لعلها مفارقة غير محببة أن ينشب حريق هائل في موقع السوق الشعبي ولثاني مرة وبنفس الطريقة قبل افتتاح السوق الجديد بأسابيع!!..
نحن لا نريد التسرع باتهام أحد قبل بيان المسؤولين بوزارة الداخلية عن سبب الحريق الذي من المرجح أن يكون ضد مجهول إن كان مفتعلاً أو بسبب سيجارة إن كان إهمالاً.. ولكن يا ترى هل هذه الشرارة الصغيرة هي التي أدت إلى هذا الحريق الكبير الذي لم يبقِ ولم يذر، بحيث أتت النيران على كل شيء وقف في وجهها من ملابس وأدوات كهربائية وتحف وكتب وحتى بعض السيارات التي صادف حظها التعيس الوقوف قريباً من النيران؟! ..
عموماً كل هذا مفهوم ومن الممكن تقبله، ولكن ما هو حال هؤلاء «الغلابة» تجار السوق المنحوسين الذين تلاشت بضائعهم وأموالهم في غمضة عين على الرغم من محاولات البعض إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بضائعهم البائسة من ألسنة النيران، إلا أن حرارة النيران وسرعة انتشارها لم تمكنهم من ذلك، وأنا بدوري أحيي وزارة الداخلية ممثلة برجال الإطفاء البواسل الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإخماد الحريق والسيطرة عليه لكي لا يمتد إلى المنازل المجاورة.
كما أحمد الله أن هذا الحريق لم يؤدِّ إلى وفيات أو إصابات لمرتادي السوق أو التجار.
وكما هو معروف للجميع أن السوق الشعبي أصبح معلماً مميزاً من معالم مملكة البحرين، ليس للمواطنين ومواطني دول الخليج فقط، وإنما للأجانب أيضا، لذا أتمنى من بلدية المحافظة الوسطى الإسراع بافتتاح هذا السوق الشعبي رأفة بحال هؤلاء التجار المساكين الذين فقدوا مصدر رزقهم ورزق عيالهم في دقائق معدودة.
وأنا من هذا المنبر -منبر الصحافة- أناشد صاحب القلب الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر صاحب الأيادي البيضاء، وبما عرف عنه من الاستجابة السريعة لمساعدة المحتاجين والمعوزين من أبناء الوطن وإحقاق الحق لكل مواطن سلب حقه.. وأناشد سموه الكريم بإصدار توجيهاته الكريمة إلى المسؤولين المعنيين بوقف تحصيل إيجارات السوق الشعبي الجديد لمدة ثلاثة شهور، وذلك ليتسنى لتجار السوق المساكين من تحسين أوضاعهم المعيشية وتقليل ولو جزء يسير من خسائرهم الكبيرة من جراء الحريق الأول والثاني.
فؤاد إبراهيم الكلباني