قالت الباحثة بمتحف البحرين الوطني وعضو جمعية التاريخ والآثار والتراث بدول مجلس التعاون ليلى الحدي إن الشواهد الأثرية المادية تثبت أن أرض الكويت كانت تقع ضمن مملكة دلمون القديمة والتي كانت تشمل الساحل الشرقي للجزيرة العربية وجزيرتي فيلكا والبحرين واللتين تتركز فيهما المستوطنات الكبرى التابعة لحضارة دلمون.
وأضافت ليلى الحدي، في ورقة بحثية علميه حول «أختام دلمونية بجزيرة فيلكا» خلال الملتقى العلمي الخامس عشر لجمعية التاريخ والآثار والتراث بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد مؤخراً بدولة الكويت، أن أعمال المسح الأثري والتنقيب في البحرين وفيلكا عثر خلالها على أعداد كبيرة من الأختام وسميت أختام دلمون وهي تثبت أن أهل الخليج أو من قطن الخليج قد عرفوا التجارة منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
وأشارت إلى أهمية الأختام الدلمونية وأهميتها وأنواعها، وأن الدلمونيين كانت لهم خصائص معينة في نقوشهم وشكلها الدائري ولهم رموز معينة يحبون استخدامها بكثرة ويمكن أن نجد فيها تشابهاً مع رمز الحضارات الأخرى لكن يظل هناك اختلاف في السيمات الدلمونية التي أخذت من تطور الحضارة ومن التطور الثقافي، إذ لكل ثقافة سمات حضارية خاصة بها، وأن حوالي 70% منها عثر عليها في البحرين وأربعمائة وخمسين ختماً في فيلكا وعدد منها بالشرقية وأن الأختام الدلمونية ذات مواصفات فنية خاصة ومن خلال الأختام تم التعرف على أشكال الدلمونيين وأو ما يلبسون والموسيقى والأسلحة التي كانت لديهم وكل شيء عن حياتهم المهنية وختم البضائع و يعتبر الختم بمثابة توقيع شخصي.
واختتمت ورقتها البحثية إن مجموع الأختام في البحرين 1112 ختماً دلمونياً وفي الكويت 790 ختماً.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بدول مجلس التعاون الدول الخليج العربية د.خالد الغساني إن جمعية التاريخ والآثار والتراث بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية استطاعت أن ترسخ مفهوم البحث العلمي المرتكز على أهداف دول مجلس التعاون، عبر رسالتها الواضحة وما توفر لها من رصيد علمي في البحث والدراسة.
وقال د.عبدالله عمران في ورقته حول «اندثار الشواهد الأثرية والتاريخية» إن منطقتنا العربية بشكل عام وفي الخليج بشكل خاص قد اندثرت ولا يوجد لها أي أثر مادي أو كتابي واقتصر وجودها في ذاكرة الناس.
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني للثقافة علي اليوحه إن لديهم قناعات بأهمية هذا التراث لما يمثله من حضارة وإرث حضاري باعتباره تلك الواجهة الراسخة لاستشراف مستقبل بلادنا والعمل المشترك للمحافظة عليه. وقال الأمين العام للجمعية د.أحمد الزيلعي إنه لا يخفى عليكم لما تمر به أمتنا العربية والإسلامية من أوقات عصيبة ولحظات أحداث حرجة ونحن ليس بمعول عن تلك التجاذبات وتفاعلات بما يستدعي ممارسة دوركم الفاعل بروح الفريق الواحد ورصداً واقعياً بما يجري واقعياً، وإنفاذاً لرسالتكم في صناعة التاريخ وتسجيل ذاكرة هذا القطر الغالي بموضوعية وأمانة.
وأشاد بالأوراق التي قدمت من البحرين الخاصة بالباحثة ليلى الحدي التي دعمتها بالإحصائيات والأرقام عن الأختام الدلمونية وتوثيقها للعلاقات بين دول المجلس من خلال البحوث المهمة في المنطقة الخليجية.
وأشاد عضو مجلس إدارة جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د.علي آل شهاب بالأوراق البحثية البحرينية التي قدمت ثمن جهود الباحثين على ما بذلوه في كتابة البحوث العلمية المهمة في تاريخ المنطقة الخليجية، ومثمناً جهود القائمين على الملتقى العلمي الخامس عشر للتاريخ والآثار.
وانعقد الملتقى برعاية رئيس المجلس الوطني للثقافة علي اليوحه وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء د.عبدالمحسن المدعج وأكثر من مائة وثمانين من أعضاء وعضوات الجمعية من الباحثين والمؤرخين والآثاريين من أبناء دول مجلس التعاون وعرضت 23 ورقة بحثية علمية ونصيب البحرين ورقتان الأولى للباحثة ليلى الحدي حول «أختام دلمونية بجزيرة فيلكا»، والثانية قدمها د.عبدالله عمران عن «اندثار الشواهد الأثرية والتاريخية».