بقلم - الشيخ زياد السعدون:
بعض الأزواج والزوجات لا يسعك إلا أن تصف بعض تصرفاتهم بالحماقة، لأنهم يتصرفون وينطقون بحديث، يهدم البيت ويفرق الشمل، بل ربما تركه أو السكوت عن قوله، أفضل من النطق به، والأحمق لا يجر المتاعب لنفسه فقط، بل يجرها إلى الآخرين أيضاً، وقد يدمر حياته وحياة غيره، وكثير من مشكلات الحياة الزوجية يمكن حلها إذا توفرت النوايا الصادقة، إلا مشكلات الحمقى، فإنها كلما انتهت بدأت، وكلما ذهبت عادت، وكلمــا صغـــرت كبرت، وذلك بسبب الحمق وعدم الحكمة في الأقوال أو الأفعال. ولهذا قال الشاعر:
لكل داءٍ دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
وكثير من مشكلات الحماقات الزوجية تافهة، لكنها تكبر بسبب غياب الحكمة والعقل بين الزوجين، فمثلاً يأتي زوج لم يعجبه طعاماً أعدته زوجته فبدل أن يشكرها، ثم يبدي لها ملاحظاته، يعبر عن وجهة نظره بحمق، بل ربما يرمي بطبق الطعام بوجهها ويقول «حني راسك فيه»، فهل هذا التصرف يصدر عن زوج عاقل يحترم نفسه قبل أن يحترم غيره؟!
وهذه أخرى حين تأخر زوجها خارج البيت، أغلقت الباب دونه، وعندما اتصل بها ليتها لم تجبه، بل العكس تعمدت ذلك وقالت له «اللي تأخرت عنده خله يفتح لك الباب، وإذا تقدر اشقح الطوفة»، تلك الزوجة أرادت أن تعاقب زوجها بأن تغلق الباب وتدعي النوم، بل إنها تمادت في ذلك لأنها تتحداه، بأنها تركته خارج بيته، وذلك تصرف أحمق كان ثمرته، أن دخل الزوج المنزل عنوة ثم وقعت مشكلة كبيرة انتهت بالطلاق، وكان رد فعل الزوجة بعدما وقعت الواقعة أن قالت «والله ما كنت أدري يزعل لهذه الدرجة».
كم من الأقوال والأفعال التي قد لا يبالي البعض بها ولا يحسبون حساباً لنتائجها ولا يدركون رد الفعل المقابل لها، لذلك يجب أن تكون التصرفات بين الزوجين محسوبة النتائج، مع مراعاة ردود الأفعال، وفهم شخصية الطرف الآخر، ما الذي يغضبه وما الذي لا يغضبه من الأقوال والأفعال، فكلما سادت الحكمة بين الزوجين، دامت العشرة ودام الوئام.