قال نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة إن إنشاء كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) جاء لخدمة سوق العمل من خلال تزويده بأجيال جديدة من الكفاءات الوطنية المتميزة بفكرها المبدع والقادرة على المنافسة والابتكار والتميز، وبما يؤهلها لتولي المسؤوليات في المجالات التقنية والتطبيقية والإدارية، لتساهم في دفع عجلة تقدم البحرين في مختلف المجالات.
وأشار سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، في كلمة له لدى رعايته حفل تخريج طلبة الفوج الأول من كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بمقر جامعة البحرين في الصخير، إلى أنه منذ خمسة أعوام احتفلنا بافتتاح كلية البحرين التقنية (بوليتكنيك البحرين) التي جاءت ضمن ما تحقق من إنجازات مشروع تطوير التعليم والتدريب والمبادرات المتعددة التي انبثقت عنه، حينئذ عبرنا عن الأمل، وأكدنا الحرص على تطوير مخرجات التعليم للنهوض بالاقتصاد الوطني وتنفيذ برامج التنمية الشاملة في مجالاتها ألمختلفة، ومواكبة متطلبات سوق العمل.
وأضاف سموه نحن نجتمع اليوم حيث تغمرنا السعادة احتفاءً بتخريج الفوج الأول من حاملي شهادات البكالوريس في مختلف البرامج الأكاديمية التي تطرحها هذه الكلية والذين تم تأهيلهم وإعدادهم لشغل فرص العمل والوظائف المرموقة محلياً وإقليميا ودولياً.
وأوضح أن حصاد اليوم هو ثمرة غرس الأمس، والأمل في مستقبل مشرق وواعد عبر مسيرة التعليم والتدريب والتنمية الشاملة التي تأتي في إطار المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبما يحقق أهداف رؤية مملكة البحرين 2030 ومبادئها الأساسية القائمة على الاستدامة والتنافسية والعدالة.
وقال سموه إنه يسرني بهذه المناسبة التذكير بأن التعليم التقني والفني ليس بجديد على البحرين حيث شهد عام 1936 بدء المرحلة الأولى للتعليم الفني بافتتاح فصلين دراسيين لتعليم النجارة في مدرسة الهداية الخليفية في المحرق، والمدرسة الغربية في مدينة المنامة، تلى ذلك خطوات نوعية في الفترة من 1936 حتى عام 1987 وذلك لتطوير التعليم التقني والفني من خلال افتتاح المزيد من المدارس والمعاهد التي تعنى بالتعليم التقني والفني، حيث شهد عام 1968 إنشاء كلية الخليج الصناعية التي تحولت فيما بعد إلى كلية الخليج للتكنولوجيا بغرض أن تكون كلية إقليمية تخدم أبناء منطقة الخليج من خريجي المدارس الثانوية القادرين على الاسهام في ملء الوظائف ذات التخصصات الفنية المؤهلة في مجال الهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية.
وأضاف «إذا كنا في مجال الإشارة إلى التذكير بما شهدته البحرين من برامج تدريب ودراسات في المجال الفني والتقني فإنه لابد من الإشادة بما قامت به شركة نفط البحرين في الستينات من القرن الماضي من برامج تعليمية وتدريبية يأتي في مقدمتها برنامج التلمذة المهنية «apprenticeship» الذي تخرج منها العديد من أبناء البحرين الذين شغلوا وظائف ومناصب قيادية في القطاعين العام والخاص والذين لازالوا يسهمون بعلمهم وخبرتهم في المجالات الاقتصادية والتنموية في البلاد».
وأكد سمو نائب رئيس مجلس الوزراء أن تخريج هذا الفوج من بوليتكنك البحرين يأتي ثمرة من ثمار التطوير المستمر وتأكيداً لحقيقة أن تطوير وتنمية البلاد يبدأ بتنويع مصادر اقتصادها وذلك من خلال إعداد أبنائها وتمكينهم من الإبداع والابتكار في مختلف المجالات وتزويد سوق العمل بخريجين أكفاء، وعلى مستوى عالٍ من التأهيل، ومجهزين بمهارات من شأنها أن تفتح لهم الآفاق نحو ريادة سوق العمل بشكل فعال قادر على دفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام.
وأضاف سموه إن مشاريع تطوير التعليم والتدريب في الدول المتقدمة مازالت تسعى وبشكل حثيث من أجل تعزيز وتطوير قطاع التعليم التقني والتطبيقي، فعلى سبيل المثال يوجد بسنغافورة 65 كلية تقنية وكلية مجتمع في مقابل 35 جامعة بحثية ذات مستوى عالمي، وفي فنلندا يوجد 57 كلية تقنية في مقابل 43 جامعة، وكذلك الحال في العديد من الدول الرائدة في مجال التعليم بصفة عامة والتقني والفني بشكل خاص.
وقال سموه إن ما تم تحقيقه من أهداف مشروع تطوير التعليم والتدريب كإنشاء بوليتكنك البحرين وكلية البحرين للمعلمين، والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، ومشروع التلمذة المهنية، ومشروع تطوير أداء المدارس، قد جاءت ثمرة جهود متواصلة وعمل دؤوبٍ من قبل اللجنة الوطنية لتطوير التعليم والتدريب والفريق العامل، فلهم أقدم وافر الشكر والتقدير متمنياً لنا جميعاً التوفيق والسداد في خدمة التعليم الذي هو أساس نهضة وتقدم وازدهار الأمم والشعوب، مؤكدين على شعارنا الذي نرفعه دائماً ونردده وهو التعليم أولاً والتعليم ثانياً والتعليم ثالثاً.
وقال سموه أنتهز هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً لنقدم أخلص التهاني والتبريكات لأبنائنا الخريجين، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهم العملية، مؤكداً على حاجة الوطن لجهدهم المتواصل وعملهم المخلص في بناء نهضته ومستقبله وتقدمه وازدهاره في ظل ما نحمله له جميعاً من حب وولاء ، معرباً عن التقدير والشكر للهيئتين الأكاديمية والإدارية والرئاسة التنفيذية لبوليتكنك البحرين والشكر موصول للسادة أعضاء مجلس الأمناء، الذين لم يألوا جهدا لتتبوأ البوليتكنك مكانتها بين مؤسسات التعليم العالي المتميزة، سائلين الله العون
والتوفيق للجميع.
بوليتكنك مختبر حقيقي للمعرفة التطبيقية
ورحـب وزيــر التربيــة والتعليـــم د.ماجــــد النعيمي، في كلمة له خلال الحفل، بسمو نائب رئيس مجلس الوزراء شاكراً ومقدراً لسموه رعايته الكريمة لهذا الحفل.
وقال يسرني أن أستذكر ما تفضل به سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد عند افتتاح هذا الصرح العلمي في العام 2008م عندما أشار إلى أن التوسع في التعليم التطبيقي من شأنه أن يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة في تلبية متطلبات سوق العمل من الكوادر الوطنية المؤهلة التي تتمتع بالمهارات العالية المستندة إلى القاعدة الأكاديمية كما نستذكرأيضاً ما تفضلتم به سموكم في مثل هذه المناسبة السعيدة من تأكيد بأن «مبادرة بوليتكنك البحرين تستلهم أهدافها من مشروع إصلاح الاقتصاد الوطني ومن حلم كل بحريني بغد أفضل يأتي في إطار الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030 والهادفة إلى التطوير الشامل لمستقبل البحرين وتقدمها وتحقيق الحياة الكريمة لأبناء شعبها والأجيال القادمة».
وأضاف أن بوليتكنك البحرين ليست مجرد مؤسسة تعليم عال عادية إنما هي مختبر حقيقي للمعرفة التطبيقية التي تصنع المهندسين والفنيين والتقنيين وتعدهم فهم الذين يبنون عوالم جديدة وينشئون واقعاً عظيماً من التقنية المتطورة وفي هذا السياق يقول المهندس والفيزيائي والرياضي الأمريكي «ثيودور فون كارمان»: «العلماء يدرسون العالم كما هو في حين يبدع المهندسون والفنيون والتكنولوجيون عالم لم تكن موجودة من قبل».
وقال إن تشريفكم لهذا الاحتفال وحرص سموكم الدائم على هذه الرعاية الكريمة يحمل رسالة واضحة بأن التعليم في البحرين يأتي في مقدمة أولويات الدولة واهتمامها بالإنسان وتقدمه لذلك كان واضحاً أن المدخل الأساس للتنمية هو إصلاح التعليم وتطويره حيث أدركت جميع القوى الحية في عالمنا المعاصر هذه الحقيقة عندما نظرت إلى التربية باعتبارها خط الدفاع الأول لوجود الأمم والشعوب والتاريخ المعاصر يعطينا العديد مـن الشـواهد علـى صـدق هــذا الإدراك وقد كانت مملكة البحرين من بين الدول التي وعت بهذه الحقيقة ولذلك اعتبرت ملف تطوير التعليم ضمن أولويات برنامج العمل الحكومي وقد كنتم سموكم وما زلت ترددون بأن التعليم هو مستقبل البحرين ترجمة لهذه القناعة الراسخة.
وأضاف مثلما كان لإنشاء كلية البحرين للمعلمين دور محوري ورئيس في إعداد المعلم والقيادات التربوية الكفؤة القادرة على النهوض بتحسين أداء المدارس وتجويد مخرجاتها فقد كان إنشاء كلية البحرين للتقنية استكمالاً للرؤية التطويرية للمشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب ومنها إيجاد كلية تعد الكوادر الوطنية الكفؤة لسد احتياجات سوق العمل من الكفاءات الماهرة في المجالات الفنية والتقنية كخطوة متقدمة ورؤية متطورة للارتقاء بالتعليم والتدريب حيث تقدم الكلية مؤهلات تختلف عن مؤهلات الجامعات العادية تركز على تعزيز المهارات التطبيقية المتقدمة وتوفر تخصصات تقنية متطورة تتماشى مع احتياجات سوق العمل.
وعبرالوزير النعيمي عن خالص شكره وتقديره للهيئتين الأكاديمية والإدارية في البوليتكنك، وعلى رأسهما القائم بأعمال الرئيس التنفيذي د.محمــد العسيــري، علــى ما بذلوه من جهودٍ مكنت البوليتكنك من تبوء هذه المكانة المرموقة بين مؤسسات التعليم العالي، وفي وقتٍ قياسي، مدعمًا ذلك بتقارير الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريــب.
ملتزمون بالشفافية وتقبل النقد البناء
ثم ألقى القائم بأعمال الرئيس التنفيذي د.محمد العسيري كلمته قدم خلالها جزيل الشكر والتقدير إلى راعي الحفل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، على تفضل سموه الكريم برعاية حفل تخريج الفوج الأول من طلبة بوليتكنك البحرين.
وقال العسيري «منذ أن تأسست بوليتكنك البحرين وهي تحمل على عاتقها مهمة تحقيق رسالتها وهي تهيئة طلبتها بمهاراتٍ القرنٍ الواحد والعشرين المطلوبة من قبل سوق العمل، بما يضمن تخرجهم بقدرٍ عالٍ من المهنية والقدرة على ريادة الأعمال، وبما يخدم المجتمع محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك انطلاقاً من قيمٍ ثلاث: التعلم، التميز، والابتكار».
وأشار إلى أن البوليتكنك وضعت نصب عينيها جملةً من المرتكزات بدأت بتنفيذها للوصول إلى الجودة والتميز في التعليم الجامعي، فقامت بتنفيذ تقييمٍ ذاتي لأدائها وبالتعاون مع أصحاب المصلحة كافة وبيوت الخبرة، محليًا ودوليًا، وعقدت الكثير من اتفاقيات التعاون وتبادل الخبرات والتدريب سواءً مع الشركات الكبرى في المملكة أو مع المعاهد والجامعات المرموقة على مستوى العالم، الذين أشادوا جميعاً بالمستوى الإداري والأكاديمي للبوليتكنك، بل واعتبروا خريجيها من أفضل الخريجين المؤهلين بالمهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل، والتي تتشرف أية شركةٍ بانضمامهم إليها.
وأكد التزام البوليتكنك بالشفافية وتقبل النقد البناء والأخذ بعين الاعتبار التوصيات كافة، والتي قامت في ضوئها بوضع خطتها الإستراتيجية 2015-2019، التي ستواصل من خلالها البوليتكنك تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
وتوجه د.العسيري بكلمة إلى أبنائه وبناته الخريجين والخريجات قائلًا: «تتشحون اليوم بفرحةٍ لا توصف، بعدما اجتزتم المحطة الأولى، وصولاً إلى مراكز العمل التي ترحب بخريجي بوليتكنك البحرين، فاغتنموا الفرص السانحة، وأعربوا عن التزامكم بقيمكم الدينية والوطنية والإنسانية، فمن هذا الوطن أتيتم، وإليه تنتمون، ومن بوليتكنك البحرين تخرجتم وإليها تنسبون، فكلٌ منكم مرآةٌ تعكس جودة تعليمه ومستوى مهاراته، فكونوا خير سفراءٍ للبوليتكنك في ميادين العمل كافة التي ستشاركون فيها، وفقكم الله وسدد خطاكم».
وتوجه د.العسيري بجزيل الشكر والعرفان إلى وزير التربية والتعليم د.ما جد النعيمي، الوزير المعني بالإشراف والرقابة على البوليتكنك، والى رئيس مجلس أمناء البوليتكنك الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة، وإلى جميع أعضاء المجلس، على دورهم الكبير في إرساء رؤية ورسالة وقيم البوليتكنك وتحقيق الإنجازات التي تفخر بها سواءً بتعزيز البنية التحتية أو بتطوير الخدمات التعليمية وتجويد مخرجاتها. والشكر موصولٌ إلى الهيئتين الأكاديمية والإدارية على جهودهم المتواصلة وتفانيهم في سبيل تحقيق كل تلك الإنجازات.
بعد ذلك، ألقت الطالبة منيرة بوراشد كلمة الخريجين، تبعها عرض فيلم مصور حول بوليتكنك البحرين. ثم تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب بتوزيع الشهادات على نحو 280 خريجاً وخريجة في أول حفل تخريج لطلبة بوليتكنك البحرين من برامج البكالوريوس في إدارة الأعمال، والبكالوريوس في تقنية الهندسة، والبكالوريوس في تقنية المعلومات والاتصالات، والبكالوريوس في إدارة اللوجستيات العالمية.
وفي ختام الحفل، قدم رئيس مجلس أمناء بوليتكنك البحرين الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة هديةٍ تذكاريةٍ لراعي الحفل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء شاكراً لسموه الكريم رعايته لحفل التخريج الأول لطلبة الكلية.