عواصم - (وكالات): أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي سيشكلها بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس ستعترف بإسرائيل والاتفاقات الدولية وتنبذ العنف»، فيما اعتبرت «حماس» خطاب عباس «إيجابياً»، بينما علقت إسرائيل على الخطاب بالقول إن «عباس أطلق رصاصة الرحمة على عملية السلام». وقال عباس في كلمة له أمام المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله «الحكومة المقبلة ستأتمر بسياستي، أنا أعترف بدولة إسرائيل وأنبذ العنف والإرهاب ومعترف بالشرعية الدولية وملتزم بالالتزامات الدولية والحكومة ستنفذها».
وذكر عباس أن الحكومة ستكون «حكومة تكنوقراط مستقلين تتولى مهمة الإعداد للانتخابات، ولن يكون لها دور في ما يتعلق بمفاوضات السلام مع إسرائيل» مشيراً إلى أن «هذه المهمة تندرج في إطار مهام منظمة التحرير الفلسطينية».
وجدد عباس أيضاً رفضه الاعتراف بإسرائيل «كدولة يهودية». وأعلنت حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية الأربعاء الماضي في قطاع غزة توقيع اتفاق مصالحة والاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني خلال 5 أسابيع برئاسة عباس. وأشار عباس إلى أن الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل في 1993 عند توقيع اتفاقيات أوسلو للحكم الذاتي مؤكداً أنه لم يطلب من مصر أو الأردن الاعتراف بيهودية الدولة وقت توقيعهما اتفاق السلام مع إسرائيل.
وألمح الرئيس الفلسطيني أيضاً إلى إمكانية تحميل إسرائيل مسؤولية إدارة الأراضي الفلسطينية في حال قيامها بفرض المزيد على العقوبات على السلطة الفلسطينية.
وكرر عباس استعداده للعودة إلى المفاوضات، مشيراً إلى أن ذلك مرتبط «بالتزام إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل وإطلاق سراح الأسرى، وإن لم يريدوا الالتزام بذلك هنالك الحل الآخر عليهم تسلم كل شيء».
من جانبها، اعتبرت حماس خطاب الرئيس الفلسطيني «إيجابياً» في معظم نقاطه ويمكن دعم بعض النقاط الجوهرية فيه. وقال باسم نعيم مستشار الشؤون الخارجية لرئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية «الخطاب إيجابي، فيه نقاط ايجابية في مقدمتها ضرورة تحقيق المصالحة وتمسكه بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم الاعتراف بيهودية الدولة وكلها نقاط الجميع يدعمه فيها، إضافة إلى نقطة جوهرية أخرى أن المفاوضات فشلت».
ويتصاعـــد التوتــر بين الفلسطينييـــــن والإسرائيليين منذ مارس الماضي عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أمريكية لاستئناف محادثات السلام.
ورد الفلسطينيون على ذلك بالتقدم بطلب للانضمام إلى 15 معاهدة دولية، ووضع عباس حينها شروطاً لإجراء المحادثات بعد الموعد النهائي في 29 أبريل الجاري.
واتخذت إسرائيل سلسلة إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، بينها تجميد تحويل أموال الضرائب التي تجمعها لصالح السلطة الفلسطينية.
أمريكيا، أقر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري راعي مفاوضات السلام بفشل جهوده في الوقت الحالي.
أما إيران فقد رحبت «بالمصالحة في مواجهة الكيــان الصهيوني وفي مواجهة أطمــاع واعتداءات الكيان الصهيوني المحتل للقدس».