غـــزة - (وكالات): أعلنت حركة «حماس» ومنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحافي مشترك عقد في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة أمس إنهاء الانقسام الفلسطيني والاتفاق على المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس محمود عباس خلال 5 أسابيع، على أن تجرى الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة، فيما خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في غزة احتفالاً بإعلان المصالحة.
وقال رئيس حكومة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية الذي تلا بيان الاتفاق المشترك في المؤتمر الصحافي بعد جلسة حوار استمرت قرابة 5 ساعات في منزل هنية بمخيم الشاطئ أنه «تم الاتفاق أن يبدأ الرئيس عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة وهي خلال 5 أسابيع استناداً لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة». وأضاف في البيان أنه «تم التأكيد على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ويخول الرئيس لتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية على أن يتم إجراء الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة وتتم مناقشة ذلك في لجنة تفعيل منظمة التحرير في اجتماعها القادم وإنجاز مقتضيات الانتخابات المذكورة».
وتابع هنية أنه «تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات في غضون 5 أسابيع والتأكيد على دورية وتواصل اجتماعاتها بعد ذلك» منوهاً اأنه تم الاتفاق على «الاستئناف الفوري بعمل لجنة المصالحة الاجتماعية استناداً إلى ما تم الاتفاق عليه في القاهرة» والمتعلقة بتسوية ملفات الذين قتلوا أو أصيبوا خلال الاشتباكات الدامية بين قوات حماس وفتح منتصف 2007 والتي على إثرها سيطرت حماس على القطاع.
وأشارهنية إلى أن وفد منظمة التحرير الفلسطينية الرفيع المستوى الذي وصل غزة قادماص من رام الله التقى مع حماس «على أرض غزة الصمود للاتفاق على الجدول الزمني لإنهاء الانقسام وتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية وتم عقد اجتماعين على مدار اليومين بين الوفدين سادتهما روح التفاهم والإيجابية وتغليب مصلحة الوطن حيث تم الاتفاق على التأكيد على كل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ».
وأشاد هنية بالرعاية والدعم المصري والعربي باتفاق المصالحة.
من جهته شدد عزام الأحمد رئيس وفد منظمة التحرير ومسؤول ملف المصالحة في حركة فتح على أهمية «إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة لبيتنا الواحد» مثنياً على دور هنية «المميز» في إنجاز الاتفاق، مضيفاً «نحن كفلسطينيين مجمعين أن نقبل دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وحل قضية اللاجئين والسيادة الكاملة على الأرض والسماء وباطن الأرض وأنه لا ليهودية الدولة في إسرائيل».
وقال الأحمد «لا يمكن أن يقبل الطرف الفلسطيني باستئناف المفاوضات دون وضوح كامل بمرجعية وأسس المفاوضات وفي مقدمتها الحدود والخارطة ووقف الاستيطان».
ودعا الأحمد إلى دعم تطبيق اتفاق المصالحة.
وقال القيادي في حماس باسم نعيم إن «الاتفاق ينهي الانقسام ويفتح صفحة المصالحة والوحدة الوطنية» مضيفاً أن «مصر ترعى وتدعم اتفاق المصالحة، والاتصالات مستمرة مع مصر وتم إطلاع الأخوة في مصر على الحوار والاتفاق». وضم وفد منظمة التحرير للمصالحة 5 أعضاء هم عزام الأحمد وأمين عام الجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة والنائب المستقل مصطفى البرغوثي وأمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي إلى جانب رجل الأعمال منيب المصري.
وهذه المرة الأولى التي ينجح فيها الطرفان بإعلان اتفاق مرتبط بجداول زمنية للمصالحة منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة منتصف يوليو 2007، حيث كانت كل جهود الوساطة قد فشلت بتحقيق المصالحة .
وأثار اتفاق المصالحة انتقادات المسؤولين الإسرائيليين في ظل غياب أي تقدم في مفاوضات السلام المتعثرة مع إسرائيل، وألغت تل أبيب جلسة مزمعة في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بعد فترة وجيزة من إعلان اتفاق المصالحة.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني من محادثات المصالحة مع «حماس» قائلاً إن عليه ان يختار بين السلام مع إسرائيل أو الحركة الإسلامية المعادية لإسرائيل.
وضخم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من تحذير نتنياهو قائلا إن توقيع عباس على اتفاق مصالحة مع حماس يعادل «التوقيع على إنهاء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».
وردا على تصريحات نتنياهو اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه «لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية». وتشهد عملية السلام مأزقا منذ رفضت إسرائيل الإفراج في 29 مارس الماضي عن دفعة رابعة وأخيرة من الاسرى الفلسطينيين.
من جانب آخر، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس أن 6 فلسطينيين أصيبوا في غارة جوية استهدفت دراجة نارية شمال القطاع.