اختتمت مؤخراً ورشة عمل الإسعافات الأولية للقى الأثرية فــي دول مجلـــس التعـاون لدول الخليج العربية التـي احتضنتها البحرين بالتعاون بين وزارة الثقافة والمركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكـــروم - الشارقـــة»، ضمــن إطـــار عمل استراتيجيات التراث الثقافــي التابــع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشارك في الورشة، التي أقيمت في الفترة ما بين 13-17 أبريل الحالي، حـوالي 18 مشاركاً بينهم آثاريـــون ومعماريـــون ومديــرو مواقع ومختصو متاحف ومرممون مــــــن خمــس بلـــدانٍ عربيـــة هــي: البحرين، الكويــت، عمـان، السعودية والإمارات.
وقال مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي إيكروم - الشارقة د.زكي أصلان إن هذه الدورة جاءت تماشياً مع ما يقوم به المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي التابــع لإيكــروم، والـذي أنشئ حديثاً في الشارقة لتلبية احتياجات هذا المجال في الوطن العربي، وذلك بدعم كريم من صاحب السمو حاكم الشارقة لبرنامج آثار.
وأضاف د.زكي أصلان أن التعاون الوثيق بين مركز إيكروم الشارقة ووزارة الثقافــة فــي البحريـــــــن والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين يهدف إلى تحقيق الأهداف المشتركة في مجال التدريب وبنـــاء الكوادر في حقل الحفاظ على التراث الثقافي لخدمة مواقع التراث العالمي في الوطن العربي.
على صعيد متصل، نوّه مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين د.منير بوشناقي على النتائج التي انبثقت عن توقيع مذكرّة التفاهم بين المركزين الإقليميين في الشارقة والمنامة مؤخراً. فيما قال مدير إدارة التراث والآثار بوزارة الثقافة الدكتور عبدالقادر عقيل إن هذه الدورة تمثل أول مشروع تعاون بين البحرين وإيكروم عبر مركزه الذي أنشئ حديثاً في الشارقة لخدمة دول الخليج العربية.
وهدفت ورشة العمل المكثفة إلى التعريف بالمبادئ والتوجيهات والطرق المعنية بمعالجة اللقى الأثرية منذ لحظة استخراجها وحتـــى تسليمهــــا لمرمميـــــن مختصيـــــن أو إيصالهــــا إلــــى المكان الذي ستحفظ فيه سواء المتاحف أو المخازن. وتشكلت ورش العمل من حلقات تفاعلية نظرية وعملية، حيث ألقيت المحاضرات النظرية في القاعات المخصصة في متحف موقع قلعة البحرين بينما نفذت النشاطات التدريبية في موقع قلعة البحرين والمختبـــرات، وذلــــك ليتســنى للمشاركين توظـــيف المعلومات المكتسبة في معالجة بعض المواد الأثرية المختارة على أرض الواقع.
تناولت المحاضرات النظرية الإجراءات المتبعة لمعالجة أنواع اللقى الأثرية مع اختلاف موادها بناء على نتائج الفحوصات لحالات هذه اللقى، كما ركزت الورشة علــى المبـــادئ العامـــة لمعالجة اللقى الأثرية والمواد المستخدمة فـــي الإسعافـــات الأولـيــة مـــن خلال شرح لأساسيات التسجيل والإخراج والتنظيف والترقيم والتعبئة والنقل. وناقشت الورشة كذلــــك المتطلبــــات والطـــرق المخصصة لإخراج المواد الأثرية المختلفة كالسيراميك والعظام والبقايا المعمارية بما يتناسب مع حالاتها، إضافة إلى طرق حفظ وتثبيت البقايا الأثرية المتحركة في نفس الموقع. واكتسب المشاركون مهارات تؤهلهم لتطبيق الإجراءات والمنهجيات التي تدربوا عليها خلال الورشة عند قيامهم بالحفريات في المواقع الأثرية، مع تعزيز قدرتهم على فهم المواقع التي يعملون فيها وتوظيف مهاراتهم لإدارتها على أكمل وجه.
يذكــــر أن ختــــام الدورة جــــاء بالتزامـن مـــع اليـــوم العالمـــي للمعالم والمواقع الأثرية. وإن المحاضرين قـــد جاؤوا بخبراتهم من البحرين وإيطاليا ومصر.