كتبت - مروة العسيري:
يتجه المرشحون للانتخابات النيابية المرتقبة، إلى استخدام «قروبات» التواصل الاجتماعي ذائعة الصيت في الدعاية الانتخابية، بينما انقسم أصحاب «القروبات» حول دعم المرشحين بمقابل مادي، إذ اعتبرها البعض تجارة وعدها فريق آخر رشوة.
وعلمت «الوطن» من مصدر مقرب لأعمال اللجان النيابية، أن اللجنة التنسيقية ناقشت في اجتماعها الأخير مسألة الاتجاه إلى «قروبات» التواصل الاجتماعي المؤثرة في الرأي العام البحريني، في محاولة للحصول على دعمها في الانتخابات المرتقبة.
وأيد النائب عدنان المالكي استخدام «القروبات» ذات الشعبية الواسعة في الدعم الانتخابي، وقال «يستطيع المرشح التحقق من أعداد متابعي (القروبات) قبل التعاون معها».
ودعا المالكي إلى أن يكون الدعم صريحاً وشفافاً ونظيفاً، بعيداً عن شائعات تنشر بحق المنافسين في الطعن بالكرامة أو المذهب أو العرض.
وأضاف أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الانتخابات إجراء متبع في الدول الأوروبية المتقدمة وفي انتخابات الرئاسة الأمريكية، لافتاً إلى أن «الفيس بوك» خدم الرئيس أوباما كثيراً في حملته الأخيرة.
وقال إن قانون الجرائم الإلكترونية ينظم العملية القانونية، مستدركاً «لكن المفروض أن يكون هناك ضبط تلقائي من قبل القائمين على القروبات».
وأضاف أن يتجه لتقديم اقتراح إلى جمعية «الأصالة»، للتعاون مع بعض «القروبات» المعروف عنها توجهها وتقاربها مع خط الجمعية.
ولفت إلى أن المبالغ المدفوعة من المرشح للمجموعات لا تعتبر رشاوى أو محاولة لشراء الضمائر كما يردد البعض، موضحاً أن المجموعات تعتبر إحدى وسائل الإعلام، وجميعها تقوم على المبالغ المحصلة من الإعلانات.
من جهته قال النائب أحمد الساعاتي «لا ضير من استخدام التقنيات الحديثة، سواء في التواصل بين المرشح والناخب»، مبيناً «التلميع والكذب على الناخب، لا يعتبر من أخلاقيات المهنة والعمل الإعلامي، وما يجب أن ينشر عن النائب إنجازاته الفعلية بالمجلس السابق بكل موضوعية، وبدون خلق قصص وإظهار النائب على أنه بطل».
وحذر الساعاتي من التعامل مع النائب وكأنه سلعة ترويجية، مخاطباً الرأي العام البحريني «يجب الانتباه إلى أن المعلومات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقروبات يجب استخدامها كمعلومة والتحقق منها، عن طريق دراسة وتفحص محتوى الرسائل المرسلة».
وطالب القائمين على «القروبات» بالتحلي بالموضوعية والأمانة في تقديم المرشحين للانتخابات، مضيفاً «لا ضير من استلام مبالغ نقدية أسوة بوسائل الإعلام كافة، ولكن يجب عدم التخلي عن أخلاقيات العمل الإعلامي، باعتبار المجموعات هي المسؤولة عن اختيار النائب بطريقة مباشرة عن طريق دعمه».
ورفض صاحب مجموعة «منرفزهم» الإخبارية، رفضاً قاطعاً استلام أي دعم مالي من المرشحين مقابل دعمهم في الانتخابات النيابية المرتقبة، مشيراً إلى أن أياً من النواب الحاليين لم يتواصلوا معه حتى الآن بهذا الخصوص.
من جهته أكد مشرف مجموعة «بوابة البحرين» أنس محمد خالد، أن المنتدى خدم المرشحين للانتخابات النيابية والبلدية في انتخابات 2006 والتكميلية في 2010، مضيفاً «تطور العمل بالمنتدى ليشمل مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر والواتس آب وخدمة البلاك بيري والأنستغرام».
وقال إن «القروب» يتقيد بقوانين الدعاية الانتخابية، ويوقف الدعايات والإعلانات قبل شهر من موعد الاقتراع، مشيراً إلى أن المجموعة تعمل وفق أسعار ثابتة تتراوح بين 10 و20 ديناراً حسب الظرف والموسم.
وذكر أن أسعار المجموعة تنخفض في رمضان بحسب السياسة العامة، مضيفاً أن المجموعة لديها باقات يستطيع المرشح من خلالها اختيار ما يناسبه من الأسعار والخدمات المقدمة.
وبين أن المجموعة ترفض التعامل مع المعارضة السلبية، مؤكداً أن المعارضة في البحرين أثبتت سلبيتها، وهدف الموقع الأول هو خدمة الوطن.
وشرح المشرف على مجموعة «ديرتي البحرين»، أن دعم النائب الحالي أو المرشح الجديد لانتخابات 2014 سيكون معياره الأول المبادئ والقيم القائمة عليها المجموعة منذ التأسيس.
وقال إن دعمه لن يكون مرتبطاً بأية جمعية سياسية أو نواب معينين، مؤكداً أن المجموعة لديها مندوب إعلاني مكلف بتحديد أسعار الدعم.
ولفت إلى أن هناك ترقباً شديداً ومراقبة من قبل النواب لمعرفة التوجهات الجديدة للدعاية الانتخابية، حيث إن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي هي المكتسحة اليوم في بناء الرأي العام البحريني، مضيفاً «هناك نواب خذلوا الشعب في العديد من المواقف، لن يتم دعمهم حتى لو طلبوا المساعدة».
وأكدت شبكة «أحفاد عمر بن الخطاب»، دعمها للنواب جاسم السعيدي وعادل العسومي وحسن بو خماس، إضافة إلى انتظار قائمة جمعية «الأصالة»، مشيرة إلى أنها تدعم هؤلاء دون مقابل مادي، وإنما إيماناً ببرامجهم، وباعتبارهم للحصول على المقاعد الانتخابية، ومساهمة منها في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى. وقالت إن بعض المجموعات والمنتديات تتلقى دعماً مقابل الإعلان لأحد النواب أو المرشحين، فيما أشارت إلى أن أحد من يعتزمون الترشح حاول التواصل معها ومعرفة إمكانية الدعم بمقابل.
وأكدت مجموعتي «المنبر الحر» و»أحفاد خالد بن الوليد»، رفضهم القاطع لأي محاولات للرشوة مقابل دعم أي مرشح للانتخابات المقبلة، لافتة إلى أنهما تدعمان أي مرشح يرونه مناسباً دون مقابل.
بدوره قال صاحب شبكة «رفاعي نيوز» الإخبارية، إن أياً من النواب لم يتواصل معه حتى الآن بخصوص الدعم المادي مقابل الدعاية الانتخابية، محذراً من أنه سينشر أسماء كل من يحاول رشوته لدعمه في الانتخابات.
وقال القائم على مجموعة «حارقهم»، إن المجموعة ومنذ بداية انطلاقتها في أزمة عام 2011، اتخذت طريق الاستقلال بعيداً عن أي جمعيات سياسية أو غيرها، لافتاً إلى أن الجميع يعرفون أن «حارقهم» مستقل، لذا لن يعرضوا الدعم مقابل المال، وإن حصل فإن الشبكة ترفض أي عرض حفظاً للاستقلالية.
من جانبه أشار صاحب حساب «فرسان البحرين»، إلى أن الشبكة لن تقبل المال مقابل دعم أي نائب أو مرشح خلال الانتخابات، إلا أنها تدعم مجاناً من تراه أنه الأصلح في الدوائر الانتخابية.
وأضاف أن الشبكة تلقت عروضاً كثيرة للترويج للمرشحين في الانتخابات المرتقبة، إلا أن الشبكة رفضت العروض جملة، وأكدت أنها لن ترضى بأي عرض من هذا القبيل.
وشاركه الرأي صاحب حساب «مدمرهم»، وأعلن رفضه القاطع لأي عملية شراء للقروب من أي جهة كانت، مؤكداً دعمه الكامل لمن يرى أنه الأجدر للحصول على المقعد النيابي من بين المرشحين.
وكان لصاحب قروب «محرقاوي» رأي آخر، إذ اتخذ قراراً بدعم المرأة المستقلة غير المنتمية إلى الجمعيات السياسية، موضحاً أنه أعلن قراره منذ فترة حول دعمه للمرأة، وهو ما أثار بعض النواب والشخصيات من الرجال ضده، بينما اتهمه آخرون بالعلمانية والليبرالية وغيرها.
وأكد أن قراره جاء بعد مراقبة الوضع الحالي للنواب، حيث رأى أن المستقلات من النساء كان أداؤهن أفضل، مؤكداً رفضه لأي عرض من قبل أي نائب أو مرشح للحصول على أموال أو هدايا مقابل الدعم في الانتخابات.