عواصم - (وكالات): رفضت إسرائيل أمس مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف مفاوضات السلام، قبل أسبوع من انتهاء فترة التسعة أشهر المحددة للتوصل إلى اتفاق. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير «من يقوم بتقديم هذه الشروط لا يرغب بالسلام». وخلال لقاء مع صحافيين إسرائيليين في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، أكد عباس استعداده لتمديد المفاوضات مع إسرائيل حتى 3 أشهر لما بعد موعدها النهائي المحدد في 29 أبريل الجاري، شرط أن تجمد حكومة بنيامين نتنياهو بشكل كامل الاستيطان وأن تقبل بمناقشة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال عباس «خلال هذه الفترة، تتوقف كل النشاطات الاستيطانية» في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وأشار عباس إلى وجوب «تحديد الحدود». ويطالب الفلسطينيون بدولة على أساس حدود ما قبل يونيو 1967 قبيل احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. وطالب عباس أيضاً بإطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها في إطار اتفاق استئناف مفاوضات السلام في يوليو الماضي. من ناحيته، قال المسؤول الإسرائيلي «لن يكون هنالك تجميد للاستيطان في القدس» مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بتحديد الحدود فإن إسرائيل «لم تقبل أبداً تداول هذه المسألة بشكل منفصل» عن القضايا الأخرى. وفيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين، أشار المسؤول إلى أن تل ابيب تنوي ترحيل بعضهم إلى قطاع غزة أو الخارج الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون. في موازاة ذلك، وصل وفد رفيع من منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «ايريز» مع إسرائيل للقاء قيادة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق حول تنفيذ المصالحة بين الطرفين. وهذه أول زيارة لوفد من منظمة التحرير منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في 2007. وكان في استقبال الوفد عدد من قيادة حكومة حماس والفصائل الفلسطينية. ويضم الوفد الذي يترأسه عزام الأحمد جميل شحادة أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية والنائب المستقل مصطفى البرغوثي وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني إلى جانب رجل الأعمال المعروف منيب المصري.
وأكد البرغوثي في وقت سابق أن مهمة الوفد «بحث تشكيل حكومة توافق وطني والانتخابات وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير». من ناحية أخرى، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش سيبدأ للمرة الأولى باستدعاء مسيحيين من «فلسطينيي 48» لتجنيدهم في الجيش في إجراء غير مسبوق. ولم يصدر أي تأكيد فوري من الجيش الإسرائيلي حول ذلك. وحتى الآن، كان بإمكان المسيحيين من «عرب 48» الخدمة في الجيش الإسرائيلي ولكن فقط عبر التطوع في صفوفه.