فطرة الإنسان وصفاته الفطرية أو خصائصه الأصلية هي الصفات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في روح الإنسان منذ خلقه وهذه الصفات، أزلية غير قابلة للتبدل أو الفناء حتى وإن لم تظهر على السطح أي سلوك الإنسان بسبب تركيزه على الوعي المادي وانشغاله بالعالم الخارجي واعتماده على الحواس الخمس في تمييز الأشياء الملموسة والمجسدة، الأمر الذي يؤدي لصعوبة الإحساس بوجود عالمه الداخلي وصفات هويته الأصلية.
الصفات الفطرية من المستحيل أن تؤثر فيها حرارة من الشمس أو رطوبة من الماء، فالحرارة هي صفة فطرية للشمس والرطوبة هي صفة فطرية للماء، إنها الخصائص الأساسية لكل منها وفي نفس السياق، الإنسان أيضاً لديه صفات فطرية موجودة في جوهره متأصلة في أعماق روحه لاتزال هي نفسها التي كانت موجودة دائماً وأبداً بداخله، إنها النواة الداخلية من الصفات التي في الحقيقة تلهمه للسعي إلى المثالية في كل ما يقوم به هي الدافع في أن يلجأ للحلم بعالم أفضل.
الصفات الفطرية للروح الإنسانية هي ببساطة: السلام والحب والسعادة والحقيقة والنقاء والقوة، هي أساس الكيان الإنساني وكما في علم الألوان هناك ألوان أساسية وألوان ثانوية فالصفات الفطرية هي مثل الألوان الأساسية، والفضائل هي مثل الألوان الثانوية.
فمثلاً كما يتكون البرتقالي (لون ثانوي) من مزج الأحمر والأصفر (ألوان أساسية) ويتكون الأزرق من مزج اللون الأخضر واللون الأصفر، فإن الفضائل مثل: الصبر والتسامح والشجاعة والكرم وغيرها، يتم الحصول عليها بواسطة مزج الصفات الفطرية للإنسان مع بعض فعلى سبيل المثال:
الصبر = السلام + المحبة + القوة
التواضع = السلام + المحبة + الحقيقة
الشجاعة = القوة + الحقيقة
الهدف من ممارسة الوعي الروحي هو تعزيز إحساس الإنسان بعالمه الداخلي وتنمية الذات برجوع الإنسان إلى فطرته التي خلقه الله عليها لإعادة ظهور الصفات الفطرية على السطح مرة أخرى وليصبح سلوك الإنسان سلوكاً سامياً ملوّناً بخليط من الصفات الفطرية ومكارم الأخلاق.
علي العرادي
اختصاصي تنمية موارد بشرية