نكس نادي برشلونة الإسباني أعلامه حداداً على مدربه السابق الراحل تيتو فيلانوفا، الذي توفي الجمعة عن 45 عاماً، بعد صراعه مع مرض السرطان.
وفتح «كامب نو» أبوابه صباح أمس السبت أمام جماهيره للتوقيع في سجل وفيات وضع خصيصاً لرثاء المدرب الراحل، فضلاً عن وضع صورة كبيرة لفيلانوفا.
وتوجه جميع لاعبي الفريق الأول بالنادي الكتالوني للتوقيع في سجل الرثاء وكذلك أعضاء إدارة النادي وعلى رأسهم رئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو، ووقفوا دقيقة حداد أمام صورة فيلانوفا. وكان في مقدمة اللاعبين كارليس بويول وأندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وليونيل ميسي ونيمار والمدرب خيراردو تاتا مارتينو، وفيكتور فالديس الذي كان يستعين بعكازين للحركة، وذلك بعد العملية الجراحية التي أجراها قبل أسابيع في الركبة.
وبعد ذلك، استقل اللاعبون سيارتهم وتوجهوا إلى المدينة الرياضية، حيث من المقرر أن يخوضوا حصة تدريبية استعداداً لمواجهة فياريال في الليغا، التي لن يسبقها مؤتمر صحافي إذ أعلن النادي إلغاءه.
وأعلن النادي حالة الحداد في برشلونة امس، وكذلك في مسقط رأس فيلانوفا، قرية بيلكايري ديامبوردا، التي أعلنت الحداد ليومين دون أي نشاط رياضي.
وأغمض فيلانوفا عينيه مرة أخيرة يوم الجمعة وترك برشلونة الإسباني يتحسر على رحيل ابنه البار بعدما خسر معركته مع السرطان. فيلانوفا مدرب الـ100 نقطة، الأعلى في تاريخ برشلونة في الدوري الإسباني لكرة القدم، وبعد تخرجه من مدرب «لا ماسيا» الشهيرة، دارت به الأيام ليشرف على أجمل تشكيلة ربما في تاريخ اللعبة.
وأبصر فرانسيسك «تيتو» فيلانوفا اي بايو النور في بلكير ديمبوردا في 17-9-1968 لكن حياته كانت قصيرة نسبياً، وصعبة في ظل حرب ضروس مع المرض القاتل.
كان محبوباً من الجميع، وعرفه العالم في موسم 2012-2013 عندما حمل لواء تدريب برشلونة خلفاً لزميل مسيرته بيب غوارديولا، فحصد النقاط المائة في موسم لافت، وكان مساعداً للأخير في قيادة فريق وصفه كثيرون بأنه الأقوى في تاريخ المستديرة.
رجل الظل خرج منه أول مرة في أغسطس 2011 خلال مباراة «الكلاسيكو» ضد الغريم ريال مدريد. لقد كان فيلانوفا الرجل الذي غرز البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال آنذاك أصبعه في عينيه، قبل أن يرد الصاع بصفعة مدوية. قال رئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو: «كان تيتو فيلانوفا شخصاً رائعاً، ولن ننساه في برشلونة. شكراً لكل ما قدمته لنا، فلتسترح بسلام».
صحيح أن فيلانوفا كسب قبل رحيله لقب المدرب الناجح بعد أن كان مساعداً لخمس سنوات، لكن اسمه ارتبط برجل مكافح أجبره المرض على ترك أفضل نوادي العالم والتفرغ لمعركة قاتمة.
ورحل تيتو تاركاً زوجته مونتسا وولديه كارلوتا وأدريا، والأخير يلعب راهناً في أكاديمية برشلونة. جاء تيتو بعمر الخامسة عشر إلى برشلونة ووطأت قدماه لاماسيا بعمر السادسة عشر، وبقي حتى 1989.
هناك توطدت صداقته مع غوارديولا، رورا والتيميرا الذي حقق معه نجاحات لاحقة في الجهاز الفني لبرشلونة.
كان «الماركي» وهو لقبه آنذاك، لاعب وسط طويل، يملك المهارة ويتميز بالركلات الثابتة وقراءة المباريات.
لعب مباراتين وديتين فقط مع برشلونة قبل أن يحمل ألوان فيغويريس، سلتا، باداخوز، مايوركا، ليدا، التشي وأخيراً غرامينيت حيث اعتزل.
بدأ التدريب أولاً مع فريق تحت 14 سنة، ضم آنذاك جيرار بيكيه، سيسك فابريغاس وليو ميسي، ثم أشرف على بالافروغيل، فيوغويريس وتيراسا.
عاد إلى برشلونة في موسم 2007-2008، مساعداً لغوارديولا في فريق الرديف «برشلونة ب»، فساهم في صعوده درجة. بعدها بسنة استلم الثنائي بيب-تيتو الفريق الأول، فبدأت رحلة 14 لقباً في أربع سنوات، كتب خلالها فصلاً تاريخياً في 2009 عندما أحرز بلاوغرانا 6 ألقاب: دوري أبطال أوروبا، الليغا، الكأس، الكأس السوبر المحلية، الكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية.
كان طبيعياً اختيار تيتو للحلول بدلاً من غوارديولا في 27 أبريل 2012، فاعتبره المدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا خياراً طبيعياً لخلافة بيب، فجمعه الرئيس روسيل وباقي أعضاء مجلس الإدارة. بدأ يكافح المرض منذ 2011، وفي ظل الضغط جاء الزائر المزعج: في ديسمبر 2012 انتكس فيلانوفا مجدداً ووقع ضحية معاودة السرطان في غدده اللعابية والتي كان خضع لجراحة بسببها قبل سنة.
غادر في يناير 2013 إلى نيويورك وبقي حتى مارس للعلاج، وعندها استلم مساعده رورا مهام المدير الفني، ثم عاود الإشراف على التمارين في نهاية الموسم.
كانت آخر الفصول في يوليو الماضي عندما أعلن بطل إسبانيا آنذاك «تضارب» استمراره مع علاجه المتجدد للمرض الخبيث، فخلفه الأرجنتيني تاتا مارتينو.
طوى المرض صفحات كثيرة، ودقت ساعة الحقيقة المرة، دخل تيتو إلى المستشفى الجمعة الماضي بعد تفاقم السرطان في غدته اللعابية وخضع ظهر الخميس لجراحة بسبب مضاعفات في المعدة بحسب صحيفة «ماركا» فكان وضعه حرجاً، إلى أن حانت لحظة الحسم: لقد استراح تيتو فيلانوفا...


ردود الفعل على وفاة فيلانوفا


(أ ف ب): فيما يلي بعض ردود الفعل على وفاة مدرب برشلونة الإسباني السابق تيتو فيلانوفا الجمعة بعد صراعه لأكثر من عامين مع مرض السرطان في الغدة اللعابية:
نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي: «إنه شخص من الصعب نسيانه. سنتذكره دائماً. كل الحب لعائلة تيتو».
رئيس برشلونة جوسيب ماريا باتوميو: «تيتو فيلانوفا كان شخصاً رائعاً، ولن يتم نسيانه أبداً في برشلونة. شكراً على كل شيء علمتنا إياه. ارقد بسلام».
لاعب وسط برشلونة سيسك فابريغاس: «تيتو شكراً على كل ما قدمته لكرة القدم ولبرشلونة. سيكون الجمهور بأكمله ممتناً لك للأبد. شخصياً، أنا عرفتك منذ أن كنت في الرابعة عشر من عمري وبإمكاني القول إن هناك قلة من الناس من طينتك. شكراً لأنك لطالما وثقت بي، وعلى مساعدتي لكي أتطور وأتجاوز العقبات، على الصعيدين المهني والشخصي. تعازي الحارة لمونتسي (زوجة فيلانوفا)، كارلولا وإدريا (طفلاه) وباقي العائلة والأصدقاء. سنحتفظ لك دائماً بمكان في قلبنا. ارقد بسلام تيتو».
حارس برشلونة فيكتور فالديس: «تيتو فيلانوفا، أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم في مسيرتي. شكراً على كل ما قدمته لي».
المدافع الفرنسي السابق في برشلونة إيريك أبيدال: «من أجل كل ما اختبرناه معاً، لن أنساك أبداً يا صديقي. ارقد بسلام. شكراً على المعركة التي خضتها. تعاطفي ومساندتي لعائلتك».
لاعب وسط برشلونة تشافي هرنانديز: «نحن دائماً معك +ميستر+. ارقد بسلام تيتو فيلانوفا».
مهاجم برشلونة السابق وفالنسيا الحالي دافيد فيا: «أفكاري مع أصدقاء وعائلة تيتو فيلانوفا. كان دائماً مثالاً يحتذى به بالطريقة التي خاض بها معركته. لن ننساك أبداً».
مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس: «أتمنى الكثير من الشجاعة والقوة للعائلة بأكملها ولأصدقاء تيتو فيلانوفا. مثال للجميع عن القوة والكفاح».
حارس ريال مدريد إيكر كاسياس: «إنه يوم حزين لعالم كرة القدم بأجمعه. ارقد بسلام، تيتو فيلانوفا كان مثال القوى والشجاعة بالنسبة للجميع».
مدرب تشيلسي الإنجليزي الحالي وريال مدريد السابق البرتغالي جوزيه مورينيو: «إن وفاة تيتو فيلانوفا خبر حزين جداً لكل كرة القدم، لبرشلونة وقبل كل شيء لعائلته وأصدقائه. باسم كل فريق تشيلسي، أتقدم بأصدق التعازي في هذه الوقت الأليم».
مدرب يوفنتوس الإيطالي أنطونيو كونتي: «أنا سعيد لخبر وفاة تيتو فيلانوفا، إنه مثال رائع للمكافح في الحياة وعلى أرضية الملعب. سنشتاق إليه».
نادي يوفنتوس: «يتقدم يوفنتوس بأحر التعازي لعائلة فيلانوفا وبرشلونة بعد الخبر المحزن الذي سمعناه».