أكد المشاركون في الجلسة الثانية من مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون أهمية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي كضرورة حتمية، معتبرين أن الصيغة الملائمة هي الاتحاد الفيدرالي الذي ينسجم مع معطيات العصر وظروف كل دولة خليجية وتكويناتها الاجتماعية، محذرين من ظهور تهديد مباشر يتمثل في الإسلام الحركي الذي تتزعمه جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأن هذا التهديد يبرز من علاقتهم بالقوى الداخلية الخليجية المماثلة وعلاقتهم بدول إقليمية لها مطامع في المنطقة.
وأشاروا -خلال الجلسة التي جاءت تحت عنوان «أمن التحولات الاستراتيجية العالمية وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون»- إلى أن الأمن لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها بل بالعدالة الاجتماعية، والرخاء لا يترسخ بالمال وحده، بل بالوحدة الوطنية، فالأمم لا تستطيع أن تواجه التحديات إلا بالعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
وتحدث المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت د.محمد الرميحي في كلمته عن تداعيات ما يسمى بالربيع العربي على أمن الخليج، مشيراً إلى أن أبرز هذه التداعيات أن المنطقة برمتها لازالت في مرحلة سيولة سياسية ضخمة، كما أصبح هناك الكثير من التدخلات الإقليمية والدولية في بلدان ما يسمى بالربيع العربي.
وأوضح د.الرميحي أن هناك عدة أوهام تحيط بتفسير ظاهرة الربيع العربي، أهمها أن الأسباب التي قادت إلى ذلك هي الفقر، بينما الواقع عكس ذلك تماماً، حيث كانت معدلات التنمية في تونس ومصر في السنوات الأخيرة قبل حدوث الاحتجاجات فيها في تصاعد وارتفاع مطرد.
وأشار إلى أن الحراك الذي شهدته المنطقة العربية كان ظاهرة معدية، بمعنى أنه بدأ في تونس ولم يكن أحد يتوقع أن يسري بهذه السرعة إلى بلدان أخرى، لكنه سرعان ما انتقل هذا الحراك إلى كل من مصر وليبيا واليمن وسوريا.
وحذر من ظهور تهديد مباشر يتمثل في الإسلام الحركي الذي تتزعمه جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ويبرز هذا التهديد من علاقتهم بالقوى الداخلية الخليجية المماثلة وعلاقتهم بدول إقليمية لها مطامع في المنطقة.
وقال إن أول المخاطر التي ظهرت في الأفق من تأثير الإسلام الحركي هو وصولهم إلى الحكم في تونس وفي مصر، كما نشط الإسلام الحركي السياسي في الخليج بشقيه السني والشيعي وأصيبت البيئة الأمنية الخليجية من مخاوف تقوم على احتمال التعاون بين إيران ومصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي بعد زيارته كأول رئيس مصري يزور إيران منذ عقود طويلة.
من جهته، أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية د.أنور عشقي أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لانتقال مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مرحلة الاتحاد تعتبر دعوة للتلاحم وتوحيد الأهداف بين دول المجلس في الصيغ التي من شأنها تحقيق المزيد من الأمن والرخاء لشعوب المجلس.
وقال د.أنور عشقي إن الأمن لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها بل بالعدالة الاجتماعية، والرخاء لا يترسخ بالمال وحده، بل بالوحدة الوطنية، فالأمم لا تستطيع أن تواجه التحديات إلا بالعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
وأشار إلى أنه إذا كانت رغبة شعوب مجلس التعاون نحو الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي ستتحقق كضرورة حتمية، فإن الصيغة الملائمة هي الاتحاد الفيدرالي الذي ينسجم مع معطيات العصر وظروف كل دولة خليجية وتكويناتها الاجتماعية.
وقال المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج د.ظافر العجمي إن الجغرافيا أثقلت كاهل التاريخ الخليجي ولاتزال، مثل التحدي القريب المتمثل بالأزمة الأمنية الممتدة مع إيران في غياب ما يدل على نيتها أن تصبح شريكاً إيجابياً.
وخلص د.ظافر العجمي في ختام كلمته إلى أن الوحدة الخليجية هي رهان على المستقبل بالنسبة لشعوب ودول مجلس التعاون، مؤكداً على أهمية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي ومشيراً إلى أن هناك آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون الدفاعي الخليجي والالتفاف على العقبات المذكورة سلفاً عبر الاتجاه المباشر نحو الوحدة الخليجية.