عواصم - (وكالات): تنفذ القوات النظامية السورية عملية عسكرية ضد الأحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد فيما عرف بـ «عاصمة الثورة» في بداية الأزمة المستمرة منذ 3 سنوات. ويأتي ذلك بعد هدنة استمرت أسابيع في فبراير الماضي بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة، تم خلالها إجلاء أكثر من 1400 مدني وإدخال مواد غذائية ومساعدات.
وذكر التلفزيون الرسمي أن «وحدات من الجيش حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة»، مشيراً إلى أنها «تتقدم باتجاهات أحياء جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح» المحيطة بحمص القديمة. وتشكل الأحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز الأربعة كيلومترات تحاصرها القوات النظامية منذ نحو السنتين، وهي تفتقر إلى أدنى المستلزمات الحياتية. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «العملية العسكرية بدأت بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني».
وأضاف أن القوات النظامية «تمكنت من السيطرة على كتل من الأبنية» لجهة جورة الشياح، لافتاً إلى أن «هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد» في المنطقة التي لايزال يتواجد فيها 1200 مقاتل بالإضافة إلى 180 مدنياً بينهم 60 ناشطاً. على جبهة أخرى، واصلت القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» الشيعي اللبناني تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة. وفي العاصمة السورية التي تشهد منذ فترة عودة لسقوط قذائف الهاون التي مصدرها إجمالاً مواقع لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، قتل طفل وأصيب أكثر من 40 في سقوط قذائف. من جهة ثانية، صرح مصدر في المعارضة السورية المسلحة أن المسلحين السوريين حصلوا ولأول مرة على 20 صاروخاً أمريكي الصنع من طراز «تاو» المضاد للدبابات من «جهة غربية». وقال المصدر إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم» التي تعد جزءاً من الجيش السوري الحر حصلت لأول مرة على 20 صاروخ «تاو» مضاد للدبابات «من جهة غربية». وتضم حركة حزم عدداً من ضباط الجيش والجنود السابقين الذين انشقوا عن الجيش للانضمام إلى الحركة المسلحة المعارضة للنظام.
سياسياً، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن رئيس مجلس الشعب في سوريا سيحدد الأسبوع المقبل موعداً للانتخابات الرئاسية التي يفترض إجراؤها بحلول نهاية يونيو المقبل. ويتيح القانون الجديد الذي ستجرى على أساسه الانتخابات للمرة الأولى منذ عقود، إجراء انتخابات تعددية، لكنه يغلق الباب عملياً على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الأعوام العشرة الماضية.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها لا توافق الأسد تحليله أن النزاع الذي يدمر بلاده منذ ثلاث سنوات يمر حالياً بـ «مرحلة انعطاف» لصالح نظامه، مشيرة إلى أن ما يجري في سوريا هو «حرب استنزاف».
من جانب آخر، تقوم سلطات إقليم كردستان العراق الشمالي بحفر خندق على الحدود مع سوريا في إطار خطة أمنية لوقف تسلل مسلحين إلى العراق عبر الأراضي السورية، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون.
وقال هلكورد ملا علي المتحدث باسم وزارة البشمركة في الحكومة المحلية للإقليم الجهة المسؤولة عن الأعمال الجارية منذ نحو أسبوع، أن «حفر الخندق يهدف إلى منع تسلل عناصر من الجماعات الإرهابية ومنع المهربين».