في ملحمة تكتيكية انعدمت فيها الأهداف والمتعة الكروية، عاد تشيلسي بنتيجة جيدة من قلب العاصمة الإسبانية مدريد بعدما جر مضيفه أتلتيكو مدريد للتعادل السلبي في فيثنتي كالديرون، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتأجل الحسم في هوية المتأهل لنهائي لبرشلونة للقاء العودة بعد أسبوع من الآن. انطلقت المباراة وسط حذر شديد من كلا الجانبين، قبل أن يسيطر أتلتيكو مدريد على زمام الأمور ويضغط على تشيلسي في منتصف ملعبه، لكن مع غياب الفاعلية والخطورة عن معظم حملاته الهجومية. وحصل الروخي بلانكوس على عدة ركنيات في الشوط الأول، كاد ينجح كوكي في توقيع إحداها لولا يقظة الحارس العملاق بيتر تشيك والذي أنقذ هدفاً محققاً في اللقطة التي تعرض فيها للإصابة، ليخرج من الملعب تاركاً مكانه للحارس الأسترالي شوارزر. ورغم استحواذه على الكرة ولعبه في منتصف ملعب الخصم، إلا أن أتلتيكو مدريد ظل عاجزاً عن تخطي سور تشيلسي في الوسط والدفاع، وحاول في بعض المناسبات من خلال التسديد من بعيد كما فعل دييجو ريباس وماريو سواريز، لكن دون جدوى إذ تصدى الحارس والدفاع لجميع المحاولات. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وسط غياب تام للفرص الواضحة للتسجيل من كلا الجانبين، لكن الأمور اختلفت شيئاً ما في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، حيث كثف أتلتيكو مدريد من ضغطه على دفاع تشيلسي، وجاء أول تهديد من تسديدة ضعيفة لدييجو ريباس التقطها شوارزر بسهولة.
وبعد دخول النجم التركي أردا توران، تحسن الأداء الهجومي للأتلتيكو وأصبح قادراً على الوصول لمرمى البلوز في أكثر من مناسبة، لكنه ظل يصطدم دائماً بالتنظيم الدفاعي الجيد لتشيلسي، ليستمر الحال على ما هو عليه في انتظار خطأ في التغطية أو تشتيت الكرة.
وأضاع راؤول جارسيا فرصتين متتاليتين بالرأس رغم القوة الدفاعية الكبيرة لتشيلسي في الكرات العرضية، بينما كانت الفرصة سانحت لفرناندو توريس لمباغثة فريقه السابق في بعض المرتدات الأخيرة من عمر اللقاء قبل أن تأتي صافرة الحكم معلناً عن نهاية قمة الكالديرون بالتعادل السلبي.