عواصم - (وكالات): حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من أن أوكرانيا على شفير حرب أهلية بعد أن أمر قادة كييف عدداً من الجنود والدبابات بالتوجه نحو مدينة سلافيانسك الشرقية لإجبار المتمردين الموالين لروسيا على إلقاء أسلحتهم. ويأتي إرسال 20 دبابة وحاملة جنود مدرعة إلى المنطقة الشرقية كأقوى رد فعل تقوم به الحكومة الأوكرانية المدعومة من الغرب على الهجمات التي يشنها مسلحون موالون للكرملين واحتلالهم مبان حكومية في نحو 10 مدن في المناطق الشرقية.
ونصبت القوات الأوكرانية الحواجز الإسمنتية وبدأت في تفتيش السيارات المتوجهة إلى سلافيانسك، المدينة الصناعية التي تعاني من أزمة اقتصادية ويبلغ عدد سكانها 100 ألف شخص والخاضعة فعليا لسيطرة المسلحين المتمردين منذ السبت الماضي. وقال الجنرال فاسيل كروتوف من جهاز الأمن الأوكراني «نحذرهم أنهم إذا لم يلقوا أسلحتهم فسندمرهم».
وأكد أن المسلحين حصلوا على تعزيزات من مئات الجنود من الجيش الروسي. وذكر شهود عيان أن مروحيتين عسكريتين أوكرانيتين هبطتا في بلدة كراماتورسك المجاورة لتعزيز الهجوم.
وأعلن البيت الأبيض أن سلطات كييف تواجه وضعاً «غير مستقر» في مواجهة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، مشيداً بالعمليات العسكرية «المدروسة» ضد هؤلاء.
وسبق التحول السريع للأحداث على الأرض محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير وبوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما بشأن أوكرانيا وصفت بأنها «صريحة ومباشرة».
وواصل بوتين رفضه لأي علاقة لروسيا بالمسلحين الذين يتحدثون الروسية وأعلنوا إقامة جمهوريتهم المستقلة والذين دعوا بوتين إلى إرسال نحو 40 ألف جندي روسي يتمركزون الآن على طول الحدود مع أوكرانيا.
إلا أن البيت الأبيض قال إن أوباما اتهم موسكو بدعم «المنشقين المسلحين الموالين لروسيا الذين يهددون بتقويض وزعزعة استقرار الحكومة الأوكرانية».
وأبلغ بوتين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يريد أن تدين الأمم المتحدة العملية العسكرية «المناهضة للدستور» التي تشنها أوكرانيا ضد الانفصاليين المؤيدين للروس في شرق البلاد. وفاقم من أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة تحليق طائرات حربية روسية فوق مدمرة أمريكية في البحر الأسود وزيارة مدير الوكالة الدولية للاستخبارات الأمريكية «سي اي ايه» جون برينان إلى كييف والتي أكدها البيت الأبيض وانتقدتها موسكو. وقد يؤدي أي رد فعل عسكري عنيف من كييف إلى ضربة مدمرة من القوات الروسية التي تنتظر التحرك بعد أن وعد بوتين «بحماية» المتحدثين باللغة الروسية في الدولة المجاورة.
من ناحية أخرى قالت روسيا إن أي عقوبات جديدة تفرضها الدول الغربية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية ستفشل، وذلك بعد أن وسع الاتحاد الأوروبي قائمة الأشخاص الذين تفرض عليهم تجميداً للأرصدة وحظراً للتأشيرات. وفي واشنطن أشار البيت الأبيض ووزارة الخارجية إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا.