نقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن مصادر قولها إن البنك الأهلي المتحد يدرس عملية بيع أو اندماج مع شريك استراتيجي في صفقة محتملة بقيمة 5 مليارات دولار، فيما أرجع مصرفيون الدافع الرئيس وراء أي صفقة إلى «رغبة المساهمين الكويتيين في تسييل استثماراتهم».
وقالت المصادر المصرفية -التي وصفتها الوكالة بـ»المطلعة»- إن «مساهمي البنك الأهلي المتحد (أكبر مصرف في المملكة) استأنفوا خطط البيع بعد محاولات سابقة لبيع حصة لبنك في منطقة مجلس التعاون الخليجي عام 2010»، مشيراً إلى أن «من بين المساهمين بالبنك صناديق مملوكة لحكومتي البحرين والكويت».
وارتفع سهم الأهلي المتحد 14% منذ يناير الماضي وزاد أكثر من الثلث خلال عام، وتبلغ القيمة السوقية للبنك 4.7 مليار دولار في البورصة البحرينية و3.5 مليار دولار في سوق الأسهم الكويتية.
وأظهرت بيانات «تومسون رويترز» أن «صفقة بهذا الحجم ستكون أكبر صفقة مصرفية في المنطقة خلال السنوات العشرين الأخيرة إذ تفوق صفقة استحواذ بنك الإمارات على بنك دبي الوطني عام 2007 مقابل 3.7 مليار دولار وشراء بنك قطر الوطني لفرع سوسيتيه جنرال في مصر عام 2012مقابل 1.9 مليار دولار.
وذهبت «رويترز» إلى أن «هذه الصفقة قد تحيي أنشطة الاندماج والاستحواذ في منطقة الخليج التي تصعب فيها عمليات الاندماج نظراً لأن المساهمين الرئيسيين قد يرفضون التنازل عن السيطرة ما لم يحصلوا على أسعار سخية».
ونقلت الوكالة عن أحد المصادر قوله: «جارٍ إجراء مراجعة استراتيجية في مسعى لتحديد مستثمرين مناسبين» مشيراً إلى أن من بين الصور المحتملة للصفقة «دمج البنك الأهلي المتحد مع مؤسسة مصرفية أخرى»، فيما قال مصرفي آخر إن «السعر هو نقطة الخلاف الرئيسة حالياً».
وقال مصرفي مطلع، بحسب الوكالة، إن «البنك الأهلي المتحد اقترب من الاندماج مع بنك في منطقة مجلس التعاون الخليجي عام 2010 لكن الأزمة المالية عرقلت الصفقة».
وذكر مصرفيون أن «مساهمي البنك البحريني ومن بينهم صناديق مملوكة لحكومتي الكويت والبحرين استأنفوا الآن خطط التسييل»، مشيرين إلى أن «رغبة المساهمين الكويتيين في تسييل استثماراتهم ستكون الدافع الرئيس وراء أي صفقة». ومن المتوقع أن يشارك جولدمان ساكس في أي صفقة تبرم بعد أن لعب دوراً في خطط اندماج الأهلي المتحد مع أحد البنوك الأخرى في الخليج عام 2010.
وفضلاً عن السوق البحرينية يتمتع الأهلي المتحد بحضور في الكويت ومصر وليبيا وعمان وبريطانيا.
ونقلت وكالة الأنباء رويترز عن ثلاثة مصرفيين قولهم إن بنوك الإمارات العربية المتحدة هي الأنسب للصفقة في الوقت الحالي إذا كانت صفقة بيع إذ إنها أكثر ميلاً للعمل في منطقة تشهد اضطرابات سياسية وإن كان ذلك العامل قد يؤدي إلى عزوف المستثمرين الدوليين.
وذكر المصرفيون أنه مع وجود مستثمرين جدد سيتمتع الأهلي المتحد بالقدرة المالية على إبرام صفقات أخرى في المنطقة، مشيرين إلى فروع محلية لبنوك أوروبية مثل انتيسا سان باولو الإيطالي باعتبارها أهدافاً محتملة.
وأضافوا أن انتيسا استحوذ على 80 بالمائة من بنك الإسكندرية في مصر عام 2006 وقد يفكر في بيع الحصة مقابل مبلغ نقدي أو أسهم فيبنك خليجي أكبر يملك سيولة أكثر.
وقال أحد المصرفيين إن الخروج من مصر سيكون صعباً في ضوء قلة الإقبال على الاستثمار في هذا البلد. وأشار مصرفيون إلى أن الاندماج مع بنك آخر في الخليج مثل الأهلي المتحد سيكون منطقياً من المنظور الاستراتيجي لتوسيع حضوره الإقليمي. وقال متحدث باسم انتيسا سان باولو إن الحديث عن اندماج محتمل بين بنك الإسكندرية والبنك الأهلي المتحد مجرد شائعات في السوق، وصفها بأنها لا أساس لها من الصحة.
وينمو الأهلي المتحد عبر عمليات استحواذ منذ تأسيسه في مايو 2000 ويتمتع البنك بوجود في مصر منذ استحواذه على بنك الدلتا الدولي عام 2006.
وقالت رويترز إن البنك البحريني امتنع عن التعقيب ولم يتسن الحصول على تعليق من المساهمين المدعومين من الدولة في الكويت والبحرين.