كتب – حذيفة إبراهيم ونورة البنخليل:
كشفت الوكيل المساعد للرعاية الصحية والأولية د.مريم الجلاهمة عن وصول حالات الحصبة المكتشفة في البحرين إلى 32 معظمها في المحرق، بينها 14 لوافدين و18 لبحرينيين، موضحة أن 15 حالة من المصابين بالفيروس هم من البالغين، و27 تحت سن الثامنة عشرة بينهم 13 طفلاً، فيما لم تسجل وفيات حتى الآن.
وقالت الجلاهمة، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «أول حالة سجلت في يناير 2014 لفتاة وافدة من الهند (4 سنوات) ظهرت عليها الأعراض قبل وصولها للمملكة»، مشيرة إلى أن «عدة حالات هي لوافدين غير مستكملين للتطعيمات».
وأضافت أن «الوزارة طلبت حوالي 50 ألفاً من لقاح الحصبة تحسباً لأي طارئ، وستطلب 20 ألف كجرعة إضافية، إذ من المتوقع أن تصل الأولى خلال الشهر الحالي، فيما تصل الثانية خلال يونيو المقبل».
وأشارت الجلاهمة إلى أنه «تمت السيطرة على المرض ولم تسجل أي حالات إصابة جديدة خلال الأيام الماضية، فيما تفحص الوزارة يومياً ما بين 30 – 50 حالة»، مشيرة إلى أن «منظمة الصحة العالمية لم تغير تصنيف البحرين بأنها خالية من الحصبة، كون تلك الحالات محدودة، وقد تكون حالات أكثر منها في غيرها من دول مجلس التعاون».
وأوضحت الجلاهمة أن «الحالات تم رصدها في 24 مجمع سكني في البحرين، موزعين على 14 مركزاً طبياً، وأغلب تلك الحالات في المحرق نظراً لكونها الأقرب على الطفلة المصابة في المحرق، بينما تم رصد البقية في مدينة عيسى والرفاع والبديع ومدينة حمد».
وقالت الجلاهمة إن «الطفلة التي أصيبت بالمرض من الهند، هي من سكنة البحرين، إلا أنها غادرت المملكة قبل أخذها للتطعيمات، وكان من المقرر أن تأخذ التطعيم بعد وصولها إلى البحرين، إلا أنها كانت مصابة به».
وحول الخطة التي تنتهجها الوزارة للتأكد من عدم إصابة المزيد بالحصبة، أشارت إلى أنه «يتم فحص كل مجمع مشتبه بوجود حالة فيه، ويتم الانتظار لمدة شهر كامل، حيث إن مدة حضانة المرض حوالي 3 أسابيع، مبينة أن المرض المنتشر هي حالات محدودة ولا تعتبر وباء، كون الغالبية مطعمين، واستطاعت وزارة الصحة حصره».
وقالت الجلاهمة إن «الحصبة قد تكون لها أعراض قوية أو خفيفة، إلا أن الأعراض التي ظهرت في البحرين كلها كانت بسيطة، ولم تصل إلى التهابات الدماغ والرئة أو الوفيات حتى الآن»، مشيرة إلى أن «البحرين ومنذ العام 1974 تطعم الأطفال ضد الحصبة، وبعدها تم إدخال اللقاح الثلاثي ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، ليكون على جرعتين الأولى بعد عمر السنة، والأخرى بعد عمر الـ 4 سنوات، مبينة أن التطعيم يحمي بنسبة 95%.
وأضافت أن «الحصبة هو مرض فيروسي سريع العدوى وتبدأ أعراضه بالحمى، والسعال، وسيلان الأنف واحمرار العينين، بعدها يبدأ الطفح بالظهور في الوجه والمنطقة العلوية من الرقبة وينتشر في جميع أنحاء الجسم».
وأوضحت أن «طريقة انتقال الفيروس تكون عن طريق السعال، والعطاس والاتصال المباشر مع شخص مصاب أو إفرازاته التنفسية حيث تكون فترة العدوى عادة خلال 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى 4 أيام بعد ظهوره».
من جانبها، قالت مديرة إدارة الصحة العامة د. مريم الهاجري إن «فعالية نظام الترصد الوبائي للأمراض المعدية وخصوصاً المستهدفة بالتطعيم وتوافر سبل الكشف المخبري الدقيق والمعتمد والكوادر الصحية المدربة ووجود لجنة لتوثيق إجراءات التخلص من الحصبة والتي شكلت بقرار وزاري أسهم في الكشف المبكر عن هذه الزيادة في الحالات ومن ثم تم اتخاذ الإجراءات والتي تتمثل بتشكيل فريق متكامل من المعنيين بوزارة الصحة (إدارة الصحة العامة وإدارة المراكز الصحية وإدارة تعزيز الصحة وإدارة العلاقات العامة والدولية والصحة المدرسية وإدارة المواد وقسم مكافحة العدوى) لتنفيذ الاستراتيجية المعتمدة عند ظهور حالات حصبة وإعطاء التوصيات المناسبة للوضع الوبائي الحالي.
وأضافت أن الوزارة دأبت على إصدار تعميمات صحية للعاملين الصحيين وإعطاء محاضرات لرفع الكفاءة المهنية لديهم والـتأكد من الوضع المناعي ومتابعة غير المستكملي للتطعيمات في المجمعات السكنية والمدارس، إضافة إلى القيام بحملات تطعيم في المدارس التي ظهرت بها أي حالة وحملات تطعيم في المجمعات السكنية التي ظهرت بها حالات، فيما تم إعطاء جرعات احترازية لمن لم يتذكر هل تم تطعيمه أم لا.
وقالت إنه تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم للتأكد من استكمال الطلبة للتطعيمات في أي فئة عمرية عند دخولهم المدرسة أو انتقالهم إلى مدرسة أخرى مع وضع خطة إعلامية للتواصل مع الخبراء المعنيين بمنظمة الصحة العامة بشأن آخر المستجدات والإرشادات اللازم اتخاذها واطلاع جميع العاملين الصحيين على الوضع الوبائي للمرض عن طريق إصدار التعاميم الخاصة بصورة دورية والتأكيد على جميع العاملين الصحيين للالتزام بقواعد مكافحة العدوى.
وفي السياق نفسه قالت رئيسة قسم التمنيع د.جليلة السيد إنه تم توعية العاملين الصحيين وإعطائهم بعض الإرشادات المتعلقة بالتطعيم، مشيرة إلى أن التطعيم بصفة عامة مأمون ولكن لابد من موازنة مدى الاستفادة من اللقاح واحتمالية أي آثار جانبية قد تعقبه عند اتخاذ قرار بتعميمه لفئات خارج الموصى بها للتطعيم.
وأضافت أنه لا يوصى بإعطاء التطعيم الفيروسي الثلاثي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف لمن هم دون السنة الواحدة حيث إن اللقاح معتمد للاستخدام في عمر العام الأول فما فوق ويعطى التطعيم روتينياً عند عمر عام واحد للجرعة الأولى وتعطى الجرعة الثانية عند عمر 4 إلى 5 سنوات وذلك لتأمين الحماية قبل دخول المدرسة.
وقالت إنه لا يوصى بإعادة التطعيم أو إعطاء جرعات تنشيطية بعد استكمال جرعتين فعالتين من اللقاح الفيروسي الثلاثي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وأن فعالية جرعتين من اللقاح الفيروسي الثلاثي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف للوقاية من الحصبة حوالي 95% إلى 98%.