أيد المؤتمر الثاني المشترك بين منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) ومنظمة الجمارك العالمية، الذي اختتم أعمالها أمس بالمنامة، تبسيط الإجراءات والمستندات اللازمة في سلسلة الإمدادات العالمية من أجل تحقيق أهداف الأمن أو التسهيلات على حد سواء. مرحباً ببعض المبادرات المشجعة مثل «الشحن الإلكتروني» ومبادرة «النافذة الواحدة» في هذا الصدد، معتبراً أن معلومات الشحن المسبقة قد تساعد، بواسطة الإسهام في تقييم المخاطر بالنسبة للشحن والبريد، في تطبيق ضوابط الأمن المناسبة وفي الوقت الملائم خلال المراحل الأولى في سلسلة الإمدادات.
واستقطب المؤتمر، الذي أقيم تحت رعاية وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وبتنظيم من شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات وبالتعاون مع شؤون الجمارك بوزارة الداخلية، وبحضور كل من الأمين العام للإيكاو والأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، والمدير العام لاتحاد البريد العالمي، مشاركة واسعة من حوالي 300 مشارك من كبار صناع السياسات والخبراء والممارسين من الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة من 42 دولة، وأكثر من 50 منظمة دولية ومؤسسة ذات الصلة وقد تم تقديم عروض من أكثر من 25 متحدثاً.
وتم خلال المؤتمر التأكيد على أهمية تنسيق الجهود لضمان انسيابية السلع والبضائع بسلامة، وأن سلسلة الإمدادات المأمونة والفعالة للشحن الجوي هي أمر أساسي للتجارة الدولية والتنمية الاقتصادية في العالم.
وأكد رئيس الجمارك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أهمية التعاون في كلمته قائلاً: «مع النمو السريع لصناعة الشحن الجوي، فإن التنسيق بين الجمارك وسلطات الطيران المدني على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية مع إشراك ذوي العلاقة هو أمر بالغ الأهمية لضمان تدفق البضائع بطريقة سلسة دون تدخل غير قانوني».
وقال القائم بأعمال وكيل شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات أحمد النعمة إنه «من المهم تعزيز التعاون بين المنظمات -شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات وشؤون الجمارك بوزارة الداخلية ومنظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة الجمارك العالمية- من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بأمن الطيران والتي نص عليها الملحق 17 في اتفاقية الطيران المدني الدولي (شيكاغو)».
وقال الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي ريمون بنجامين إن «الإيكاو ترحب ترحيباً كبيراً بالجهود المشتركة الأخيرة لتعزيز أمن الطيران المدني وخاصةً في مجال الشحن الجوي وسلسلة الإمدادات الخاصة به مع زملائنا من منظمة الجمارك العالمية. ويسرّنا كذلك رؤية التركيز الذي تضفيه جميع الجهات المعنية على تحسين تسهيلات الشحن الجوي، وخاصة في ضوء أن شركات الطيران العالمية تنقل ما يقرب من 50 مليون طن من البضائع سنوياً، أي نحو ثلث القيمة الكلية للتجارة الدولية».
وانتهزت الإيكاو ومنظمة الجمارك العالمية فرصة هذا اللقاء في البحرين للتشديد على أولوياتهما في ما يتعلق بسلسلة الإمدادات المأمونة على المستوى العالمي، مع مراعاة تنوع البضائع المنقولة جواً والعدد الكبير من الجهات التي تنطوي عليها سلسلة الإمدادات والواقع العملي لمحاولات السعي إلى تيسير العمليات عبر الحدود الوطنية في ظل القواعد التنظيمية المتعددة.
وناقش المؤتمر عدداً من نماذج التعاون الوطنية والإقليمية بين هيئات الطيران المدني وهيئات الجمارك وناشد الدول لتكثيف التعاون الإقليمي والوطني بين الهيئات. وشملت الحلول المتفق عليها تنسيقاً لإجراءات الدولية الخاصة بأمن الشحن الجوي والبريد الجوي استناداً إلى تقييم المخاطر والتركيز على النتائج، مع مواءمتها مع الظروف المحلية.
ونظراً للطبيعة المترابطة لسلسلة إمدادات الشحن الجوي، فقد أوصى المؤتمر بالاضطلاع بدراسات الجدوى وعمليات تقييم التأثيرات والمشروعات التشغيلية النموذجية من أجل تقييم الإجراءات الجديدة.
واتفقت الإيكاو ومنظمة الجمارك العالمية أيضاً على ضرورة توسيع نطاق تعاونهما لكي يتجاوز الجهود المبذولة لتعزيز أمن الطيران والتسهيلات بحيث يشمل الأهداف الأخرى المتعلقة بالشحن الجوي والبريد الجوي في مجالات البضائع الخطرة والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة.