عواصــــم - (وكــالات): مارســـــت الولايات المتحدة الضغط على موسكو كي تدفع بالانفصاليين المــواليــن لــروسيا إلــى إخـــــلاء الإدارات التي يحتلونها شرق أوكرانيا، طبقاً لاتفاق جنيف الذي تجاهلــه الانفصاليــون وواصلوا سيطرتهم على 6 مدن بالشرق، فيما أكد الكرملين لأول مرة أن روسيا حشدت قواتها عند الحدود الأوكرانية.وفيما تستمر أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكرة في ملعب الغربيين وأن «لا شيء يمنع» تطبيع العلاقات معهــم. في المقابــل، اعتبــــــرت واشنطن التي تتهم موسكو بالوقوف وراء الاضطرابات في أوكرانيا، أن الأيام المقبلة ستكون «مصيرية» للوفاء بالالتزامات التي نص عليها اتفاق جنيف بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.وفي مدينة دونيتسك الصناعية الكبيرة في الشرق مازال الوضع الراهــن سائـــداً والانفصاليـــون يسيطرون بهدوء على الإدارة الإقليمية وهي بناية كبيرة يحتلها منذ نحو أسبوعين قادة ما سمي بـ«جمهورية دونيتسك» المعلنة من طرف واحد. وحاولت السلطات الأوكرانية الموالية للغرب التي يطالب هؤلاء برحيلها، مد اليد إلى المتمردين واعدة بلا مركزية كبيرة وحماية اللغة الروسية. غير أن فرص الإصغاء إلى الإعلان الرسمي الذي أدلى به في كلمة متلفزة الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، قليلة في المنطقة التي يعتبر 70% من سكانها أن هذين المسؤولين يفتقران إلى «الشرعية» وفق تحقيق نشرته صحيفة «دزاركالو تيجنيا». من جانبها حذرت الولايات المتحدة روسيا من أنها تنوي «مراقبتها عن كثب» لتتأكد من أنها تحترم التزامات اتفاق جنيف المفاجئ الذي أبرم الخميس الماضي بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وينص الاتفاق على نزع أسلحــــة المجموعــــات المسلحة وإخلاء المباني العامة المحتلة والعفو عن الذين يحترمون هذه التدابير باستثناء «الذين ارتكبوا جرائم أريقت فيها الدماء».وقالت مستشارة الرئيس أوباما للأمــــن القومــي سوزان رايــس «سنراقب روسيا عن كثب لنرى إذا كانت تتحمل فعلاً المسؤولية التي تعود إليها باستخدام نفوذها الكبير من أجل التحكم أو جعل الميليشيات غير الشرعية تنسحب من المباني التي تحتلها». من جانبه حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره سيرغي لافروف على «الاحترام الكامل والفوري لاتفاق جنيف». وفي تأكيد لتلك المخاوف سارع الانفصاليون المعتصمون في مقر الإدارة الإقليمية في دونيتسك إلى رفض الاتفاق، مثيرين مجدداً مخاوف من تقسيم البلاد.