يبحث تشلسي الانكليزي عن احراز لقبه القاري الثاني على التوالي للمرة الاولى في تاريخه بعد موسم مضطرب، عندما يواجه بنفيكا البرتغالي في نهائي مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" لكرة القدم غدا الاربعاء على ملعب "امستردام ارينا" في هولندا.
الفريق اللندني تنازل عن لقب دوري الابطال الذي توج به الموسم الماضي للمرة الاولى في تاريخه ويحلم بان يصبح اول فريق يتوج بدوري الابطال (او كأس الاندية الاوروبية البطلة سابقا) ثم يتبعه في الموسم التالي بلقب الدوري الاوروبي (او كأس الاتحاد الاوروبي سابقا)، وذلك بعد فوزه مرتين على بال السويسري 2-1 ذهابا و3-1 ايابا في نصف النهائي.
وستجمع المباراة النهائية بين فريقين تحولا الى "يوروبا ليغ" من دوري الابطال بعد احتلالهما المركز الثالث في مجموعتيهما، وبين فريقين يسعيان الى تكرار ما حققه اتلتيكو مدريد الاسباني عام 2010 حين فاز باللقب بعد انتقاله من المسابقة الام.
وهذه المواجهة الثانية بين تشلسي وبنفيكا اللذين اصطدم مسارهما الموسم الماضي في الدور ربع النهائي من دوري الابطال، وخرج الفريق اللندني فائزا ذهابا 1-صفر وايابا 2-1 في طريقه للتخلص من برشلونة الاسباني في نصف النهائي والفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ الالماني.
تشلسي الذي اكتفى محليا بالصراع على التأهل الى دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل، بعد خروجه من الدور الاول لدوري الابطال، سيكون على بعد 90 دقيقة (في حال لم يحصل التمديد) من ان يصبح رابع فريق فقط يتوج بالالقاب الاوروبية الثلاثة بعد يوفنتوس الايطالي واياكس امستردام الهولندي وبايرن ميونيخ الالماني، اذ توج سابقا بكأس الكؤوس الاوروبية عامي 1971 على ريال مدريد الاسباني و1998 على شتوتغارت الالماني اضافة الى دوري الابطال العام الماضي على حساب بايرن، علما بانه خسر نهائي دوري الابطال 2008 امام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.
لكن تشلسي عاش موسما مضطربا بعد اقالة مبكرة لمدربه الايطالي روبرتو دي ماتيو واستقدام الاسباني رافايل بينيتيز غير المحبوب من الجماهير حتى نهاية الموسم.
خالف بينيتيز التوقعات ونجح بتقويم سفينة الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، فيحتل الفريق الازرق الان المركز الثالث الضامن للتأهل الى دوري الابطال وبات على بعد خطوة من التتويج القاري.
وكتب الاسباني خوان ماتا لاعب وسط تشلسي على مدونته: "نحن نلعب ضد بنفيكا، فريق تاريخي في اوروبا، سيكون من الصعب الفوز عليه، كما لاحظنا الموسم الماضي في دوري الابطال".
ويملك تشلسي نكهة برتغالية، فصحيح ان باولو فيريرا وهنريكي هيلاريو ليسا مؤثرين في التشكيلة، الا ان شبح المدرب جوزيه مورينيو لا يزال مخيما منذ منتصف العقد الماضي، بالاضافة الى ركني الفريق البرازيليين راميريش ودافيد لويز القادمين من بنفيكا بالذات.
ويخيم شبح مورينيو على بينيتيز، في ظل الشائعات التي تتحدث عن عودته الى البلوز حيث يواجه مشكلات حاليا في ريال مدريد الاسباني.
اما بينيتيز المتوج مع فالنسيا باللقب عام 2004، فينوي ان يصبح ثاني مدرب يحقق لقب الدوري الاوروبي مرتين مع فريقين مختلفين بعد الايطالي جوفاني تراباتوني.
وبحوم الشك حول مشاركة قلب الدفاع جون تيري والمهاجم البلجيكي المتألق ادين هازار لاصابتهما في مباراة استون فيلا الاخيرة في البرميير ليغ.
وكان تيري غاب عن نهائي دوري الابطال الموسم الماضي لايقافه، ما اعتبره زميله لاعب الوسط فرانك لامبارد الذي يعيش مرحلة رائعة اصبح فيها افضل هداف في تاريخ النادي (203 اهداف)، بانه ضربة مؤلمة لتيري: "انا مستاء من اجله لاني اعرف مدى تأثره لغيابه عن النهائي الاخير، لكن رغم ذلك جاء ودعم الفريق بقوة".
من جهته، عوض بنفيكا، بطل كأس الاندية الاوروبية البطلة مرتين عامي 1961 و1962، خسارته ذهابا امام فنربغشه التركي صفر-1 بالفوز عليه ايابا 3-1 في نصف النهائي حارما اياه من بلوغ النهائي القاري الاول في مسيرته، ما سمح له بالتأهل الى النهائي للمرة الثانية بعد عام 1983 عندما خسر امام اندرلخت البلجيكي.
وكانت امستردام مسرحا لتتويج بنفيكا الثاني في المسابقة الام عام 1962 امام ريال مدريد المدجج بالنجوم، لكن مذذاك الوقت لم يذق النسر الاحمر طعم الفوز في اي مسابقة قارية، اذ خسر في 6 مباريات نهائية، اخرها قبل 23 عاما امام ميلان الايطالي 1-0 في نهائي كأس الاندية البطلة.
ويخوض بنفيكا اللقاء بعد خسارة مؤلمة وفي الوقت القاتل امام غريمه التاريخي بورتو 2-1 السبت الماضي في الدوري المحلي، ليلحق به الاخير الخسارة الاولى وينتزع منه الصدارة بفارق نقطة يتيمة قبل مرحلة على نهاية الدوري.
كان المشهد مؤثرا للغاية عندما اقتنص البرازيلي كلفين بديل بورتو هدف الفوز على ملعب "دراغاو" فجثا بعدها مدرب بنفيكا جورج جيسوس على ركبتيه غير مصدق ومتلقيا ضربة قاضية في مسيرة الدوري: "انها لحظة صعبة علينا، لاننا سنخوض الاربعاء مباراة نهائية وهذه الخسارة كانت مؤلمة".
وتابع جيسوس: "ولدت عام 1954، لكني اعلم تاريخ النادي لاني قرأت ذلك وهو موثق بالصور وبملعب النادي".
واعتبر المدرب السويدي المخضرم زفن غوران اريكسون الذي اشرف على بنفيكا سابقا (خلال خسارة نهائي كأس الابطال 1990 ونهائي كاس الاتحاد الاوروبي 1983) والخبير في كرة القدم الانكليزية (درب منتخب انكلترا ومانشستر سيتي وليستر سيتي)، ان الفريق البرتغالي موهوب اكثر من الناحية الفنية على رغم امتلاك تشلسي "تشكيلة متوازنة للغاية".
ويعتمد بنفيكا على الهداف الباراغوياني اوسكار كاردوسو والمهاجمين البرازيليين ليما ورودريغو ولاعبي الوسط الارجنتينيون ادواردو سالفيو ونيكولاس غايتان وبابلو ايمار والهولندي الشاب اولا جون والصربي نيمانيا ماتيتش.
وسيقود الحكم الهولندي بيورن كويبرز (40 عاما) النهائي.