كتبت - إيمان الحسن:
أبدى مواطنون استياءهم من طرح معهد «الحديث» الخاص دورات تدريبية باللغة الإنجليزية لمناطق بحرينية دون سواها، واصفين المعهد بـ«المتحيز طائفياً».
وقال مواطنون استطلعت «الوطن» آراءهم إن «التعليم حق للجميع»، لافتين إلى أنهم اعتادوا عدم التفرقة أو التفضيل التعليمي على أساس طائفي أو مناطقي.
وطالبوا وزارة التربية والتعليم، بالمبادرة لحل المشكلة واتخاذ ما يلزم بأسرع وقت، معربين عن امتعاضهم من تدخلات السفارة الأمريكية بعقد شراكات مع المعهد دون الرجوع لوزارة الخارجية والجهات المعنية الأخرى.
وقالت أم عمر الموظفة بإحدى الوزارات الحكومية، إن إنذار المعهد من قبل وزارة التربية إجراء غير كاف، مطالبة بالصرامة والتشدد في تطبيق النص القانوني.
وأضافت «التعليم حق للجميع وليس حكراً على مناطق دون سواها، والدورات عادة هدفها المنفعة العامة، بينما الانحياز لمناطق محددة يخلق فجوات وشروخاً بين الشعب البحريني الواحد».
ووصفت إنذار الوزارة للمعهد بـ«الإجراء السهل»، وقالت «من المحتمل أن يكرر المعهد فعلته، ولا يلتزم بالشروط والقوانين الناظمة».
ودعت، الوزارة إلى الصرامة في تطبيق الإجراءات تجاه المعهد منعاً للتمادي وتكرار المخالفة، وعدت تدخلات السفارة الأمريكية وعقدها شراكات مع المؤسسات التدريبية دون الرجوع لوزارة الخارجية والجهات المعنية، تجاوزاً للقوانين.
ورفضت أم عمر، تدخل السفارة الأمريكية وتشاركها مع معهد الحديث في تنظيم دورات لمناطق دون أخرى، ما اعتبرته تحيزاً طائفياً يرفضه شعب البحرين.
من جانبه، قال المواطن عبدالله الجودر إن ابتعاث المعهد لأبناء المملكة للدراسة بالخارج وتحمله تكاليف الابتعاث وتعليم الإنجليزية عمل ممتاز تشكر عليه، مستدركاً «لكن ما يستنكره المواطن أن يخصص المعهد بعثاته لفئة معينة أو جهة محددة».
وأضاف الجودر أن ميثاق العمل الوطني ينص على «كل من يحمل الجنسية البحرينية على هذه الأرض هو بحريني، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الطائفة»، داعياً إلى شمول البعثات لجميع حاملي الجنسية البحرينية دون تفرقة.
ونبه إلى أن المعهد مؤسسة تعليمية وليست جهة خيرية تعمل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعيــــة لتقــــــدم بعثاتها لفئات مخصوصة، واصفاً تصرف المعهد بـ«غير المقبول».
وعدّ مبادرة وزارة التربية والتعليم بإنذار المعهد خطوة مبدئية جيدة، مضيفاً «من المفترض أن يضع المعهد خططه وبرامجه بما يتماشى واحتياجات أهالي البحرين».
وأكد أن الشراكة بين السفارة الأمريكية والمعهد غائمة وضبابية، موضحاً «ظاهرياً يبدو أن السفارة تقدم عرضاً بابتعاث بحرينيين لدراسة اللغة الإنجليزية وهذا شيء طيب، ونوع من أنواع الشراكة المجتمعية وتقديم الفرص للشباب، ولكن يجب عدم إغفال ما وراء الاتفاق من مساوئ».
واعتبر تخصيص البعثات لشباب دوناً عن آخرين تدخلاً سياسياً غير مقبول، داعياً وزارة الخارجية إلى مخاطبة السفارة الأمريكية والتأكيد عليها بعدم تجاوز الأدوار المحددة بموجب القوانين الراعية لعمل السفارات.
ورفضت المدرسة شيماء الغاوي التحيز والعنصرية في مجال التعليم، داعية المعاهد والمؤسسات التعليمية إلى المساواة بين المواطنين في فرصها التعليمية، دون التحيز لفئة أو جماعة.
وأعربت عن أسفها أن يحاول معهد «الحديث» التفرقة والانحياز في برامجه التدريبية، وتقدمت بالشكر لوزارة التربية والتعليم على تحركها السريع واتخاذها الإجراء اللازم لتفادي المشكلة.
وعدت المواطنة سناء إبراهيم إجراء إنذار المعهد «خطوة صحيحة»، وقالت «نحن شعب واحد لا فرقة بيننا، وهناك من يريد تشويه صورة البحرين وتفرقة شعبها».
وأكدت أن تصرف معهد الحديث بالتعاون مع السفارة الأمريكية يمسّ كل مواطن شريف يرفض الانحياز الطائفي المكشوف، مهيبة بوزارة التربية والتعليم بوضع قوانين واضحة وصارمة تنظم عمل المعاهد الخاصة.
من جانبها، أوضحت الطالبة الجـــامعيـــــة دعـــــاء سيار، أن التعليم ليس حكراً على مناطق محددة، ورغم أنها لا تعترض على تنظيم الدورات التدريبية لاحتياج الطلبة لها «لكنها يجب أن تخص جميع الطلبة دون تفرقة».