(أ ف ب) تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى ملعب «ميستايا» في فالنسيا والذي يحتضن موقعة نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم بين الغريمين الأزليين برشلونة وريال مدريد اللذين سيتواجهان على اللقب للمرة السابعة منذ انطلاق المسابقة عام 1903.
ولطالما ارتدت المواجهات بين العملاقين أهمية كبرى بغض النظر عن المسابقة أو تأثير المباراة على مسيرة أي منهما خلال الموسم، فكيف الحال إذا كانت المواجهة بينهما في نهائي الكأس وبرشلونة في وضع لا يحسد عليه بعد أن ودع في منتصف الأسبوع الماضي مسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي على يد قطب العاصمة الآخر أتلتيكو مدريد (1-0 إيابا و1-1 ذهاباً)، ثم تعرضت حظوظه في الاحتفاظ بلقب الدوري لضربة قاسية بسقوطه السبت أمام غرناطــة (0-1) ما سمح لأتلتيكو بالذات أن يبتعد عنه في الصدارة بفارق 4 نقاط قبل 5 مراحل على انتهاء الموسم.
ويمكن القول إن وضع ريال أفضل بكثير من غريمه الكاتالوني إذ واصل مشواره نحو حلم الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2002 بعد أن بلغ نصف النهائي على حساب بوروسيا دورتموند الألماني رغم خسارته أمام وصيف بطل الموسم الماضي صفر-2 إياباً وذلك لفوزه ذهاباً 3-صفر، وهو يتخلف في الدوري بفارق 3 نقاط عن جاره أتلتيكو وتنتظره مباريات سهلة في المراحل الخمس المتبقية، أصعبها على أرضه أمام فالنسيا، فيما سيكون على منافسيه مواجهة بعضهما في المرحلة الختامية في مباراة قد تهدي النادي الملكي اللقب.
ولم تكن تحضيرات الفريقين إلى هذه المباراة التي ستكون إعادة لنصف نهائي الموسم الماضي حين خرج ريال فائزاً (1-1 ذهاباً و3-1 إياباً في كامب نو) في طريقه إلى النهائي حيث سقط أمام جاره أتلتيكو، سلسة على الإطلاق إذ يعاني الغريمان من إصابة لاعبين مؤثرين جداً في صفوفهما حيث يحوم الشك حول مشاركة نجم النادي الملكي البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تعرض للإصابة في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال ضد دورتموند وغاب عن لقاء الإياب إضافة إلى مباراتي الدوري ضد ريال سوسييداد والميريا (بنتيجة واحدة 4-0).
كما من المتوقع أن يفتقد المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي، الباحث عن افتتاح باكورة ألقابه مع ريال مدريد، الظهير البرازيلي مارسيلو لكن سيكون بإمكانه الاعتماد على المدافع الآخر سيرخيو راموس رغم غيابه عن المباراة الأخيرة ضد الميريا بسبب مشاكل في عنقه.
«هذه المباراة مهمة للغاية لعدة أسباب»، هذا ما قاله أنشيلوتي، الباحث عن لقبه الرسمي الثاني عشر كمدرب


(بينها 8 مع ميلان واثنان منها في دوري أبطال أوروبا)، مضيفاً «أولاً لأنه اللقب الأول الذي بإمكاننا الفوز به هذا الموسم وثانياً لأننا نواجه فريقاً رائعاً متمثلاً ببرشلونة. كل هذه الأمور تقود إلى أن تكون مباراة هامة للغاية. الفوز بلقبنا الأول لهذا الموسم أمر يحفزنا كثيراً».
وواصل أنشيلوتي «من الناحية الذهنية، ترتدي هذه المباراة أهمية كبيرة لما تبقى أمامنا من الموسم. فبعد المباراة، الفريق الذي سيفوز سيتمتع بحافز أكبر وبالأمل والرغبة لما تبقى من الموسم. أعتقد أنها ستكون مهمة جداً من الناحية النفسية».
ويأمل ريال الذي خرج متوجاً باللقب في اللقاء الأول بين الفريقين في نهائي المسابقة عام 1936 (2-1) في فالنسيا بالذات والساعي إلى لقبه التاسع عشر في المسابقة، أن يستفيد من المعنويات الهابطة لبرشلونة لكي يحقق فوزه الأول على النادي الكاتالوني هذا الموسم لأنه خسر أمام رجال المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو في المباراتين اللتين جمعتهما في الدوري هذا الموسم (1-2 في كامب نو 3-4 في سانتياغو برنابيو).ويعاني برشلونة من مشكلة في خط دفاعه إذ من المحتمل أن يفتقد جهود جيرار بيكيه ومارك بارترا وكارليس بويول، ما سيدفع مارتينو إلى الاعتماد على سيرجيو بوسكيتس أو الكاميروني ألكساندر سونغ للعب إلى جانب الأرجنتيني خافيير ماسشيرانو في قلب الدفاع. ولم يستبعد بويول نهائياً مشاركته في موقعة «ميستايا»، قائلاً في مؤتمر صحافي بعد تمارين الإثنين: «أنا أعمل بجهد كبير من أجل المشاركة، كما حال مارك وجيرار. هناك يومان متبقيان أمامنا وسنقوم بكل ما باستطاعتنا لكي نتواجد هناك (في المباراة). سنقيم وضع كل واحد منا».
وغاب بويول عن معظم ما من المفترض أن يكون موسمه الأخير بسبب لعنة الإصابات في ركبته، لكنه مازال يتمتع بتأثير كبير على زملائه في الفريق وهو شدد على ضرورة جعل المشجعين ينسون الهزيمتين المتتاليتين اللتين مني بهما الفريق.
وأضاف بويول «نحن نعي بأننا فشلنا في بعض الأمور لكن كل ما بإمكاني قوله هو أننا سنقاتل بكل ما نملكه من قوة في النهائي والمباريات الخمس المتبقية في الدوري والتي قد يحصل فيها الكثير من الأمور».
وسيخوض برشلونة، الباحث عن تعزيز الرقم القياسي بعدد الألقاب (26 حتى الآن) وعن كسر التعادل بين العملاقين في مواجهات نهائي الكأس (فاز برشلونة أعــــوام 1968 و1983 و1990 وريـــال أعـــوام 1936 و1974 و2011)، مواجهة «ميستايا» وهو يفكر أيضـــاً بما ينتظره الأحد المقبل من مباراة مصيرية ضد ضيفه العنيد أتلتيك بلباو حيث سيكون مطالباً بالفوز بها وإلا ستتبخر آماله في الاحتفاظ باللقب.