كتبت - شيخة العسم:
بعد شهرٍ ونصفٍ على انطلاق مهرجان ربيع الثقافة (قوس فرح)، يمضي الربيع في ختامه إلى لغة البصر والمرأى مع معرض (غاية ترفيهية) الذي دشنته أمس الأول، وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ويستمر حتى 15 أغسطس المقبل.
المصورون نيسين قسنطيني، تيسير البطنيجي، ستيف سابيلا، هرير سيركسيان، ود عبدالجواد وجمال بجويني، والبحرينيون غادة خنجي، إيمان علي، وحيدة مال الله، وهيا آل خليفة، وجدوا في الفوتوغرافيا لغة وسيط نقلت مشاهداتهم، وكانت التقاطاتهم قراءة غير مشروطة لهذه البلاد، وتتفاوت في معطياتها وفهمها بحسب العلاقة مع المكان ومدى القرب منه.
شكل المعرض بحثاً بصرياً مفتوحاً في مسألة القرب ما بين الثقافة والسياحة، يتعمق في ملامسة الأحاسيس والمشاعر، ومن خلال الفن الذي كان الوسيط لنقل هذه الفكرة، اتجه المعرض لإبداء الصراحة التي عادةً ما تختفي وراء الدعايات المثالية والحملات الدعائية التي تسعى لتصوير منطقة الخليج العربي على أنها خلابة ومليئة بأشجار النخيل والكثبان الرملية حول خيمة صغيرة قياسًا بالعمارات والبناء التجاري، مما يقضي على حقيقة التنوع الجغرافي والتاريخي الذي تتميز به المنطقة.
وقال المصور كميل زكريا لـ«الوطن»: أحببت أن أركز على المجمعات السكنية بالبحرين والمباني، وأن أجمع جميع الصور ما بين طبقات عالية ومتوسطة ومتدنية لأجمعهم بهذه المجموعة، مردفاً: كانت لي أكثر من زيارة للموقع نفسة من 3 إلى أربع ، حتى أتمكن من تحديد الإضاءة المناسبة في التقاط المبنى، إذ إن الصورة التي تحتوي البناء العمراني تكمن صعوبتها في اختيار الإضاءة ووقت التصوير، وأنسب وقتين هما الفجر والعصر حيث تكون الإضاءة متوسطة ليست شديدة وليست قليلة.
وأضاف كميل: كافة الصور التي التقطتها أحببتها، إلا أن إحداها تميزت كونها احتوت على عناصر جذب من خلال الألوان المتناسقة بين سيارة المارسيدس الحمراء القديمة مع لون البناء الذي خلفها أيضاً باللون الأحمر. لقد أحببت الصور وأريد أن يرى العالم جمال البحرين وعمرانها السكني من خلال عدستي، إذ تنقلت في عدد من مناطق البحرين، ودهشت بجمالها واخترت أربع لوحات أساسية لأظهر بها روعة هذا البلد، وفي إحدى لوحاتي المشاركة بالمعرض، صورت مباني المنامة من بعد ومن أكثر من زاوية، ثم عكست الصورة لتنطبع تحتها مباشرة وكأنها انعكاس الصورة ودمجت جميع الصور في لوحات سطحية ولصقتها بعضها مع بعض لتعطينا شكلاً نهائياً وكأنها «نوتات موسيقيه» وترجمت اللوحة لتكون نوتة موسيقية يسمعها الحضور من خلال سماعات، وهناك 3 لوحات أخرى منها شجرة الحياة، تعكس مدى روعة هدوئها وسكونها.
وذكرت المصورة وحيدة مال الله أنها تقدم 5 صور لأربع مراحل، المرحلة الأولى هي عملية البحث عن علامة تتمثل فيها الحياة، العملية الثانية هو أن يكون رغيف الخبز وقد حضر في المشروع عدد يمثل عدد المناطق الجغرافية البحرينية، وترمز الثالثة لعملية التقطيع والتكسير إلى عملية التمازج والتداخل بين ساكني هذا الوطن، وتأتي اللوحة الرابعة بمزيد من التكسير وهذا يعني مزيداً من التنوع والالتقاء، أما الخامسة فهي تفكيك واستعادة للصورة وتوليد مساحات جديدة.
وقالت المصورة إيمان علي: صوري عبارة عن جمع اللحظة العابرة التي يجمع فيها كل شيء في انسجام تام، وهذه اللحظات تأتي فرصة واحدة ولا يمكنني أن أخسرها، ومشروعي عبارة عن اكتشاف سوسيولوجي لنمط الحياة ، ثقافة، الاتجاه الاجتماعي، موضة، ودين، مردفة: التقطت الصور عن طريق هاتفي الخاص «الآيفون» ففي السنوات الأخيرة أدى التطور التكنولوجي إلى زيادة التصوير والمصورين، وسمح لهم بالتصوير وما يريدونه بحرية.
بدورها قالت المصورة ود عبدالجواد: زرت البحرين مع عائلتي مسبقاً، ولكنها كانت مقتصرة على الأهل، وزيارتي الأخيرة كانت مختلفة فقد سنحت لي الفرصة لاكتشاف معالم هذا البلد الجميل، وما أدهشني هو المحافظة على تراثها رغم تطور بنيانها بشكل كبير جداً، مشيرة إلى أن الصور التي التقطتها تمثل التباين بين التناسق المعمار الحدائقي والتقليدي، حيث إن كليهما مرسوم من اتجاه مختلف، وجانب من الشوارع العامة والطرق السريعة.