بقلم - الشيخ زياد السعدون:
بعض الناس لا يعي حقيقة أوجدها الله في النفس البشرية، وبينها لنا في كتابه الكريم، حيث قال سبحانه: «وخلق الإنسان ضعيفاً»، والضعف في هذه النفس متعدد وله أشكاله وصوره ويتفاوت الناس فيه.
والذي أود الحديث عنه هو الضعف الشهواني بين النساء والرجال، وهذه حقيقة شرعية فطرية، لكننا نجد من يعاند ويجادل فيها، ولا يسلم بها إلا حينما يكاد يجربها، وعندها تكون قد وقعت الواقعة وفات الأوان، يقول الله عز وجل «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث»، فالله عز وجل لما ذكر شهوات الدنيا ولذائذها قدم النساء على سائر تلك اللذائذ، بما فيها الأبناء، وكم نرى من رجال يهجرون نساءهم وأبناءهم، بل ويضيعونهم بسبب تعلق قلبه بامرأة أخرى، ولذا نسمع هذه الكلمة في مثل هذه الحالات «سحرته»، وهو مسحور حقيقة لكن ليس بسحر الشعوذة بل بسحر الشهوة، وهذا في أكثر الحالات. ولما علم الله منا هذا الضعف شرع لنا الأمور التي تحول بيننا وبين استحواذ الشيطان علينا من خلال ضعفنا هذا، فأمر سبحانه المؤمنين من الجنسين بأن يغضوا من أبصارهم وحرم عليهم أن يختلي بعضهم ببعض، وحرم الاختلاط المفضي إلى الفساد، وألزم المرأة أثناء سفرها بوجود المحرم معها، وحث على الزواج ورغب فيه، وأمر بتيسير المهور، وجعل الزنا جريمة ورتب عليها عقوبات، كل ذلك حفاظاً على هذه النفس من ضعفها وابتلاءً لصبرها، ونقول للذين يظنون أنهم بعيدون كل البعد عن الوقوع في لحظة ضعف، خذوا العبرة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وبالرغم من مكانة نبي الله يوسف فقد قال مناجياً ربه «إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن»، فالذي يثبت الإنسان ويقيه شر ضعفه هو الله سبحانه، ولذا لما نجا الله نبيه يوسف من هذا الضعف، قال سبحانه «كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين»، فالذي صرف هذا السوء وتلك الفحشاء هو الله سبحانه، فمن يلتزم بأوامر الله ونواهيه، يسلك الطريق الذي ينجيه من لحظة الضعف.
970x90
970x90