مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الملكي البحريني والوطني لكازاخستان، بعدها استعرض جلالة الملك المفدى حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
فيما يلي نص كلمة جلالة العاهل المفدى خلال المباحثات الموسعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس ،،،
الأخوة والأخوات ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
نشكر فخامتكم على كلمتكم القيمة، وترحيبكم بنا، وعلى دعوتكم الكريمة لزيارة جمهورية كازاخستان الشقيقة، وتقديرنا الكبير للحفاوة والتكريم الذي قوبلنا به والوفد المرافق خلال هذه الزيارة، الأمر الذي يدل على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
ما أكدتم عليه – فخامة الرئيس – من حرص على بناء علاقات متطورة مع مملكة البحرين هو محل شكرنا وتقديرنا، وهو هدفنا المشترك الذي نسعى إلى تحقيقه.
نحن سعداء اليوم بالتوقيع على مذكرات التفاهم المشتركة بإذن الله في مختلف المجالات الدبلوماسية والصناعية والغذائية والزراعية والثقافية والتعليمية والمالية والاستثمارية والإعلامية، ليضاف ذلك كله إلى رصيد التكامل المنشود في كل ما من شأنه خدمة دولنا وشعوبنا.
وفي الجانب الاقتصادي ، حرصنا خلال هذه الزيارة على جمع رجال الأعمال في البلدين، وتشجيع الاتفاقيات المالية والتجارية والزراعية، والاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين للاستثمار في قطاعات عدة ومنها المصارف الإسلامية والاستثمار فيها.
كما ندعم مشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص في معرض إكسبو 2017 في استانا ، ونسعى في المستقبل لتوقيع اتفاقية بين البلدين بشأن تشجيع الاستثمار وحمايته، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، ونستطيع عبر تفعيل مجلس الأعمال البحريني الكازاخستاني المشترك الانتقال بالعلاقات التجارية والاقتصادية إلى مستويات أكبر وأكبر.
إن حرصكم – فخامة الرئيس – على توطيد علاقات الاخوة والتعاون بين كازاخستان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو محل تقدير كبير لدينا قادةً وشعوباً.
وفي هذا الإطار فإن البحرين ستسعى مع أشقائها في دول مجلس التعاون للدخول في مفاوضات التجارة الحرة بين كازاخستان ودول المجلس تحقيقاً للتكامل المنشود.
نعرب لكم عن تقديرنا لمواقف كازاخستان المشرفة تجاه قضايانا العادلة، ودعمها لكافة الإجراءات والخطوات التي اتخذتها مملكة البحرين للمحافظة على أمنها واستقرارها، وحرصها على الأمن الإقليمي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتكريس الوحدة بين شعوب دولنا، والدعم المتبادل في المحافل الدولية.
من ناحية فإن البحرين ستتخذ الإجراءات اللازمة للانضمام إلى المنظمة الإسلاميّة للأمن الغذائيّ، والتي كان لفخامتكم الفضل في تبنيها واستضافة مقرها.
نشكر مجدداً دعوتكم الكريمة وحسن استضافتكم لنا وللوفد المرافق، متمنين أن تقبلوا دعوتنا لزيارة مملكة البحرين، للبناء على ما تحقق من منجزات، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا محبتنا وأخوتنا.
وفيما يلي نص تصريح العاهل المفدى خلال المؤتمر الصحافي:
يسرنا أن نكون هنا اليوم، بين أهلنا وأشقائنا في كازاخستان، لنحمل إليكم تحيات شعب البحرين، وتمنياته لشعب كازاخستان الشقيق دوام التقدم والازدهار. معربين لفخامة الرئيس عن عميق شكرنا على دعوته الكريمة لزيارة جمهورية كازاخستان الشقيقة، وتقديرنا الكبير للحفاوة والتكريم الذي قوبلنا به والوفد المرافق خلال هذه الزيارة، الأمر الذي يدل على عمق علاقات الأخوة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
إن بناء علاقات متينة ومتطورة بين البلدين هو هدفنا المشترك الذي نسعى إلى تحقيقه، ونحن سعداء اليوم بالتوقيع على مذكرات التفاهم المشتركة في مختلف المجالات الدبلوماسية والصناعية والغذائية والزراعية والثقافية والتعليمية والمالية والاستثمارية والإعلامية، ليضاف ذلك كله إلى رصيد التكامل المنشود في كل ما من شأنه خدمة دولنا وشعوبنا. حرصنا خلال هذه الزيارة على جمع رجال الأعمال في البلدين، وتشجيع الاتفاقيات والتفاهمات المالية والتجارية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين للاستثمار في قطاعات عدة ومنها المصارف الإسلامية وغيرها من المجالات.
كما يمكننا البناء على ما يجمعنا من روابط وعزائم صادقة لتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين كازاخستان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مختلف المجالات، وفي هذا الإطار فإن البحرين ستسعى مع أشقائها في دول المجلس للدخول في مفاوضات التجارة الحرة مع كازاخستان تحقيقاً للتكامل المنشود.
إننا مؤمنون بأن مصالحنا مشتركة وأهدافنا واحدة، وما يجمعنا في قارة آسيا العريقة من إرث حضاري وإمكانيات كبيرة ومصير مشترك، يشكل فرصة للانتقال من التعاون إلى بناء تحالف آسيوي قوي.