عواصم - (وكالات): تزداد الأوضاع توتراً شرق أوكرانيا الناطق بالروسية إذ دخلت مدرعات ترفع علم روسيا صباح أمس مدينة سلافيانسك فيما تحدثت كييف عن أوامر روسية بقتل الجنود الأوكرانيين، وذلك غداة تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب أهلية. وبدأ جنود أوكرانيون في تفكيك أسلحتهم وتسليمها بعد أن طوق حشد من النشطاء الموالين لروسيا عرباتهم المدرعة في المنطقة الشرقية المضطربة من البلاد وطالبوهم بذلك.
وسلم الجنود في بلدة كراماتورسك أجهزة إطلاق النار في بنادقهم إلى زعيم المحتجين الموالين لموسكو مقابل وعد بالسماح لهم بمغادرة المنطقة مع عرباتهم. وكان الرتل يضم 15 عربة خفيفة مدرعة واعترضه متظاهرون موالون لروسيا أثناء عبوره كراماتورسك باتجاه سلافيانسك التي تشهد حركة كثيفة للموالين للروس ويسيطر عليها منذ السبت الماضي انفصاليون مسلحون.
واستولى مقاتلون موالون للروس على 6 مدرعات أخرى رفعوا عليها العلم الروسي وانضموا إلى حراك سلافيانسك.
وتتأزم الأوضاع على الأرض قبل يوم واحد من محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى ستعقد اليوم في جنيف، وبعد إرسال كييف قوات إلى الشرق لطرد الانفصاليين الموالين لموسكو.
وتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جنيف حيث يلتقي نظراءه الأوروبي والأوكراني والروسي لعقد اجتماع يفترض أن يحل أزمة أوكرانيا.
وفي دونيتسك دخل 20 رجلاً مسلحاً وملثماً مبنى البلدية وهم يؤكدون أن مطلبهم الوحيد تنظيم استفتاء حول اعتماد «الفيدرالية» في أوكرانيا. أما السلطات في كييف فصعدت حربها الكلامية ضد موسكو، إذ اتهم رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك روسيا بمحاولة بناء «جدار برلين جديد» من شأنه أن يعرض أمن أوروبا للخطر.
وتابع ياتسينيوك أنه على الحكومة الروسية سحب مجموعاتها، و»إدانة الإرهابيين ومطالبتهم بمغادرة المنشآت» الحكومية. ولكنه أكد أيضاً أن كييف ملتزمة بمحادثات السلام بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا.
من جهتها، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية أنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية شرق البلاد أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ»إطلاق النار للقتل» بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم. وأكد المتحدث باسم دائرة مكافحة التجسس في أجهزة الاستخبارات الأوكرانية فيتالي نايدا أن العملاء الروس الذين ينشطون في شرق أوكرانيا هم أنفسهم الذين كانوا ينشطون في القرم قبل إلحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا.
كذلك تحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مسلحين موالين لروسيا أسروا ضابطاً وجندياً أوكرانيين في منطقة لوغانسك شرق البلاد. وكانت السلطات في كييف أعلنت إطلاق «عملية لمكافحة الإرهاب»، وأرسلت الدبابات باتجاه سلافيانسك، المدينة التي تحولت إلى رمز للحراك الانفصالي في الشرق، إذ إنها خاضعة لسيطرة مسلحين موالين لروسيا. في سياق متصل، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سينشر قوات جوية وبحرية وبرية إضافية في غرب أوروبا رداً على تأزم الأوضاع في أوكرانيا. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن بعد اجتماع لسفراء الدول الأعضاء الـ28 في بروكسل «اتفقنا على رزمة من الإجراءات العسكرية»، مضيفاً «سيكون لدينا طائرات أكثر في الجو وسفن أكثر في المياه وجهوزية أكثر على الأرض»، كما سيتم «تعزيز ومراجعة» خطط الحلف الدفاعية.