عواصم - (وكالات): أعلنت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» الشيعي اللبناني «مقتل 3 من أفراد طاقمها وإصابة آخرين إثر تعرضهم لإطلاق نار خلال تغطيتهم للمعارك بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية بمدينة معلولا بمنطقة القلمون شمال سوريا». وقالت القناة إن «القتلى هم المراسل حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه والمصور محمد منتش». في الوقت ذاته، استعادت القوات النظامية السيطرة على المدينة، بينما خرجت القلمون بشكل شبه كامل من أيدي مقاتلي المعارضة. ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة في بلاده المستمرة منذ 3 أعوام دخلت في «مرحلة انعطاف» لصالح نظامه.
وقال مصدر أمني سوري «أعيد الأمن والأمان إلى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون» الاستراتيجية.
واعتبر المصدر أن استعادة معلولا ومناطق أخرى في القلمون «ستؤدي إلى إحكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن «منطقة القلمون باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة «حزب الله وقوات النظام». وتقع معلولا شمال دمشق وغالبية سكانها من المسيحيين الذين نزحوا منها بعد بدء العمليات العسكرية. وتأتي السيطرة على معلولا بعد أسبوع من دخول قوات النظام إلى رنكوس. ووسط البلاد، نفذت القوات النظامية غارات جوية عدة على الأحياء المحاصرة في حمص القديمة، غداة استقدام تعزيزات لجيش الدفاع الوطني الموالي للنظام إلى المنطقة.
وسجل خلال الأيام الماضية تصعيد في عمليات القصف على هذه الأحياء بعد نوع من الهدنة استمرت أسابيع وتم خلالها إدخال مواد غذائية ومساعدات بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة الموجودين في المنطقة بإشراف الأمم المتحدة. في الوقت ذاته، نشر ناشطو المعارضة السورية صوراً وفيديو يقولون إنها لقنبلة بدائية الصنع بغاز الكلور لدعم تقارير تؤكد أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية خلال هجومين وقعا الجمعة والسبت الماضيين على قرية كفر زيا بريف حماة وسط البلاد.
وتبادلت الحكومة وقوات المعارضة الاتهامات بشأن هجمات بغاز سام على القرية. وقال الجانبان إن غاز الكلور استخدم في الهجوم على كفرزيتا. ونشر ناشطون من «تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماة» فيديو وصوراً لعبوة قنبلة انفجرت وقد كتب على جانبها رمز الكلور سي 12 قالوا إنه تم العثور عليها في القرية.
من جهته، أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن قتال «حزب الله» الشيعي اللبناني إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا يخدم إسرائيل»، مضيفاً في بيان «أصبحت العمالة لروسيا شرعية وأصبح الصراع الشيعي السني يصب في مصلحة روسيا وأصبح «حزب الله» حزب بوتين ولم يعد له صلة بالله ولا بالدين والقيم الإسلامية». وذكر الجوزو في بيانه «لماذا يتناقض «حزب الله» مع نفسه؟ هو يدعي أن المقاومة أنشئت لحماية لبنان من العدو الإسرائيلي وإذا بها تصبح اليوم في خدمة العدو الإسرائيلي وتنفذ المخطط الإسرائيلي في سوريا لأن القتال في سوريا هو لمصلحة إسرائيل، أي المستفيد هو إسرائيل من جهة وروسيا من جهة أخرى وكذلك أمريكا، المستفيد إذاً هم أعداء الإسلام والعروبة ولبنان، وهذا يؤكد أن الحرب في سوريا حرب عبثية وأن إيران وروسيا وإسرائيل يبحثون عن مصالحهم، فلماذا يقاتل «حزب الله» وهو يعلم أنه يقاتل لمصلحة هؤلاء جميعاً؟».
ورأى أن «حزب الله» غارق في التعصب المذهبي، وسأل «ما دام «حزب الله» يبحث عن رئيس جديد صنع في لبنان، لماذا لا يكون حزباً لبنانياً صنع في لبنان ولا يقاتل إلا في سبيل وطنه؟».
في موازاة ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا سلمت ثلثي ترسانتها الكيميائية تقريباً، مؤكدة أنه على دمشق «زيادة» وتيرة وحجم عمليات التسليم. وقالت المنظمة في بيان إن «الحكومة السورية قامت بعملية التسليم الثالثة عشر لمواد كيميائية شحنت على متن سفن شحن لنقلها خارج سوريا» وأن «بعملية التسليم هذه ترتفع إلى 65.1% نسبة المواد الكيميائية التي نقلت من سوريا».
سياسياً، أعلنت حكومة الصين أمس أن زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا سيرأس وفداً يزور البلاد هذا الأسبوع في أحدث جهود وساطة لبكين لحل الأزمة السورية. من جانبها، دانت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تعميم التعذيب في السجون السورية، معربة عن الأسف لاستعماله أيضاً من طرف بعض المجموعات المسلحة.
وفي وثيقة تحدثت المفوضية العليا التي استجوبت 38 شخصاً تعرضوا إلى التعذيب، عن شهادات رهيبة لم تذكر أسماء أصحابها. ووصف تقرير الأمم المتحدة عدة مجموعات مسلحة «خاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وجبهة النصرة وأحرار الشام وعاصفة الشمال ولواء التوحيد التي تملك مراكز اعتقال» حيث يتعرض فيها رجال ونساء وأطفال إلى التعذيب خصوصاً منذ 2013.
من جانبه، قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي خلال مؤتمر في دمشق إن الأداء القوي للجيش معناه أن سوريا في وضع يسمح لها باستعادة أراض «مغتصبة» مثل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.