دعت دراسة حديثة أجرتها إدارة البحوث والمعلومات بالأمانة العامة لمجلس النواب إلى إعداد دراسة لجدوى استغلال الإطارات في تشغيل محطات توليد الكهرباء بديلا عن الوقود الأحفوري باستخدام تكنولوجيا الحرق بالبلازما التي تعتبر من أحدث الأساليب المستخدمة في التخلص الآمن من النفايات التي يتم بواسطتها الاستغناء عن المرادم نهائياً وتقوم بتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وطالبت الدراسة، في مرئيات لمعالجة مشكلة الإطارات التالفة في البحرين والتي نشرتها صحيفة «النواب»، بالتواصل مع وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني لدراسة الوضع البيئي الحالي والمستقبلي للإطارات المستعملة في البحرين، وكيفية إيجاد حلول لها، ووضع تصور شامل لصناعة تدوير الإطارات التالفة من أجل تحديد طرق لتحسين الاستدامة لتلك الصناعة والتحديات المستقبلية التي تواجهها، كذلك لابد من تحليل دورة حياة الإطارات، حيث إن دورة الحياة في كل بلد تعتمد على الظروف المحلية والاقتصادية ومنها يتضح كمية الإطارات المستعملة الحالية والمستقبلية، وضرورة دراسة مبادئ برنامج الأمم المتحدة للإنتاج النظيف وأخذه في الاعتبار.
وقالت إنه يمكن للبحرين الاستفادة من خبرات المنظمة الأوربية لإعادة تدوير الإطارات The European Tyre Recycling Association، والتي تضم في عضويتها 250 خبيراً في مجال إعادة تدوير الإطارات، مع إمكانية الانضمام للمنظمة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الخدمات التي تقدمها في مجال تحقيق صناعة نظيفة لمخلفات الإطارات.
وشددت على ضرورة تشجيع دخول القطاع الخاص في مجال الصناعات المرتبطة بإعادة تدوير الإطارات المنتهية والتالفة.
وأوضحت الدراسة أن العديد من الدول إدراكاً منها بخطورة الإطارات التالفة على البيئة وعلى صحة الإنسان أنشأت مصانع لتدوير الإطارات التالفة والاستفادة منها في عدة استخدامات.
وأشارت إلى أن هناك خيارين لعملية التدوير هما: إعادة تدوير المنتجات: وهو استخدام الإطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال سواء كان الإطار كاملاً أو مقطعاً أو مسحوقاً في تطبيقات مأمونة بيئياً كأعمال الهندسة المدنية مثل حواجز لمنع السيارات من الخروج عن مسارها عن الطرق السريعة أو جدران ممتصة للصوت أو واقيات للزوارق على جدران الموانئ وكذلك كمادة عازلة في أساسات المباني ومادة لأساسات الطرق وأغطية للتطبيقات الزراعية ومطامر القمامة وفي نظم الري كمستودعات أو قنوات للمياه وكشعاب اصطناعية لتوفير ملاذ للكائنات الحية البحرية أو مكان للتكاثر وفي نفس الوقت الذي تحسن فيه دوران المياه.
وذكرت في الخيار الثاني إعادة تدوير المواد: يتم ذلك من خلال التمزيق أو التقطيع إلى حبيبات إذ يمكن تمزيق الإطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال لتيسير نقلها كخطوة أولى لتقطيعها إلى قطع حبيبية أو استخدامها في عدة تطبيقات حيث تدخل الإطارات في آلة التمزيق دون إزالة الأسلاك الفولاذية والمنسوجات منها في معظم الأحيان.
وأضافت «ويمكن استخدام هذه الحبيبات في شتى التطبيقات مثل أرضيات الملاعب المغطاة وغير المغطاة وإطارات العربات الصغيرة ومواد لسقوف المباني وطبقة مبطنة توضع تحت السجاد وطبقة داعمة لأرضيات الملاعب الاصطناعية ولدائن حرارية ومخاليط مطاطية وغيرها من التطبيقات الكثيرة».
وقالت إن التكنولوجيا الحديثة توصلت إلى إمكانية استخدام مفاعلات تحويل الإطارات المستعملة إلى وقود الديزل عالي الجودة، مبينة جملة من الصفات المميزة لمفاعلات تحويل الإطارات إلى ديزل عالي الجودة لكونه صديقاً للبيئة ونظاماً مربحاً لمعالجة النفايات (اطارات السيارات -مخلفات البلاستيك) ولا ينتج أي تلوث للبيئة والمفاعل لا يحتاج إلى طاقة خارجية للعمل كما أنه على درجة عالية من الفعالية وكل مراحل العمل تتم مراقبتها تلقائياً وفي النهاية ينتج المفاعل ديزل ذا جودة عالية.
وحول المخاطر الناجمة عن سوء استغلال الإطارات التالفة، تحدثت الدراسة عن المخاطر البيئية، معتبرة أنها من أخطر المشكلات نظراً لصعوبة التخلص منها، خاصة أن طرق معالجة وإعادة تدوير الإطارات التي اتبعتها الكثير من الدول كانت لها مشكلات معقدة وألحقت أضراراً بالغة بالإنسان والبيئة لم تكن متوقعة.